Home إلّا زيارة للرئيس الأسد بين صواب الحدث وتصويب الشائعة

زيارة للرئيس الأسد بين صواب الحدث وتصويب الشائعة

by رئيس التحرير

الدكتور عبد الرحيم مراد/ وزير سابق لأكثر من وزارة سيادية في الدولة اللبنانية، وصاحب مؤسسات LIU الأكاديمية على مستوى دولي – بيروت

 

مكتب – إلّا – بيروت

لا يخفى على أحد أن اللعبة السياسية تفتح الباب على مصراعية، لتسلل جميع المغرضين من هواة ومحترفين ومتطفلين، وفضوليين، وانتهازيين، ومرتزقة، وصغار الكسَبَة، وبما أنّ هؤلاء لا يملكون وضوحاً في الرؤية، ولا يكترثون لمسار هادفٍ، أو لمصير حصيف في وطن يعتمد المحاصصة المناطقيّة المفروزة حسب المذهب السياسي أو المذهب الديني والطائفي تحديداً، وليكمّلوا بلبلة المشهد تماماً فإنهم يكتفون بإعاثة الفوضى، وانتشار التشويش على أوسع نطاق ممكن، دون الاهتمام إلى الحدّ الأدنى لما تخلّفه في العادة هذه التجاوزات أو ذاك التطفّل، يعتمدون في منهجهم الفعلي بهذا المضمار، على قلب الحقائق، ولخبطة الوقائع لغاية في نفس يعقوب، ويعقوب هنا، يمثّل فريقاً سياسياً مناوئاً لآخر، في منطقة نفوذ لا يسعها أن تجمع بين فريقين معاً، بل لا بدّ لها من الإنحياز وترجيح الكفّة لصالح جهةٍ، تنافس جهةً أخرى، والتنافس بحُرفِيَّةٍ وشرف أمر مشروع باستخدام المنطق والموضوعية ومحاولة التأثير بشكل أو بآخر، ولكن اللجوء إلى التزييف والإدّعاء هو أمر ينمّ عن ضعف، وقلّة ثقة، وفقدان احترام الذات قبل فقدان احترام الخصم، والحديث هنا ليس لغزاً أو أحجية، هو ببساطة “تمرير ” خبر قديم، و”استصلاحه ” عبر وسائل التواصل الإجتماعي الهدف منه إلصاق صورة مفبركة، وإخراجها من إطارها العادي، لتجييرها لصالح إشاعة كاذبة، وذلك بتبديل التاريخ فقط في خبر قديم لحدثٍ بائت من سنة  2011-10-04 وفبركته على أنه حدث آني قريب، يتزامن ومرحلة الانتخابات الراهنة، وخاصّة في منطقة البقاع الغربي اللبناني، التي يحتدّ فيها التنافس على المقعد النيابي، لصالح الدكتور “عبد الرحيم مراد ” كمرشّح أوفر حظّاً كونه صاحب قاعدة شعبية واسعة، ترتكز عليها أساسات سياسية هائلة، لم تأتِ من فراغ، بل من متابعة، وتجربة، واختبارات، ومعرفة، واحترام، وتقدير، ومودّة وعلاقات متراكمة منذ بداية المشوار السياسي، الذي اعتمد الطريق المباشر، الواضح، الصريح، الصادق، المنصف، العادل، ليترك مسألة اللفّ والدوران إلى سواه، من مرشحيّ المنطقة الذين اعتمدوا جميع الوسائل التي تبرّر الغايات بشتى الوسائل، كالتزوير الذي أشرنا إليه في مقدّمة هذا المقال، وهذا التزوير يتلخّص بإعادة نشر خبر قديم مفاده زيارة مشتركة قام بها كلٍّ من الدكتور عبد الرحيم مراد رئيس حزب الإتّحاد، والأخ كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني وأمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون» مصطفى حمدان، للرئيس السوري بشار الأسد وذلك في العام 2011، بهدف إعلان استنكارهم مما يتربّص بالوضع الداخلي السوري من تهديد للأمن والاستقرار، والذي عبّروا في حينه عن قلقهم إزاء ما يُحاك لسوريا من مؤامرات ومخططات ورسم، وليس من غرابة في تمرير هذا الخبر عبر الإعلام في حينه مبيّناً بالتاريخ المفصّل ،باليوم والشهر والسنة كما أسلفنا أعلاه 2011/ الغريب فعلاً هو اللجوء لتبديل التاريخ واستغلال فرصة الإنتشار السريع للإشاعة عبر وسائل التواصل مالفيسبوك والواتس آب، على أنّ الزيارة قد تمّت في “2018 ” ومنذ أيام قليلة فقط، وكما يشار بإضافة تعليق مع الصورة أن الزيارة جائت بهدف استجرار الموقف السوري لدعم كل مرشّح على حده، من الزوار الثلاثة الكرام مراد وحمدان وشاتيلا، والهدف الوحيد من هذه الشائعة المغرضة هو الغمز من جانبهم على أن مسير الفوز قد جاء بحكم مساعيهم في سبيل الفوز بانتخابات آذار القادمة، ولم تكن كتحصيل حاصل للإرادة الشعبية التي يمثّلونها، بل يحاولون تضخيم الحدث وتصوير الفوز “الحتمي ” بأنه لا يزال رهن الإرادة والمشيئة السورية، على الرغم من أنّ سوريا تحرص كلّ الحرص، على عدم التدخّل في الشأن اللبناني الداخلي، بعدما أقفلت باب الماضي المفتوح على التحليلات والتأويلات والمغالطة ربما.

