Home إلّا “الهيبة ” بدون – هيبة –

“الهيبة ” بدون – هيبة –

by رئيس التحرير

زينه منصور / كاتبة وإعلامية لبنانية – بيروت

لا شكّ أنّ شخصية نوح زعيتر لا تنسحب على كل المجتمع اللبناني سواء كان هو المقصود بها أم شخص آخر. اسمحولنا وأوقفوا فرض “دراما الإكراه ” على اللبنانيين.

هذه المكرهات الدرامية في معالجة الحبكات وتعميمها كأنها مرآة مجتمع متخلف رجعي تعادل عملية تزييف التاريخ والتلاعب به.

نتيجة بحث الصور عن نوح زعيتر

نوح زعيتر في القبّعة السوداء / شخصية لبنانية – إشكالية – على مجمل الأصعدة

المجتمع اللبناني قطع خلال الـ 100 سنة الأخيرة أشواطاً في عملية التحديث الفردي والعائلي ولا يحبّ إعادة إنتاج التخلّف والرجعيّة وتعميمه على الملايين في لبنان، بلد الحرف والكلمة والحضارة والإشعاع الفكري والثقافي، إلى أنحاء العالم.

للأسف ما يتمّ تقديمه يندرج في خانة دراما “الإكراه ” – دراما الرجعية والتخلف وشخصيات البلطجة والزعرنة وقلّة الاخلاق – بقالب دسّ السمّ في العسل.

في إحدى المشاهد يستعدّ جبل لينهي صفقة أسلحة، يخبر أمه يصافحها مغادراً تقول له ” الله يرضى عليك يا إبني”.

نتيجة بحث الصور عن جبل ومنى واصف في الهيبة

” جبل ” ووالدته في مسلسل الهيبة / الممثل تيم حسن والسيدة منى واصف

هل هذه هي الأم اللبنانية أو السورية في هكذا موقف؟.

تدعو لابن يقوم بالمتاجرة بالسلاح يستخدم البلطجة والزعرنة والمخدرات ويزهق أرواح الناس الأبرياء، أو تدمير الأمن الوطني.

“الهيبة ” عمل درامي مسخرة ما بعدها مسخرة، واستخفاف بعقول الناس، بعد الصحوة من مستنقع مسلسلات التخلّف الأول عربياً وأبعاده المضمرة والمعلنة، يجب عدم إسقاط لبنان في إمدادات درامية تؤدي النتيجة نفسها إجتماعيّاً وأمنيّاً.

هل نقبل بانحراف مجتمعات بأكملها في دول مشرذمة اقتصادياً واجتماعياً ودينياً وامنياً إرضاء لمنافع مادية ضيقة لشركة إنتاج أو شاشة عرض أو كاتب أو مخرج أو ممثل؟.

نحن نعيش في دولٍ مفكّكة مخروبة، وشعوب منكوبة مشرّدة تعيش في الخيم، لا في الولايات المتحدّة الاميركية، ولا في نيويورك.

نتيجة بحث الصور عن الهيبة

بوستر مسلسل الهيبة – تقليد لإخراج هوليودي بوليودي ركيك.

كانت الدراما اللبنانية قبل التعاون اللبناني- السوري باردة نسبيّاً، لكنها أصبحت بعد التعاون باهتة و هجينة و وقحة، وأحيانا كثيرة فاسدة ومُفْسِدَة.

لا نريد نَقْل الفساد الأخلاقي من سوريا إلى لبنان، ولا العكس طبعاً بنقله من لبنان إلى سوريا ثمّ الى العالم العربي. لدينا ما يكفي من الموبقات والانحلالات للتصدير في البلدين ويزيد.

لم تنقل الدراما السورية بخبرتها وجماليّتها إلى الدراما اللبنانية أجمل ما فيها من نصوص أو مخرجين أو ممثلين، وإنما انتقلت بأسوأ ما فيها، وأسخف ما فيها، وبأفكارها المرفوضة، أصلا لدى شريحة اجتماعية وفنيّة واسعة، في سوريا نفسها.

أردنا أن تنتقل خبرة الدراما السورية لتمتزج بجسد وروح الدراما اللبنانية من أجل رفع مستوى التجربتين, فإذا بهما انحدرا إلى التجارة والربح المادي، واللهاث وراء الشهرة في حضن شركات الانتاج، بعيداً عن أي تفكير في الصناعة الدرامية، وأبعادها الفنية والاجتماعية والثقافية.

 

خاصّ – إلّا – 

You may also like