Home لـوثـة إلّاأدب لماذا لم يعلّمونا تاريخنا؟ كما يعلموهم كيف يقتلونا؟

لماذا لم يعلّمونا تاريخنا؟ كما يعلموهم كيف يقتلونا؟

by رئيس التحرير

نسرين عريقات / كاتبة أردنية – الكويت

لم تكن تعرف ما تخبّئه الكلمة الأولى لها، ولا ماذا تعنيه رعشة القلم، ولا خطّ المسافه الذي يخلقه الشعور الأول و يأخذها إلى عالم آخر بعد التخلّص من بسط المعاني على مرأى القارىء الذي يتواطأ معها سرّاً وعلانية، هكذا شعرت نسرين عريقات، وهي تشقّ لنفسها طريقاً بين الحبر والورق، وتسطّر شعوراً خالصاً من الأدب الرزين، نسرين وهمساتها جعلت من النصّ نموذجاً مصغّراً، كيف تكون المرأة حاضرة وسبّاقة للتميّز .. وعنوانا ثابتا للإبداع.
أجرى الحوار / مسؤول مكتب – إلّا – في عمّان /
الكاتب والناشط السياسي أيمن الخطيب

س1: لمحة بسيطة عن شخصية نسرين عريقات الدراسة والمنشأ والوضع العائلي؟

بالبداية أودّ أن أعبر عن جزيل شكري وامتناني للمصداقية والاهتمام بالكلمة بعيداً عن أي مصالح شخصية في مجلتكم مجلّة – إلا – الغرّاء.. وباختصار شديد أنا فلسطينية مقدسية الدم، أردنية الهويّة، ولدت ونشأت في دولة الكويت الحبيبة، استكملت دراستي الجامعية وأحمل بكالوريوس في إدارة المستشفيات في العام 2001 من جامعة عمان الأهلية. أنا الأخت الكبرى من عائلة تتكون من ستة أفراد، وأنا صديقة وأم لجميلتين أفخر بهما جداً.

س2: كيف تشكل وعي الكتابة بالنسبة للكاتبة نسرين عريقات، ومتى كانت أول مساهماتك الأدبية المنشورة؟

في مرحلة عمرية معينة كانت الكتابة في تصوري هي مجرد خربشات أفضفض بها عما في جوفي نظراً لأن طبعي كتوم وخجول فلم أكن لأشارك فكري مع أحد، بالجرأة المطلوبة، فصار لدي خربشات وقصاصات ورق، باتت صفراء لأنها قديمة منذ كنت في الثانية عشر من عمري، قبل ذلك لم أكن أدرك أهمية الاحتفاظ بقصاصاتي. لم تكن لي مساهمات مقروءة إلا على صفحتي facebook الشخصية أو بالمناسبات وبين أقراني وأهلي، حتى جاء الدعم والتشجيع لعمل أول إصدار في العام 2013 وكان بعنوان “همساتُ ذاتي هدايا قدر”.

نتيجة بحث الصور عن همسات ذاتي هدايا قدر

س3 : ما هي الأعمال التي أنجزت وأكثر الأعمال التي شكّلت الفارق اللغوي والأدبي بالنسبة للكاتبة وللجمهور و للنقاد؟

لدي عملين الأول أصدر في العام 2013 وهو “همسات ذاتي هدايا قدر”. والثاني أصدر في أوائل هذا العام “كما الصبّارة” والذي أعتبره نقلة نوعية لأسلوبي الكتابي، وذلك بسبب طرق الطرح بالحرف والقصة. فمن قرأ الاصدارين سيكتشف أن محتوى كل كتاب وطرق العرض الداخلية تختلف فبإصداري الأول كان هناك مقدمة وإهداء بعض الحكم وصورة وخاطرة ومن ثم تمّ سرد الخواطر، أما في إصداري الثاني فكانت البداية حوار، ومن ثمّ سرد الخواطر والختام كان بخمس قصص قصيرة، وقد تركت صفحة خالية بجوار كل قصة بدأتها بكلمتين وتركت الحرية لمن يقرأ.. /أن يسجّل فكرة / بجانبي وجاء صفحة التعريف لي بمن أنا على نحو مفاجئ لمن حولي وللناشر ممن يتهمونني بالخروج عن المألوف بطرق التواصل. أهدافي من الكتابة لم تكن يوما بهدف المنافسة أو الربح المالي بقدر ما هو حلم أردته أن يتحقّق فلا أجمل من الأحلام إلا تحقّقها، ما أحصده من ردود الفعل من المقربين والقرّاء، ووسائل التواصل كلها ولله الحمد بشائر فرح وخير، والمحبة والتوفيق من نعم الله علينا. وبسبب ظرف صحي طارئ لم أتمكن من العمل على إيصال “همسات ذاتي هدايا قدر” للمركز الذي طمحت لأجله، آملةً أنني وخلال سعيي الآن لنشر “كما الصبّارة” أن أسلّط الضوء على مولودي الأول فهو الأغلى والأُثمن على الاطلاق.

