Home إلّا مجتمع بلا “هيبة “

مجتمع بلا “هيبة “

by رئيس التحرير

غابي مقدسي / كاتب وناشط سياسي اجتماعي لبناني – زغرتا

و حدث الانقلاب على هذا المجتمع الشرقي المتخلّف بمعتقداته البالية، معتنقين نهج التحرّر و التحضّر بثورة فكرية، ومفاهيم تحرّريّة تطيح بأعراف الجهل و التخلّف تحت مسمّى واهي “مجتمع حديث”، مغلّف بقشور ذهبية يخطف بريقه الأنفاس، فتتيّم به تلك العقول التي لطالما كانت أسيرة ذاك الكبت الشرقي القاتل، فتتمنّاه العين و تذوب هائمة حالمة بجمال بريقه، إلى أن أتى ذاك الجبل ابن الهيبة الصارمة، فعرّى هذا المجتمع، و فتّت قشوره البراقة، فاضحاً تركيبته الداخلية الآثنة باستفسار ضمني من أنتِ !!

أنا هي أميرة عصري، أشعلتّ سيجارة التحضر لأدوس بقدمي من هم دون مستوى مني، برأسٍ شامخٍ يتوّجني سيدة زماني، أنا تلك المرأة التي انتفضت على تقاليد متخلّفة فاعتنقت مذهب العريّ، و المرابع الليليّة، إلى حدّ الثمالة، أنا تلك السيدة المتحرّرة، من بطش ذاك الرجل الشرقي من طائفةٍ، أباحت لي بيع نفسي و جسدي، في سبيل شهوة تلك الأوراق النقديّة و من أنتَ !!

أنا ذاك الرجل الذي خلع عنه جلباب الشهامة، و المروءة، و النخوة، فتدلّى لساني لغرائزي الجنسيّة، أنا الرجولة المستحدثة بفكرٍ غرائزي، لا يتخطّ حدود التفكير باللذّة الجسديّة.. أنا المرأة، وأنا الرجل.. نحن الانتفاضة، نحن أركان بناء هذا المجتمع البرّاق المتطوّر من أنتِ !! من أنتَ !! أيّ مجتمع هذا ؟!!

أنتِ تلكَ الغبيّة التي قرأتْ عن الحريّة و التحرّر فخلعت ملابسها و رهنت جسدها و باعت أخلاقها، أنتِ لن تكوني امرأة محترمة أو مميّزة، فتنورتك القصيرة لن تميّزك، فالتمييز بالأخلاق، و ليس باللحم العاري، لن تصبحي سيدة راقية، طالما لم تعي أنّ الثورة يجب أن تكون على أفكارك القابعة في زوايا جسدك المكتظّ بالشهوات الماديّة.

وأنتَ يا أيها الذكر الوضيع، ضع لسانك في حلقك، يا معنّف الزوجة، و المنحلّ تحتَ أقدامِ العاهرات، يا سيّد الليل، والخمّارات، والمهازل، لن تشفع بك لحيتك العصريّة، و لن تجعلك رجلاً فالذكوريّة مرض، و الرجولة أخلاق، و أخلاقك خاضعة للعربدة الفكريّة، أنتم أبناء مجتمع لا يشبه الإنسان، أنتم مجرّد حيوانات ناطقة، تحيا على الشهوة و اللذّة والعربدة والماديّات، أنتم مجرّد كائنات حيّة، بينها و بين الحضارة و الثقافة و الأدب،  قلة أدب، وقلّة مخّ، وقلّة قيمة.

ثوروا على أنفسكم، أنتِ.. اخلعي عنك ثوب العهر ،علّك تصبحين امرأة، و أنتَ.. اخلع عنك عباءةَ الفسق علك تصبح رجلَ مجتمع أعدم كرامته، فتعبّد للذكورية القائمة على هيبة السلطة و العنف و البطش و المال، على حساب المبادئ و الأخلاق.

أنتم..، لا تكوّنونَ مجتمعاً..

أنتم لستم سوى مجتمع منافق، تائه بين الهيبة التي لا يملك منها سوى اللفظ، و الجبل الهشّ الذي لا يستند إليه وطن أو أجيال، أنتم لاشيء انعدمت إنسانيته باسم التحرر و التحضّر والترّهات.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like