Home إلّا شكراً لبنان

شكراً لبنان

by رئيس التحرير

غادا فؤاد السمّان / شاعرة وكاتبة دمشقية – بيروت

لبنان الحبيب… مرّة بعد مرّة.. أدين لك بالحب.. أدين لك بالوفاء.. أدين لك بالشكر.. والأهم من هذا كله أدين لك بعمري كلّه وما تبقى فيه من قليلٍ أو كثير… لقد وجدت فيك وطناً منذ نزوحي الأول قبل 26 سنة.. لا تصدّق حتى لو أقسمتُ لك أنّ غربتي فيك يوماً كانت أكبر من غربتي بمدينتي دمشق، التي لم تعد تشبهني أو تشبه ذاكرتي أو تشبه طفولتي بشيء.. أتمنى أن اموت فيك.. وأخشى أن أربكك برفاتي.. وريث ذاك اليوم دعني أهمس في فضاءاتك الرحبة.. في حنايا أمواجك.. في ثنايا قممك الشاهقة.. في تلافيف أدراج معابدك.. في كلّ حجر شاهد على تاريخك وفي كلّ حبة رملٍ صامدة على خضات الزمان.. في جعبةِ كلّ سفح من سفوحك.. في ظلّ كلّ ارزة تميّز علمك..

علمك الذي يرفرف خلف أضلاعي ونبضي يردّد كل صباح “كلنا للوطن “، لبنان انت حبيبي الذي لم يخدعْني في يوم من الأيام.. صديقي الذي لم يغدر بثقتي فيه.. مأواي الذي عرفتُ فيه كيف أحاور، وكيف أناور، وكيف أسخط، وكيف أغضب، وكيف ألهو، وكيف ألعن، وكيف أراوح، وكيف استكين، وكيف أشمخ، وكيف أنهض كما عنقائك من تحت الجليد والرماد والركام…

لا أعلم كيف أطبطبُ على كتفكَ لأطيّبَ خاطرك من قليلي الأصل.. كيف أعانقك لأزيل عنك ومنك الالتباس.. كيف أقبّلك لأثني عليك، كعاشقة تغْترف في كل قبلة نفساً، أزكى من أنفاس حبيبها،..

أحبَّك لبنان أحبّ كل مزاجية فيك، أحبّتني او تشاهقتْ على محبّتي…

هل يكفيك لترضى أن أعتذر لك نيابة عن الأشرار والأندال والمرتزقة وشذاذ الآفاق… هل يكفيك أن أدحض معك كل صوت مغرض يهمُّ بإيقاظ فتنة جديدة… لأن ساعة الصفر لم تأت لإسقاط الأقصى في البئر بعد .. وترامب لم يكشّر كما ينبغي عن أنيابه بعد.. والطوفان في العالم العربي لم يغرق المنطقة بأكملها بعد..

خاصّ – إلّا –

You may also like

1 comment

شذا نصار 24/07/2017 - 1:36 مساءً

يسرني ان استمتع بالمشاركة في مجلتك الالكترونية .. وأتمنى لك سبل التوفيق والنجاح .

Comments are closed.