نتيجة بحث الصور عن مراد وشاتيلا وحمدان بزيارة بشار الأسد

صورة جمعت ثلاث شخصيات من رؤساء الأحزاب اللبنانية قام كلّ من رؤسائها مراد وشاتيل وحمدان بزيارة الرئيس الأسد في 4/10/2011 لاستنكار ما يتربص بالداخل السوري- وقد تمّ استغلال هذه الصورة وتمريرها عبر وسائل التواصل على أنها زيارة حديثة ب الشهر الثاني من 2018

ولا يُمكن أن يُفهم من هذه الحادثة المفتعلة والمستحدثة على أنها قد تمّت بحسن نيّة، أو بدون فعل فاعل، بل هي في واقع الأمر سلوك مباشر ومقصود ، ويستهدف لفتَ أنظار شعبية الفريق المنافس والتأثير عليها، ولو على حساب المصداقية والحقيقة، بخلط الوقائع والأوراق وحتى الأدوار، فليست سورية مستعدة للتدخل في لبنان إذ لديها ما يكفي من الشؤون الداخلية والدولية الخاصّة، وليس الدكتور عبد الرحيم مراد بوارد الإتكال على أحد سوى قاعدته الشعبية التي تملك الكلمة الفصل في وعيها وقرارة نفسها من هو المرشح الذي يستحق دعمها واهتمامها، وهو الذي لم يوفّر جهداً لخدمة الجميع سواء طوال كل السنوات التي عمل فيها باسم الحكومة التي كان يمثلها، أو من خلال الحزب الذي يترأسه بحكمة واقتدارٍ شديدين، يشهد له بذلك الخصم قبل الصديق، حيث الشائع عنه دائما وفي كل مكان ومقام، “أبو حسين ” أطال الله عمره حبيب الكلّ وصديق الكلّ ونصير الكلّ وحليف الكلّ، وما قربه من الأخ كمال شاتيلا والأخ مصطفى حمدان، إلا خدمة حقيقية للمجتمع اللبناني، بتوحيد الجهود، وضم الأصوات، وتقارب القوى، الذي يساهم مساهمة فعلية في إيصال لبنان لبرّ الأمان، ولو أردنا الحديث عن مناقب أبو حسين ومناقب الأخ شاتيلا والأخ حمدان، لاحتجنا عشرات الصفحات لسرد المواقف والأدوار المشرّفة في حياة كل منهم على حده، ولكن ما قيل هنا ليس الهدف منه التبخير لأحد، فالدكتور مراد بغنى عن لغة المديح والإطناب، فقط الهدف من هذا المدوّن هنا وضع النقاط على الحروف، أنه لا بدّ من التحقق من أيّ خبر يتمّ تسريبه عبر وسائل التواصل والوقوف مليّاً على أسبابه وأهدافه، والتدقيق العميق في مسوغاته وغاياته، فلا شكّ أن المرحلة تحتاج إلى حكمة وتبصّر، فأساليب الإحتيال باتت أكبر من أن تحصى للتعدّي على الكرسي النيابي، والدور السياسي.

 

خاصّ – إلّا –

 

You may also like