Home إلّا إعلام الفتنة وإدارات العهر

إعلام الفتنة وإدارات العهر

by رئيس التحرير

 

غابي مقدسي / كاتب لبناني وناشط سياسي في المجتمع المدني – الكورة

جميعنا يعلم أنّ الإعلام هو السلطة الرابعة،المؤثّرة في إبراز المعرفة والتوعية والتنوير، هو السلطة التي تمثّل الشعب لدى الحكومة لا بل هو السلطة الفعّالة، في تشكيل الموقف، و توجيه الرأي العام بقوّة مؤثرة، أكثر من تأثير الحكومات نفسها كونه أقوى كيان على الأرض، ولديه القدرة على جعل البريء مذنباً، و المذنب بريئاً، وهذه هي القوةّ الفعليّة لأنّه المسيْطر الأساسي على عقول الجماهير.

والإعلام هو الوسيلة الأبرز لمخاطبة الجمهور من مختلف الشرائح، و كان سبباً مباشراً في رسم الأحداث حيث لعب دوراً بارزاً في تغيير المجتمع ثقافياً، و فكرياً، إلّا أنّ تلك السلطة تعرضت ولا شكّ، لفهم خاطئ في أوطاننا العربية فقد تحوّل الإعلام العربي، لنافذة مفتوحة تطلّ من خلالها رؤوس أفاعي الحكم لتبثّ سمومها في عقول شعب خُدِّرَتْ أفكاره بأحقادٍ، تناهشت الحجر و البشر.

أحقاد يسهل تغلغلها في النفوس، من خلال أبواق رجال الدين الذين تقاطعت مصالحهم مع مصالح أفاعي الحكم، فأطلقوا العنان لألسنتهم التي حوّلتهم لجنرالاتٍ برتبةِ شيطانَ إعلامٍ شرَّع أبوابه للالتباس والمغالطة، فاعْتَلَت منبره ثقافة الأفواه الفاسقة، و الصدور المنتفخة والمؤخرات البارزة، تحت راية ما يطلبه الجمهور.

التباسٌ ومغالطاتٍ حوَّلت المنابر الإعلامية لجبهاتٍ مفتوحةأشدّ بأساً وضراوة  من الحروب السياسية الكلاسيكية المفتوحة على بعضها للخراب والدمار، يعلوا فيها رصاص الكلام ومدافع الشتائم، التباس حوَّل المنابر الإعلامية لأصوات مقدّمين يُتقِنون إباحيّة اللفظ، وأجساد شبه عارية تتمايل على عواميد استعراضية وهمية كراقص “الاستربتيز ” فأيُّ إعلامٍ أنتم!!

ولستم سوى إعلام فتنةٍ و عهرٍ حين قسّمتم الشعب بكراهيّةٍ سياسيّةٍ طائفيّةٍ ممنهجَةٍ، حتى صار الخبر الإعلامي كلابٍ مسعورةٍ، يُمزّق عوائها وثاق الوطن واللُحْمَةِ الوطنيّة، لإعدام خيار العيش المشترك،كخدمةٍ جليلة  لأسيادكم، أصحاب المناصب وأُمراء الدم و الفساد أفسدتم المجتمع ثقافياً وفكرياً من خلال برامجكم التافهة في المضمون، وعاهراتكم المتعريات أخلاقياً و جسدياً.

جاهدين لجعل الشعب كلّه مجرّد كتلةٍ فكرية، لا تتخطى حدود تفكير ما بين الفخذين فأيُّ نوع من السلطات أنتم!! وقد أهدرتم سرّ القدسيّة الإعلاميّة، على مذبح الأرباح المالية الباهظة، حين أقدمتم متعمّدين على تغيب أسياد و سيدات الفكر والقلم، وأنتم تستبدلونهم ببدائل سخيفة وساقطة، بنت شهرتها فوق طاولات الميسر، و أسرّة العهر والتعرّي و الجنس والرخص والابتذال، دون أيّ رأفة بمستقبل جيل من المفترض أن تكونوا أنتم منبراً لإنارة فكرهم لبناء مستقبل الوطن.

ولا يخجلني هنا أن أكون الأول من ينادي وبقناعة تامّة، “لتسقط حريّة هذا الإعلام المرتهن لأسياد السلطة والمال، لتسقط حرّية هذا الإعلام المُتَفاخر بفجوره، لتسقط تلك الحريّة التي تشوّه الأخلاق، وتشوّه الفكر والثقافة بفيروسات خلاعيّة، منافقة، وسخة، وعاهرة تماماً …”.

 

خاصّ – إلّا –

الآراء الواردة في المقال أعلاه ليست بالضرورة تمثّل رأي – إلا –

You may also like

1 comment

يوسف 07/01/2018 - 12:50 مساءً

جميعهم متأمرين على شعبهم لصالح القوى الخارجية .

Comments are closed.