×

الفرح النادر.. والقصاب الصعب

الفرح النادر.. والقصاب الصعب

فرح-وصعب الفرح النادر.. والقصاب الصعب
فرح قصاب مع ولديها، والدكتور نادر صعب الذي قام بإجراء عدة عمليات دفعة واحدة أودت بحياتها نظير 50 ألف $

بعدما أصبحت قضيّة “فرح قصّاب ” التي قضت بعمليات التجميل التي ساهم فيها الدكتور “نادر صعب ” على كل صفحات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة ونشرات الأخبار والصحف والمجلّات، حتى أضحت القضية ليست قضية عائلة فرح قصاب الشابة أم الطفلين، والزوجة المحبوبة من زوجها، والابنة الخلوقة البارّة لأهلها، بل قضيّة رأي عام تستقطب القاصي والداني والصغير قبل الكبير، فعملية التجميل حصرياً هي عملية اختيارية والتزام شخصي تجاه الذات شرط توفّر الثقة المطلقة بهذا الشأن، فلا يمكن أن تسلّم المرأة مرآتها لطبيب يمكن أن يلعب بمقاييس جمالها، حتى وإن كانت أقلّ من عادية بكثير، فكيف عندما تكون النتيجة أكبر من مسألة أنف مائل، أو شفة متورّمة، أو خدّ منفوخ، أو صدر مختلّ، أو بطن مشوّه، أو خلفيه مقزّزة، كما يحصل لدى الكثيرات في أنحاء العالم، وفي لبنان حصرياً وهذا أمر غير غريب أو مستبعد، بل ثمّة حوادث كثيرة بهذا الصدد طالت إحدى الشخصيات الإعلامية المشهورة التي عانت الأمرّين على مدى سنوات طوال لإصلاح الخلل الذي تعرّضت له في ملامحها، وأيضا أكثر من فنانة شهيرة جدّاً وقعت في مطب النتائج السلبية التي لا تخفى على أحد، وكانت عرضة للتداول الإعلامي والاجتماعي الساخط مرّة والساخر أخرى، الأمر مع فرح قصّاب اختلف من حيث النتائج المذكورة جملة وتفصيلاً، فهو لم يأتِ بشيء من سلبيات ما يمكن أن يتبادر إلى الذهن أعلاه، بل جاء بنتيجة كارثية قضت على عمرها وأحلامها وطموحاتها وحياتها ووجودها ككل، حيث لم تنتظر فرح النتائج لتتعرف ما جنته يدا “نادر صعب ” ولم تصمد لتحمل المرآة وتتابع التطوّرات التي طرأت على شخصها وشخصيتها بعد جملة المغامرات التي أقترفها نادر صعب وأودت بها إلى الثرى لا الثريا، كما كانت تأمل استعادة امتشاقتها وزهوها وألقها لما بعد الولادة وما يتراكم بسببها من ترهلات ودهون، ولكنها رحلت حاملة معها ضماداتها، وخيوط جراحها، ورائحة المعقمات، وأسرار غرفة العمليات، ولم تترك لأحد أيّة إشارة تبرر رحيلها، وتشي بحقيقة موتها سواء كان بسبب خطأ طبّي فادح، أو جشع طبيب أراد أن يحصل على رقم خرافي بيوم واحد، فنسي أنه جراح يساعد الناس، بل حمل سكينه كجزار لا يعنيه من أضحيته سوى مبلغ ال50 ألف دولار.. فهل ستتوفر العدالة على الأرض، أم أننا سننتظر القصاص في السماء.

 

خاصّ – إلّا –

 

Share this content:

You May Have Missed