Home إلّا الإعلام العربي ساهم في تدمير سوريّة وتهجير شعبها

الإعلام العربي ساهم في تدمير سوريّة وتهجير شعبها

by رئيس التحرير

الصحافية الفذّة نهلة عيسى التي تحدّت الحرب وانخرطت في الميدان في عزّ الحرب على سورية

كعادتها نهلة عيسى، تعرف جيدا أنّ المغامرة مقابل الحقيقة شيء يستحقّ التضحية، وأنّ الصورة ما هي إلا تجميد لحظيّ لموقفٍ، كثيراً ما يتمّ اختطافه من الذاكرة، وكعادتها، تجرّب كل وسائل الخطر وهي مبتسمة ومتماسكة، كي تعرّي زيف الاشتباه والالتباس، بسعي حثيثٍ ومتواصلٍ منها كي تضعنا جميعاً معها في قالب الوضوح..

 

بهذا الوعي وهذا السلوك، تخطّ نهلة عيسى ابنة سورية الأم تاريخاً كاملاً، من الإعلام بمهنيّة عالية ومسؤولية وطنية خالصة، لأنها ترفض كل أشكال التزييف والتسويف وكل المراحل المحروقة والحقائق المُبدّدة..
نهلة عيسى هي الصوت والصورة بكلّ الحضور الممكن على شرف الواجب، لهذا نجدها غالباً عندما تكون في لحظات الحسم تبدو كمشعلٍ لا يخبو.. وهامة متماسكة لا تنكسر مهما تحدّتها الصعاب.
أجرى الحوار/ مسوؤل مكتب – إلا – في عمّان
الكاتب والناشط السياسي “أيمن الخطيب “
*ما هو مفهوم الصحافة بالنسبة للسيدة نهلة عيسى وكيف يمكن لها أن تصوغ تعريفا مهنيا يتعلق بها؟
**الصحافة بالنسبة لي رسالة ذات مصداقية أنقلها بحرفيّة، لتصل لمفهوم كافة المستويات الفكرية لإيصال المعلومة أو الخبر بكل أمانة دون تحريف لأحقق مصداقية عالية للمتلقّي، كون الصحفي أداة أو صلة وصل بين الفرد والمجتمع أو العالم كافة ليطلعه على ما يجري على الساحة من أحداث وتحليلات سياسية وأخبار تهمّه، سواء كانت رياضية و اجتماعية وفنية وثقافية.. كما أن الصحفي هو الرسول بين المواطن و المسؤول لنقل همومه ومعاناته وعرضها للوصول لحلول ترضي المواطن. هنا نجد أن الصحافة لها دور مفصلي في قضايا ذات أهمية في حلّ قضايا مختلفة في بلده، وأيضا” لها دور كبير وفعال في التوعية والمعرفة حيث تقود المجتمع للتطور و التحضر، أو العكس .. لذا يعتبر الصحفي سفيراً لبلده، وعليه يجب أن يتحلّى بالأخلاق وكل الصفات الحميدة، و يتمتّع بالذهنية الثقافية الواسعة و المصداقية الملموسة بأدائه، فالصحافة سلاح ذو حدين لا ثالث لهما … عمار أو دمار.
*كيف تجد الصحافة العربية وفي أيّ تصنّفيها مستوى، وماذا ينقذ برأيك كل من الصحافة العربية كمهنة، و الصحافي العربي كمحترف؟.
**أرى الصحافة و الإعلام العربي اليوم حقيقة” موجّه لسياسات متناقضة، وبغالبيته أضرّت بمجتمعاتنا العربية حيث سيطرت علية قوى مهيمنة، و أخضعته لسياساتها ومصالحها الخارجية، من خلال ما رأيناه على أرض الواقع من تحريف كامل للحقائق، وصياغتها بأسلوب برّاق يخدم سياساتهم ومطامعهم في أرضنا، حيث كان هدّاماً لكثير من قيمنا الأخلاقية و الدينية والثقافية التي استبيحت، وللأسف كثر من صحفنا وإعلامنا العربي ساهم في حرب إعلامية شرسة و هدّامة، ودوره هذا لا يختلف عن دور الإرهاب في التدمير و التهجير و تفتيت مجتمعاتنا و أوطاننا . من خلال ماوصلنا اليه من وضع مزري نجد أن الصحافة في غالبيتها بوطننا العربي تفتقد للمهنية و المصداقية و الموثوقية في نقل الخبر أو الحقائق، و كأنها في سباق لبثّ الخبر قبل التحقّق من مصداقيته لتصبح بوابة لترويج الإشاعات وانتشارها، بالأصح أصبح إعلامنا مأجوراً لمن يدفع أكثر ضاربا” بشرف المهنة عرض الحائط.
نتيجة بحث الصور عن نهلة عيسى

