Home إلّا جمعية الsacem وماأدراك ماال sacem

جمعية الsacem وماأدراك ماال sacem

by رئيس التحرير

السيدة “سميرة توفيق ” والناطقة الرسميّة باسمها السيدة “لينا رضوان ”

 

غادا فؤاد السمان

تقديم .. غادا فؤاد السمّان رئيس تحرير مجلة – إلا –

لم تكن مجرد رقم إضافي في لائحة المطربين في العالم العربي، بل كانت الرقم الصعب، الذي لا يتكرّر، بتجربتها وخامتها، وشخصيتها، وألحانها، وكلماتها، ولوحاتها الاستعراضية، حيث ملأت المسارح، وفاضت المنصّات بحضورها الخلاب الآسر الجذاب الجميل، عشقها الجمهور، وعشقتها عدسات التصوير، وعشقتها الصحافة، وتوالت عليها الألقاب من كبار نقاد الفن وفي مقدمهم “جورج ابراهيم الخوري ” الذي لقبها بسمراء البادية وكانت الأكثر حضوراً على صفحات مجلة الشبكة لأعداد وأعداد، ولم يقصّر “محمد بديع سربيه ” بمنحها غلاف الموعد مراراً وتكراراً، لأنها ببساطة هي الفنانة والمطربة والممثلة والاستعراضية سميرة توفيق، التي شغلت الناس وأغنت الحركة الفنية بداية الثمانينات حتى مطلع الألفية الثالثة، ولأنها صاحبة السيرة والمسيرة الطويلة والنزيهة والنظيفة والباهرة والراقية، آثرت الابتعاد عن الساحة الفنية، عندما بدأت موازين الفنّ بالتأرجح والتقهقر والاختلال، لتحتفظ بصورتها المشرقة والساطعة في نظر الجمهور وفي صميم مرآتها وهي في عزّ العطاء والحيوية والإمكانيات والهِمم، فلم تنتظر السوق ومتطلباته السخيفه، ولم ترضخ لذائقة الجمهور وانحدارتها الشديدة، ولم تساوم على مكانتها في الأعالي لترضي شركات الانتاج بل آثرت الانسحاب، ولاذت بالصمت، مكتفية برصيدها الكفيل بإنارة جميع الزوايا والآفاق والأركان الفنية.

نتيجة بحث الصور عن سميرة توفيق

عاشت “الاعتزال ” وهو خيارها الجديد كما ينبغي لها أن تعيشه رافعة رأسها شامخة كما هي على الدوام، مبتسمة للحياة بما أعطتها، وراضية بإيمان وتسليم ويقين بما حجبته عنها، أغلقت بابها في وجه الشائعات، وغربلت الكثير من الأصحاب لتحتفظ بالقليل الذين لا يعرفون النفاق والمصلحة، فلم يبق لها سوى الكبار من أصحاب الجاه والشأن والكلمة والحضور لأنها السيدة العزيزة على الجميع، وقد فرضت احترامها بأدقّ التفاصيل، وكان التقدير والتكريم هو سبيل البعض والندرة للفوز بتواصلها الأنيق وفي طليعتهم ملك الأردن “عبد الله ” وعقيلته البهيّة الملكة “رانية “، وهي تزدهي ببانوراما الحضور الجميل، الذي لم يحجب عنها بياض روحها وطبعها الطيب النبيل.

نتيجة بحث الصور عن سميرة توفيق

ومهما قصّرت وسائل الإعلام في تقديم تراث خالد، لا يبهت، ولايذوي، ولا يغيب فكان ثمّة إذاعات أصيلة تعتمد في استمراريتها على تقديم فناني الزمن الجميل وفي مقدمهم السيدة سميرة توفيق، وإذاعة “صوت بيروت ” أحد تلك المحطات التي لم تخذل الفنان الأصيل يوماً، ولم تسعَ لتتقاضى عن تقديم الجيد بمطالبة أصحاب الأعمال الخالدة والرائدة بأي بدل مادي، وعلى الرغم من أن المخرج العبقري “سيمون أسمر ” حاول مرارا وتكراراً وبتنسيق كامل مع السيدة سيمرة توفيق، بإيجاد خليفة لها تملأ الفراغ الذي خلفته سميرة توفيق بغيابها عن الساحة الفنية، كما حاول في برنامجه الناجح جداً “كأس النجوم ” على شاشة اللبنانية للإرسال LBC بمنح فرصة شاسعة ل “نيلي مقدسي ” إلا أنّ هذه الأخيرة لم تستطع وعلى الرغم من الإنتاج الضخم لكل عمل فني كانت تسعى لحجز مكان يُذكر بالنسبة لها، إلا أنها أخفقت إخفاقاً ذريعاً، لتؤكد النظرية المطلقة، بأنّ سميرة توفيق فنانة لن تتكرّر.

