مشاهد مبهمة بين الجدّ والهزل السياسي

أيمن الخطيب / كاتب وناشط سياسي فلسطيني أردني – عمّان

” كلاكيت الخليج “

_ قوسين بدل ثلاثة أقواس _

/جنوب طهران الرخو ، و الحساب الاقليمي المفتوح …./

مشهد أول /………

التصعيد الخليجي الذي لم يتجاوز 72 ساعة، يندرج كتتويج حقيقي لمسألتين عربيّتين كبيرتين أولهما مبادرة السلام العربية وتبعاتها _ حيث أن فركة أذن قطر في هذا السياق إنّما تأتي في تطويق الصراع العربي الإسرائيلي وحسم ملفّاته والتهيئة التامّة للترانسفير الفلسطيني حسب قانون ديدان الأخير في الكنيست؛ قطاع غزّة لسيناء و الأردن وطن بديل هكذا بدون أي تجميل ولا تسويف للحدث، لذلك يأتي الضغط على قطر لعرقلة أي مساعي لها في أيّة تسوية بين حماس وإسرائيل إذ يُراد لقطر سعوديا أن لا تقود زمام أي قرار على الرغم من أنّ كِلا الدورين سالبين وطنياً وقوميّاً وأخلاقيّاً فيما يخص القضية الفلسطينية .

مشهد ثاني /………

المسألة الثانية الكبيرة الشائكة، ملفّ سوريّة والتطوّر السريع، الذي تحقّقه للدولة السوريّة في الجنوب السوري، في ظلّ ترتيبات معينة، جعلت الإدارة الأمريكية تتخلى عن نظرية الأقواس الثلاثة التي طرحتها بداية الربيع العربي وهي قوس الأخوان، وقوس الوهابيّة، وقوس الشيعة، وتتبنّى نظرية القوسين قوس الوهابيّة بتفريخاتها السلفيّة الجهاديّة، وقوس الشيعة وأدواتها المتغلغلة في عموم المنطقة، بمعنى أن تصعيد السعودية تجاه قطر، وطلبها التخلّي عن الإخوان المسلمين وتنويعاتها _ حماس _ و لجم علاقتها بتركيا بسبب طبيعة الصراع السعودي × التركي حول الشرعية السنيّة هو إستجابة طبيعية سريعة للإدراة الامريكية التي ترى في الإخوان تنظيم لا يعوّل عليه إقليميّا……

مشهد ثالث /……..

تدخّل طهران على خطوط الصدع للالتفاف على السعودية من الحلقتين الأضعف قطر + البحرين وهذا متوقع وقيد التنفيذ، لأنّ ما ينتظر إيران صراع من نوع آخر يتمّ طبخه على مهل في مراكز العمليات الضيقة استخباراتيّاً، ليكون صراعاً إيرانيّاً بحتاً، في الداخل الإيراني لضمان انشغاله بين الإيرانين العرب، والايرانيين الفرس من أفغانستان إلى الأهواز ثمّ قُمْ وشوباور، والمتتبّع للجغرافية الإيرانيّة، يرى أنّ جنوب طهران _ قمْ و شوباور _ هي خواصر رخوة دموغرافيّاً، وهي التي تحتضن مراكز تخصيب اليوارنيوم للسلاح النووي الإيراني، الأمر الذي يعني هاجس قومي كبير للدولة الإيرانية في ظلّ حديث مطّرد عن تنظيم خراسان الذي سيبدأ أو أنه بدأ فعلياً أعماله الإرهابية في عمق الدولة الايرانية كالتي شهدناها بالأول من أمس……

الخلاصة /………..

في الحساب الاقليمي المفتوح لا يمكن لأحدٍ أنْ يتصوّر نتائج الأمور سياسيًّا، والتي تقول أنّ حربَ الاستنزاف لا شكّ قادمة بين محورين مذهبيّين سنّي _ شيعي تقود السعودية الطرف الأول، وتقود إيران الطرف لثاني، وهناك دول على خطّ التقسيم الجغرافي بمقدمتهم السعودية التي تعاني من شحّ استقبال الاستثمار، بسبب انقسامات آبار النفط مقابل استنزاف واضح لها في الحرب المجانية باليمن والتي تعزّزها إيران من جهتها بدعم الحوثيين، لهذا يعتبر الشرق السعودي في مهب الريح والتكهنات.

على العموم، يمكن القول أنّ كل هذه المقدّمات سخيفة نسبياً ربّما، مقابل ما سيحدث قريبا والعنوان الوحيد الظاهر هو شرق أوسط إسرائيلي بالكامل وإنّ غداً لناظره قريب .

خاصّ – إلّا –