س4 : كيف ساهمت الظروف الذاتية والموضوعية في صقل الشخصية الأدبية للمبدعة نسرين عريقات، وهل كانت ذات أثر إيجابي عليك أو سلبي؟

نشأت في أسرة متماسكة على الصعيد الواسع والأصغر وحتى الأسرة، كان ولا زال والدي يؤمن بحريتي ومنذ طفولتي كان لي مطلق الحرية حتى في العند. لكنني ولله الحمد خالفت كافة التوقّعات التي كانت تنتظر خروج فتاة مدلّلة لا تعتمد على نفسها فقد اعتادت تلبية رغباتها ممن حولها، صحيح أنّ كل فتاة بأبيها معجبة، الشكر لله أنّ والدي من هولاء القلّة الذين يستحقون إعجاب بناتهم وهذا حالي مع أبي أطال الله عمره.

س5 : أين تصنّف نسرين عريقات نفسها في الحقل الأدبي؟

لربما وبسبب قلة تفاعلي مع السوق، والنقاد، والندوات فأنا غير قادرة على تصنيف نفسي، أما بالمحيط الضيق الذي يتفاعل معي فأنا أعلم أني أحدثت وأحدث فرقا في كثير من القصص والحكايات. وقد تمّ التنسيق مع إحدى دور النشر والتوزيع، والذين اعتبرهم درع الوصول والانتشار بأن يتمّ العمل هذا العام على توقيع الكتابين في عدد من الدول العربية خلال فعاليات معرض الكتاب، آملين أن يكون الصدى أنجح وأن تتوفق مساعينا.

س6 : هل يوجد من أَلْهَمَ الكاتبة و شكّل بالنسبة لها المادة الخام لتشق طريقاً إبداعياً على هذا النحو؟

ملهمي الأول هو الشعور بالغربة والشتات، فنحن شعب بلا وطن يحملنا، نحن من يحمل وطنه داخله لربما خط سير عائلتي والقصص والبطولات وحكاوي الأجداد، رسّخت في خاطري كلمات كثيرة، ودّدت لو قلتها بصيغة أفكار، ودّدت لو شاركتها مع الآخرين، ومن هنا بدأت خربشاتي بكتابة قصّة حياة جدي، بجمل متفرقة وقصيرة دون أن يدري أحد، وبمرور الحياة صادفت شخصيات ملهمة أثّرت على طريقة نمو عقلي، وفكري، وتفاعلي مع الظروف والمواقف حتى صقلت شخصيتي على النحو الذي أنا فعلا أحبه والشكر الأول والأخير لأسرتي متمثّلا في والدي ووالدتي.

س7 : هل تأثرت الكاتبة بواقعها ومحيطها من أحداث سياسية واجتماعية وهل يكون للكاتب دوما ارتباطا بقضية ما، يدافع عنها ويظهرها في كتاباته؟

طبعا من منا لا يتأثر، لكن المغزى والهدف من التأثّر هو أن نفرّق بين أن نؤمن بفكر أو قضيّة فنوصلها بسلاسة، وبين من يحاول نشر فكره بالقمع والغصب لأهدافه الشخصية أو بطريقة مسيّسة، أنا أؤمن بأنّ الحرف حرّ ويجب أن يوجّه كما نشعر نحن، ليخدم فكراً وقضية يتفاعل معها المحيط، لا أن تُفرض عليهم فرضاً، ولطالما تساءلت خلال مروري بمراحل التعليم ولا زلت أتساءل للآن، لم يجب أن أعرف الحرب العالمية الأولى؟ والثانية؟ والغزوات القديمة؟ واكتشاف الامريكيتين؟ واستراليا؟ كل هذا ستعلّمـه لي الحياة.

لكن لِــــمَ لَــــمْ يُــــعلِّمنا أحـد تاريخنا؟ وأقصانا؟ وأصــول النشأة؟ والنزاع؟ وحقوقنــا؟ بمعرفة أسماء بوابات الأقصى؟ كما يُعلّمون أبناءهم قتلنا؟ وزعمهم الهيكل؟. أين وعي أبنائنا من كل ما تمرّ به المنطقة وهل هو مكتمل وعينا حقّاً؟

نتيجة بحث الصور عن المسجد الاقصى وقبة الصخرة

اختراق سافر للمسجد الأقصى

س8 : ماذا يوجد في جعبة نسرين عريقات في المرحلة القادمة من أعمال أدبية؟

حاليا لا أزال في طور جمع المعلومات لمعرفة أي من القصص الخمسة لاقت استحسان القراء مع علمي المتواضع المسبق على من سيقع الاختيار، التوجّه هو أن تتم فتح شخصيات القصة في كتاب منفصل سيتم تحديد اسمه لاحقا بحسب إحساسي بالشخصيات خلال الحوار.

س9: ما هو الطموح الذي يظلّ يرافق المبدعة نسرين عريقات ولم يكتمل بعد؟

إكمال رسالة ماجستير التي لطالما أجلّتها آملة أن يكون ختام هذا العام بداية لاستكمال طموحي، إلى جانب طموحي أن اشغل منصبا قياديا في المنصّات والمحافل الدولية، لربما خلقنا جيلاً متمرّداً على السكينة، وأطمح أن نخلق جيلاً، يحبّ الكتاب والورق، عوضاً عن الشرائح الالكترونية.