نتيجة بحث الصور عن سميرة توفيق

وبعد سيمون أسمر المخرج العبقري الذي يعرف كيف يصنع النجم وكيف يجعله يسطع وينتشر ويحافظ على خط الأفق العريض على امتداد العمر، وبعد شركة روتانا التي قدّمت جميع التسهيلات المادية ظنا منها أن المال وحده كفيل بصناعة النجوم وقد خابت كليا هذه النظرية، فلم يصمد عبر هذه الشركة الفنية التي قاسمت الفنان لقمة عيشه، وقاسمته شهرته، وصولاته وجولاته، لكنها لم تستطع أن تضيف قيد أنملة شخصية فنية حقيقية إلى رصديها، بل عوّلت على الكبار من الفنانين أمثال أبو بكر سالم، وجورج وسوف، وغيرهما القليل.. ومن الواضح أن الشركة قد انهارت بالتباس مصير صاحبها الوليد بن طلال، وهنا نكتشف، أن الفنانين اليوم هم مجرد صورة براقة، لا علاقة لها بمضمون مبهر بشيء، ولدى انهيار رأس المال فلن يبق من الفن المزيف والفنانين الهشين شيئاً، بخلاف الفن في الزمن السابق، عندما كان الكبار بفنهم وحضورهم وأعمالهم أكبر من جميع المنتجين ومن جميع رؤوس الأموال مهما بلغت، والسيدة سميرة توفيق شاهد حيّ على تلك الحقبة الماسية من تاريخ الفن، وصناعته الأصيلة، الراسخة والمكرسة والخالدة تماماً.

صورة ذات صلة

الجديد في مسيرة السيدة سميرة توفيق، والمفاجىء لها ولعشاقها في كل مكان، والمستنكر تماماً على جمعية معروفة ومشهورة وحاضرة كجمعية ال”sacem ” فرع لبنان، أنها قد أقدمت على خلاف كل ما هو شائع ومألوف بالنسبة لكونها، مراقب عام وأمين محلّف لحقوق الفن والفنانين، بأنها هذه المرة وبطريقة سافرة، أقبلت وبدون العودة إلى صاحبة العلاقة والإرث الفني الكبير السيدة سميرة توفيق، بالسطو على رصيدها الفني واستثماره لصالح مطربة صاعدة مبتدئة، تحاول أن تنتهج كغيرها ممن حاولن في هذا المجال، بانتحال علني لإرث شخصية فنية مميّزة، لا يمكن تقليدها، أو استنساخها مهما كان شكل المحاولة، ومهما كانت جدّية الشركة في العثور على بديلة، تغطّي غياب سيدة المسرح والأناقة والحضور والأغنية البدويّة سميرة توفيق، وربما الصدفة وحدها قد لعبت دورها لتكتشف السيدة توفيق مالم يكن في الحسبان هذا الأمر الفاضح في تاريخ هذه الجمعية “الساسام “، وكعلامة فارقة تعيب انطلاقة هذه البديلة والتي تُدعى ” زينات “، وعندما تمّ إعلام السيدة سميرة توفيق بالأمر، وبعد تصريحها باللجوء إلى القانون وتوكيل محامي لملاحقة جمعية ال sacem فما كان من هذه الأخيرة إلا أن انسحبت من تجديد وتوزيع الألبوم بتسجيله بصوت زينات، بل تحايلت على مطلب السيدة توفيق بإيقاف فوري لقرار البيع، والاحتكام إلى القانون اللبناني، وعمدت إلى إشاعة إقامة الحفلات لزينات واستغلال التسجيل فيما بعد لتقديمه على أنه ألبوم خاص لزينات، ولكن السيدة سميرة توفيق، لم تقتصر في استنكارها واستهجانها لما حصل بحقّ موروثها الفني، بل خاطبت وزير الإعلام اللبناني “ملحم الرياشي ” بضرورة تدخله ليكون الحكم الفصل في هذه القضيّة المُلتسبة بين القانون القضائي والقانون الأخلاقي، وهي على يقين أن الوزير رياشي إنسان موثوق ومثقّف ومنطقي وموضوعي ومشهود له بالمواقف الحصيفة والمنصفة لجميع الأطراف مهما كانت درجة الخلاف التي تتحكّم في مزاجية الأطراف المختلفة مع بعضها البعض.

نتيجة بحث الصور عن سميرة توفيق في المستشفى

والجديد بالذكر أن السيدة توفيق وإن ابتعدت عن الأضواء والمسارح والشاشات فليس في إشكالية أصابت صوتها الشجي الواثق المتمكن لا سمح الله، بل لأنها لا تحبّ المزاحمات، وتكره التزلّف والارتهان والتنازلات، كما تفعل الكثير الكثير ممّن يحاولن المستحيل للحفاظ على موقعهن ضمن دائرة الضوء، ولو كان الجمهور يعي ما معنى غياب مطربة حقيقية كالسيدة توفيق، والتي لا تزال أغنياتها حتى اليوم شاهدة على روعة اختياراتها، وشائعة بين صفوف الناس والفنانات المحترفات، والمبتدئات على حدّ سواء، لنزل الجمهور الشارع وطالب الحكومة قاطبة بإحياء تراثها بصوتها هي، وبمساندتها، ودعمها، وتكريمها بما يليق بها من تكريم، وحبّ ووفاء، وحفظ، وحماية من الانتهاك لحقوقها، والنيل من كرامة وكبرياء فنانة راقية وسامية كسموّ إنسانها، الأصيل، الراقي، المهذب، المحترم، الجميل.

 

خاصّ – إلا –

You may also like