مع مندوب سورية الدائم في الأمم المتّحدة د. بشار الجعفري

*هل يتوافر صحافة حرة لا تخضع لمزاجيّة مركز القرار الأمني الضيّق للسلطة السياسية؟ وهل ينعكس الموقف السياسي أو الايدولوجي على الأداء المهني؟.
**بالوطن العربي نجد أنّ الصحافة و الإعلام و الكتّاب وحتى مثقفينا أيضا”، يضيعون بمفترقات ومتاهات دون الوصول لنهايةٍ بنّاءة، إذْ كلّ له مرجعية يعمل على تبعيّتها وكل مرجعية تغذّيها مرجعيات خارجية هدفها أن لا يلتقوا بنقطة أبداً، فيتوحّدوا و يصبحون قوة رأي نافذة، وهذا خطأ الدول العربية و حكّامها التي عملت على كتم الرأي الحرّ فوّلدت القوى الظلامية التابعة لمرجعيات متعدّدة هدفها النيل من عقول شبابنا وتشتيته، كل هذا بدوره يقيد حرية الاعلام ليكون اعلام سلطة وليس إعلاماً حرّاً بشيء يُذكر .
*كيف ساهمت الأزمة السورية بأعمارها السبع في تشكيل الوعي الفردي لديكِ.؟ وهل كان ثمّة مخاطر وضغوطات تعرّضتِ لها خلال مسيرك المهني في الآونة المذكورة.؟ وما مدى مساهمة الصحافة بتقديرك كمسار مهني في خلق رأي عام والتأثير فيه.؟..
**بالنسبة لسورية كانت صحفنا وإعلامنا قبل الأزمة رتيب غير نشط بما فيه الكفاية بسبب الهدوء و الأمان، الذي كنا نحظى بهما، وأيضا” كان يفتقد العمل الصحفي للانطلاقة بحريّة أوسع بسبب المراقبة الدائمة عليه، لذلك كنا نراه بداية الأزمة يفتقد للحرفية و المصداقية، و هذا ما أثّر على بعض المتلقّين لينحازوا للصحف و الإعلام العربي والغربي المُغرض للأسف، معتقدين أنّه الأصدق بنقل الحقيقة، وكانوا يغرقون بجهلهم بأهدافها السلبية في بثّ سمومها المُمَنهج، لتسلب عقولهم و تستخدمهم في غرضها الهدّام و المدمّر لعقولهم و أهلهم و بلدهم، لدرجه أنها وجّهتهم لمحاربة وقتل بعضهم بزرع الحقد و الفتن، فيما بينهم، و هذا ما وجدوه بعد أن اتّضحت لهم الحقائق، وتبلورت من خلال نشاط الإعلام و الصحافة السورية، في هذه الفترة ونهوضها من كبوتها بالأدوات التي استعانت بها من مصداقية،بنقل الحدث من قلب الحدث، وعرض الوقائع بحقيقتها صوت وصورة، وتحقيقات ميدانية، و تحليلات متلفزة، وتحدّي الصحفيين لكل الظروف القاسية حيث كان الاعلام الحربي مرافق لجيشنا بكلّ معاركه، وانتصاراته على الإرهاب من أجل أن يكون، رسول الحق في نقل الحقيقة بكل جوانبها الايجابية والسلبية.

المرأة في سوريا حرّة رغم أنف كل الحواجز

كل هذا وَجَدَ صدى واسعاً لدى المواطن السوري، ليعي الحقيقة الكاملة كونه المُستهدف في هذه الحرب، التي نالت من سورية و شعبها الطيب، كما طالت الكثير من إعلامينا الذين تعرّضوا للخطف و التهديد و التعذيب، ومنهم من قضوا شهداء الحقيقة كشهيد الإعلام الأمثل “ثائر العجلاني ” الأميز في حماسته لدوره بتوثيق الأحداث، وسمو أخلاقه ونبل سلوكه وودّه المتواصل مع جميع الزملاء في كل مكان، ومثله كُثُر ولا يسعنا سوى طلب المغفرة والسلام لروحهم الطاهرة ..