س10: بماذا تختلف الكاتبة نسرين عن الانسانة نسرين.. وهل صحيح أنّ الكاتب يُظهِر خلاف ما هو عليه في الواقع ويكون ضحية الثنائيات والتناقضات؟

 

 من يقرأ كلماتي ويعرفني لا تزورهم الحيرة ولا يستغربون جرأتي فهذه أنا كما أنا بمحيطي، والمحيط الأكبر الصدق والمصداقية، هي ما نورِث أبناءنا.. لن أرضى أنا التي أكره الظلم والقهر، بأن أمارسه على محيطي فــأَتَـلـوَّن، فـخط سيري في الحياة واضح أكتبُ ما أشعر، أقول ما أكتب، وأفكر بما فيه خير الجميع ولي. أحترم نفسي وخصوصيتي للدرجات القصوى، وعليه أتعامل مع من حولي بالمثل.
 س11 : بماذا تفسر الكاتبة نسرين عريقات عزوف العالم العربي عن الكتابة وانحطاط الذوق العام لأدنى مستوياته؟
عزوفنا ليس فقط عن الكتابة فهناك لا تزال اجتهادات لنقل الحرف، ولكن العزوف بات عن القراءة، فبعض معارض الكتاب هذا العام لم تحقّق أدنى مستويات الحضور ،فقط شغل العالم والأوضاع الاقتصادية فكر الناس على أمنهم المادي، والغذائي، فلم يتبق متّسعاً للحرف، تركنا خلفنا الأوراق والكتب وحقّقت العولمة هدفها بخلق جيل يؤمن بأن ما يريد مقرون بكبسة زر فلم الفكر والتفكّر والعناء، آسفة جداً على حال أبنائنا، وأخاف على تواصلهم وسلامته فبات ما يحاورون هو جهاز الكتروني، يقتل خلايا التفاعل مع الآخر ولم تعد متعهم بالبساطة التي كنا نعيشها.
نسأل الله السلامة وبما أن حواري يتزامن مع ما يجري في أقصانا نسأل الله السلامة ملايين المرات من صمتنا… ورحم الله أبطالنا وبوركت الأرض بدمائهم وتضحياتهم.
خاصّ – إلّا –

You may also like

14 comments

قديييم 25/07/2017 - 10:49 صباحًا

تتزوجيني ؟

tamer 25/07/2017 - 11:07 صباحًا

تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة، لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً، نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة فاستحقت وبكلّ فخر أن يُرفع اسمها في عليانا

شكرا للكاتبة الرائعة نسرين عريقات على ما قدمتة لنا من حوار هادف ولمجلة ( إلا ) الرائدة

نسرين عريقات 26/07/2017 - 1:24 صباحًا

كلمات عذبة من انسان متذوق للحرف… اشكرك جدا سيد تامر من القلب

كابتن مصطفي مراد 25/07/2017 - 12:09 مساءً

لقاء جميل مع كاتبه جميله نقرأ دائما لها ونعتز بمؤلفاتها وسعداء باستضافتها

نسرين عريقات 26/07/2017 - 1:23 صباحًا

شكرا كابتن مراد لمرورك وتعبيرك الاروع انا الاسعد

تغريد عثمان 25/07/2017 - 11:47 مساءً

كاتبة رائعة، حساسة وموهوبة وفوق كل ذلك إنسانية إلى أبعد الحدود.. نتمنى لها دوام التقدم والابتكار

نسرين 26/07/2017 - 1:22 صباحًا

كل الشكر للطف كلماتك فأنت تعنين لي الكثير

حسن سراحنه 26/07/2017 - 4:36 صباحًا

كاتبه كلامتها تلامس الروح و تضيف الا اذهاننا روعه و صدق الكلمه .. شكرا لوجودك في عالمنا فأنتي اجمل ما كتب لنا القدر .. امنياتي لكي بكامل النجاح

نسرين عريقات 27/07/2017 - 10:44 صباحًا

بالغ شكري لرأيك وتقبل احترامي

محمد عريقات 26/07/2017 - 11:37 صباحًا

نفتخر ونعتز فيكي دائما لأنك وردتنا

نسرين عريقات 27/07/2017 - 10:45 صباحًا

افتخر بانتمائي لكم

ريم جيبات 03/08/2017 - 12:50 مساءً

كاتبة رائعة وشخصية اروع افخر بمعرفتها .. انمنى لكِ دوام التقدم لانك تستحقين .
كل الحب

نسرين عريقات 14/08/2017 - 9:14 صباحًا

لك مني كل الحب يا ريم اشكرك على المداخلة

١٢٣٥ 27/12/2017 - 5:56 مساءً

كلمه حق تقال بحقك انسانه بمنتهي الطيبه شاهدتك اكثر من مره تقدمين العون والمساعده لبعض المرضي وانتي لا تعرفينهم كما شاهدتك وانتي تطعمين الطيور والحيوانات بالشارع الله يوفقك وكتبك اكثر من رائعه

Comments are closed.