Home إلّا الأردن والأوراق المفتوحة على الاحتمالات الصعبة

الأردن والأوراق المفتوحة على الاحتمالات الصعبة

by رئيس التحرير

أيمن الخطيب / كاتب وشاعر وناشط سياسي فلسطيني – الأردن

حراك حذر ومحفوف بكل أشكال وصور المخاطر هذا الذي تخوضه الدولة الأردنية بكافة مؤسساتها رسميا وعمليا منذ قرار الحادي عشر من ديسمبر لعام 2017 والمروّس بقرار ترامب بشأن “القدس ” ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها

الواقع الأردني السياسي والأمني والإقتصادي اليوم محاصر جدّياً، وكل خيار جديد له ثمن سياسي لا يمكن للدولة الأردنية تحمّله في ظلّ حراكٍ أكبر، يحدث في المنطقة ونقطة انطلاقه بدأت من الرياض وتل أبيب، وعليه يضع الأردن اليوم كل الأوراق على الطاولة ويخوض معركة حقيقية على جبتهين داخلية وخارجية، تتعلّق في صميم شرعيته السياسيّة والتاريخيّة في المنطقة.

داخليا ،……

يسعى الأردن الى خلق قواعد شعبية جديدة تدعم خياراته القادمة وتشكّل حاضن شعبوي وطبيعي له، لتسند  قراره السياسي، في ظلّ قناعة تامّة داخل مركز القرار الأردني أنّ القواعد الشعبيّة الكلاسيكيّة باتت غير مؤهّلة؛ فحين ترخي الدولة الرسن سريعاً للتيار الليبرالي الحديث وتدعم إنشاء تحالف مدني جديد فهذا يعني أنّ القواعد الشعبيّة الثلاث وهي : العشائر والأخوان والمخميات، لا يمكن لهم أبداً توفير دعم لمسار سياسي قادم لا محالة للدولة الأردنية لأن هذه القواعد تآكل جزء منها وجزء آخر تم تغييبه تاريخيّاً عن مسرح الحدث السياسي،

وجزء آخر – الاخوان المسلمون – لا ينضبط بحكم طبيعة ارتباطه خارج الشريط الحدودي.

خارجيا ،……

يتعرّض الاردن لموقف حرج، فيما يخصّ موقعه في الإقليم أولا.. وفيما يخصّ موقعه ضمن محور ظلّ تاريخيّاً يقحم نفسه فيه دون جدوى، وفي إطار ثلاث ملفات، القدس، والملف الاقتصادي، والملف الأمني، تجد الدولة الأردنية محاصرة وخيارتها محدودة، الحلفاء التاريخيون يضغطون للقبول بما يتداول بصفقة القرن مقابل التخفيف عن الاردن إقتصاديا، وهذا ما ترفضه الدولة الأردنية جملة وتفصيلا لأن موافقة من هذا النوع يعني أن يودع الأردن موقعه في المنطقة للأبد، والحدود الأردنية في الجهة الشمالية والشرقية تشهد واقعا قويا يفرضه محور سوريا روسيا إيران، وهو ما يتخوف منه الأردن منذ إندلاع الحرب الكونية على سوريا.

الاردن يضع كل الأوراق اليوم على الطاولة ويبعث في كل خطوة رسائل سياسية بالجملة للداخل والخارج، و مجدداً يبقى الخيار صعب في ظلّ لعبة المحاور والاستقطابات في الاقليم وموضعه من بين كل هذه التجاذبات.

أمّا التوجّه صوب قطر و تركيا يعني مأزقين كبيرين أولهما إنقطاع شعرة معاوية مع الرياض، وثانيهما العودة لهاجس الشراكة في الحكم مع الإخوان، وهذا ما سعت لإلغائه بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، والتوجه للتقارب نحو محور يستعيد قوته ويفرض حقائقه سوريا _ روسيا _ إيران _ العراق.. يعني ذلك قنبلة سياسية ستضع الأردن في مواجهة كبيرة لن يخرج منها معافى، والبقاء على واقع الزحف نحو الحدود الجنوبية للمملكة وباتجاه الرياض يعني تنازلات كبيرة ستطال عمق النظام السياسي في الأردن.

لهذا أعتقد أن الموقف حرج جداً، و أيّ خيار من أيّ نوع سيتطلب حبس الأنفاس والإنتظار .

 

خاصّ – إلّا –

You may also like