Home جيران إلّا الايراني في نسخته الثانية.. هل يمكن فتح الابواب المغلقة؟!

الايراني في نسخته الثانية.. هل يمكن فتح الابواب المغلقة؟!

by رئيس التحرير

قاسم قصير / كاتب لبناني ومحلل سياسي – بيروت

للمرة الثانية خلال عامين ينعقد في بيروت “المؤتمر الحواري بين العرب والايرانيين”، تحت عنوان : “نحو مستقبل مشترك – الامن والاستقرار والتعاون”، وقد انعقد المؤتمر للمرة الاولى عام 2016بالتعاون بين عدد من المؤسسات اللبنانية والايرانية ، وقد تولى التحضير للمؤتمر المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بالتعاون مع الجامعة اللبنانية ومركز باحث للدراسات . واهمية النسخة الثانية من المؤتمر انها تضم شخصيات عربية واسلامية متنوعة ومن مختلف الاتجاهات ، اضافة لحضور شخصيات ايرانية فاعلة في المشهد السياسي والدبلوماسي والبحثي في ايران. ومن ابرز المدعوين من العالم العربي: الامين العام الحالي للجماعة الاسلامية عزام الايوبي والامين العام السابق ابراهيم المصري، رئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، مستشار الامن القومي العراقي فالح الفياض، رئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي، عضو قيادة حركة النهضة التونسية نور الدين عرباوي، الوزير اللبناني محمد فنيش،المنسق العام للمؤتمر القومي – الاسلامي خالد السفياني، النائب الاردني السابق ليث شبيلات، النائب عن تيار المستقبل الدكتور باسم الشاب، المفكر الفلسطيني منير شفيق ، مديرة مركز دراسات الوحدة العربية لونا ابو سويرح ، مسؤول العلاقت الدولية في حركة حماس اسامة حمدان ،اضافة لعدد كبير من المفكرين والباحثين اللبنانيين والعرب. واما من الجانب الايراني فمن ابرز المدعوين : وزير الخارجية السابق الدكتور كمال خرازي، مساعد وزير الخارجية السابق حسين اميرعبد اللهيان،رئيس اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية الشيخ كريميان ، المسؤول في وزارة الارشاد الدكتور عباس خاميار، رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية سعيد خطيب زادة، رئيس مركز انديشة سازان نور سعد الله زارعي، اضافة لعدد من الباحثين والمفكرين الايرانيين المختصين بالشؤون العربية. وقد غاب عن المؤتمر الشخصيات الخليجية وخصوصا من الامارات والسعودية والبحرين في ظل استمرار تأزم العلاقات بين ايران وهذه الدول. وتناول المؤتمر عدد من المحاور الاساسية ومنها : الدولة الوطنية واشكالية الاستقلال والشراكة وتماسك الهوية، العلاقات الاقليمية من التوازن الى الشراكة الواسعة، الادوار والمشاريع الدولية في الاقليم وكيفية مقاربتها، التهديد الاسرائيلي للقضية الفلسطينية واهمية التعاون الاقليمي لمواجهته، وضع استراتيجية مشتركة لمواجهة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن القدس وكيفية دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. وقد حرص المنظمون للمؤتمر على اتاحة الفرصة لاوسع حوار معمق بين المشاركين وبحث كل القضايا الاشكالية ، والانطلاق من طرح الاشكالات والالتباسات التي تسود العلاقات العربية – الايرانية الى البحث في كيفية تطوير هذه العلاقات واطلاق وثيقة خاصة تحت عنوان: اعلان بيروت للتعاون العربي- الايراني. لكن رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بالتعاون مع مؤسسات لبنانية وعربية وايرانية ، وهي استكمال لجهود اخرى قامت بها مراكز دراسات عربية عريقة كمكرز دراسات الوحدة العربية في بيروت ومركز دراسات السياسات في الدوحة ومراكز بحثية اخرى في المغرب والمشرق العربي، من اجل بحث العلاقات العربية – الايرانية والوصول الى اسس للتعاون بين العرب وايران وكذلك بين العرب والاتراك ، فاننا نلاحظ ان الاوضاع السياسية المتفاقمة بين هذه الكتل التاريخية المهمة لا تزال هي الطاغية ، خصوصا في ظل الصراعات الاقليمية والمخاوف المتبادلة بين هذه الاطراف. وعلى ضوء هذه المشكلات فان ما نحتاج اليه ، ليس فقط عقد مؤتمرات بحثية حول التعاون بين هذه الاقطار ، بل اتخاذ سياسات جريئة من القادة الايرانيين والعرب والاتراك للتوصل الى تسويات شاملة للصراعات القائمة في المنطقة ، بما يحقق العدالة للجميع ويوقف كل اشكال الظلم والاضطهاد ، ويتحول الجميع للتعاون لمواجهة التحديات القديمة والجديدة. ومع اهمية مؤتمر الحوار العربي – الايراني في نسخته الثانية في بيروت وما سيصدر عنه من نتائج وقرارات ، فان المهم كيفية تحويل هذه التوصيات الى سياسات وقرارات عملية ، وفتح الابواب المغلقة بين مختلف الاطراف والدول والبحث العملي في كيفية اعادة بناء الثقة المفقودة بين العرب والايرانيين وبين العرب والاتراك ايضا.

 

المصدر : – الحوار العربي – 

You may also like