نتيجة بحث الصور عن ثائر العجلاني

ثائر العجلاني / الإعلامي الذي قضى برصاصة قنّاص غادرة أثناء تأدية الواجب بتوثيق الأحداث عبر الصوت والصورة

ومن خلال هذا الدور الذي بدا واضحا” للعيان وللحكومة وإثبات دورهم الفاعل ولما لهم من تأثير قوي على المتلقي، وتأكيد تواجدهم و مصداقيّتهم، وتفعيل دورهم على المستوى الداخلي و الدولي، مما قدّموه من حقائق، و إثباتات، و براهين على صحة أخبارهم الحيّة، فقد أصدر الرئيس الأسد مرسوماً يقضي بحريّة التعبير وعدم التعرّض لدور الصحافة، لتمارس سلطتها على أكمل وجه وتكون مرآة الحقيقة للمجتمع السوري الحرّ.
*في ظل موجات الوثائق المسربة من ويكليكس مثلا والتي أفادت بحقائق تختلف عمّا نقلتها الصحافة العربية والعالمية، هل كل ما ينقل ويقرأ ويشاهد يطابق الواقع فعلاً؟..
**لا بدّ من الإشارة أنه كان هناك هدف كبير من تسريب هذه الوثائق، و هي أعتبرها بمثابة إخبار أكثر مما تكون سريّة، لتحصيل الأرباح المادية والمعنوية التي هي هدفها الاساسي بخدمة الآخر على أكثر من صعيد.
*في ظلّ ما ذكرت أعلاه كيف استطعتِ التوفيق بين حياتك الشخصيّة والعملية.؟
**هنا اريد أن أُعرج على فاعلية دور المرأة ومكانتها المرموقة بمجتمعنا السوري فتراها متواجدة و متفوّقة في كل المجالات بجانب الرجل، حتى في المهام العسكرية تجدها إلى جانب رفاق السلاح للدفاع عن كرامة الوطن، لذا هي منتظمة في تدبير شؤونها و التوفيق بين عملها و بيتها، لذا كانت المرأة مُستهدفة في هذه الحرب وكثيرا” ما سوَّق الإعلام المُغرض للنيل من عزّتها و كرامتها، من خلال زجّ اسمها بسوق النخاسة، وجهاد النكاح،..
نتيجة بحث الصور عن سوق النخاسة في الحرب السورية

المرأة السورية في قبضة الدواعش الأشرار

وتعرّضها للكثير من الإضطهادات، كفقدان للابن و الأب و الأخ و الزوج وعرفتُ الكثير ممن عانين هذه الآلام، لذا تجد المرأة السورية تحملتْ وصبرتْ و باتتْ تُعلّم العالم دروساً بالصبر و الصمود، وأنا كوني صحفيّة و مدافعة شرسة عن مكانة المرأة، وهمّي الأكبر رفع شأنها كنتُ أسعى دائما” لتكون في مقامات متقدّمة في المجتمع، لأني أؤمن أنّ وراء حضارة المجتمع، هي المرأة الواعية المثقّفة الحرّة، البعيدة عن قيود وعادات المجتمع المفروضة عليها، كالتي نشهد في بعض المجتمعات العربية عموماً و الإسلامية خصوصاً..
*ما هو الطموح الذي يرافقك كل خطوة وتسعين لتحقيقه ؟
**كل ما أتمناه حاليا” إنهاء الصراع ولمّ الشمل السوري، وعودة الاستقرار لوطني الحبيب و انتصار جيشنا و القضاء على الإرهاب و اقتصاص جذوره، وعودة سورية بلد علماني ودولة ذات حكم مدني، بعيد كلّ البعد عن الدين لأن الدين لله و الوطن للجميع .. وكم أتمنى السلام لشعوب العالم كافّة و القضاء على الشر المستشري، وإنهاء الحروب  المستعرة، وبسط المحبة التي لا تسقط أبدا” ..
خاصّ – إلّا –

You may also like