Home إلّا “بيدوفيليا ” شرعيّة.. نظام سياسي هجين، وهوية ضائعة!!

“بيدوفيليا ” شرعيّة.. نظام سياسي هجين، وهوية ضائعة!!

by رئيس التحرير

أيمن الخطيب / كاتب وناشط سياسي فلسطيني – عمّان

يوجد تحرّك واضح وملموس بمستوى متقدّم داخل الدولة، يقوده قرار سياسي يهدف إلى إعادة ملء الفراغ الإيدولوجي والمجتمعي الناشئ، في حال صِدام قريب بين الدولة، وحليفها الإخوان المسلمين، كما هو متوقع، لتثبيط عمل قوى الإسلام السياسي، التي كانت بدورها لفترات طويلة تقيم لنفسها دولة داخل الدولة الاردنية، إذ تعرف الدولة، ويعرف كل متابع للحراك الإسلامي السياسي، يُفاجَأ أن جماعة الإخوان، تدير أكثر من خمسة مصارف و أربع جامعات، و ثمانين مدرسة و أكثر من خمسمائة مؤسسةِ مجتمعٍ مدنيّ و مستشفى، ناهيك عن تحالفات تضعها في مواقع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.

عموما.. الأردن سياسياً يقدّم استجابات سريعة للتغيّرات في الإقليم، أهم هذه التغيّرات هو وجود “محمد بن سلمان ” ولي العهد السعودي، و إعلان الإخوان جماعة إرهابيّة، لذلك يسعى للتحرّك داخل المجتمع الأردني و بالتالي سحب السجاد الآيدولوجي من تحت أقدام الجماعة، _ بعدما كانت تعهدُ للجماعة مسؤولية إدارة المجتمع ضمن تفاهمات ومصالح مشتركة _ ، ومن ثمّ الشروع في تقديم برامج عمل تضبط الإيقاع الديني تحت غطاء سياسي تشريعي، لا يثير حفيظة الشريحة المجتمعية التي كانت تقودها الجماعة، وتوجّهها دينيّاً طيلة عقود كثيرة.

لهذا فإنّ أي تمرير للأمور الدينية سيكون عبر بوابات لها غطاء سياسي تشريعي، إذْ قَبْلَ حوالي الشهر من الآن، طرحت أمانة عمان مشروع ” صار عمري سبعة و لازم أصلي ” ودعت بموجبهِ لإقامةِ صلاة عامّة للأطفال، وما لبثتْ بعد ذلك أن سَنّتْ المحاكم “بيدوفيليا ” بغطاء شرعي، حينما أذنت بإمكانية الزواج لمن أتمّ الخامسة عشر من عمره، ناهيك عن ضخ أقلام و وجوه ذات مرجعيات دينية على الشاشات وفي الصحف وكل وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي. ِ

هذه البرامج وغيرها تمّ التحضير لها في مراكز قرار سياسي ضيّقة تسعى لمغازلة الرياض أولا، كما تسعى لعدم التخلّي عن الشرعية الدينية، التي هي أساس وجود النظام في السلطة.

على العموم، لدينا نظام سياسي هجين، يتمتّع بمسحة من ديمقراطية خجولة، أمام المجتمع الدولي لغاياتِ المنح والشحذ، تتراجع لحساب الأوتوقراطية المُغلَّفة بغلاف ثيوقراطي، سُني سميك تطلّ برأسها على كل مفاصل الدولة، مما يعني أننا أمام تعقيدات ترجّح أن تعيد طرح السؤال التاريخي، الذي لابدّ منه، والذي لا يكفّ عن طرح نفسه، عند كل تفصيل خطير، ما هي “هوية ” هذه الدولة ؟

خاصّ – إلا –

You may also like