Home إلّا “سمّان وغادة ” للبيع لفضّ الالتباس المتنازع عليه أدبيّاً

“سمّان وغادة ” للبيع لفضّ الالتباس المتنازع عليه أدبيّاً

by رئيس التحرير

غادا فؤاد السمان / شاعرة وكاتبة سورية ورئيس تحرير مجلّة – إلّا – الألكترونية – بيروت

لا العمر المديد، ولا التراكم المتفاقم، ولا الالتباس المتواصل، استطاع أن يهدّىء من روع سميتي “غادة السمان ”

ولا أريد أن أكرّر ماقلته وكتبته ووثّقته مراراً وتكراراً بشأن “الإثم ” الذي حمّلني إياه والدي، ولا أريد أن أزايد على أحقّيتي في سلوك درب الأبجديّة ب”إثمي ” أنا شخصيّاً، الذي اجتهدت فيه بكل تعديل ممكن..

فقط أريد أن أهمس في أذن الكاتبه الممتدّة عبر المكان والمتمدّدة عبر الزمان.. طالما ياعزيزتي أنّك على ثقة بشهرتك وعظمتك وحضورك وتفرّدك وأهمّيتك وهيمنتك وشعبيّتك وصولجانك وهيلمانك وكل مايمكن أن يضاف من توصيف وأوصاف.. فلماذا تُصْعَقِينَ كلّ مرّة بوجودي، ولماذا تعدّين العدّة لتقيمين عليّ الحدّ، بإنهاض المطبّلين والمزمرين وإعلان النفير على غرار الزعماء العرب الملتصقين في عروشهم يعمهون.

ولماذا تستلّين حروفك المؤذية من غمدها لتقذفين بها في مهبِّ أنفاسي، وأنتِ تعلمين جيداً أنه لن يخمد زفيرها إلا قلمي أنا.. فهل “حقاً ” ياعزيزتي أنتِ “متضرّرة ” من كوني سميّتك، وهل برأيك في زمن انقلاب المفاهيم، وانهيار المُدن، وضياع الحضارات، وتهشيم التراث، وتدمير الأثر والآثارات، ورخص الإنسان إلى ما دون النعجة بكثير، يهمّ أن يعرف العابرون من أنتِ ومن…. أنا.

نتيجة بحث الصور عن غادة السمان

غادة أحمد السمّان – كاتبة وروائيّة سورية – باريس و بيروت

ألم تملّي يا عزيزتي منذ أكثر من ربع قرن حتى اليوم، أنتِ وأزلامك ومسوخ الطريق، من مطاردتي بأقلامك الطائشة وأقلامهم المسمومة مقالة تلو الأخرى.. ألم تيأسي يا غاليتي، وأنا قد جاوزت منتصف الرحلة بقليلٍ ربّما، مثلما خرجتِ أنتِ من أبوابِ خواتيمها منذ زمنٍ بعيد..

هل تصدّقين يا عزيزتي فعلاً أن اسمك هو الذي جعلني أتماسك لأكثر من ثلاثين عام.. هل يعقل أن أخدع الناس وينطلي عليهم حرفي لأكثر من ثلاثين عام.. هل يمكن أن يكتب عن تجربتي كبار نقاد المرحلة المذكورة ويوثّقوا نصوصي بالتحليل والتركيب والاستقراء والاستنتاج لأكثر من 30 عام، وأنتِ تشهدين، وتستنكرين، ولم تتواني عن الكتابة لوماً وعتباً وشجباً وسخطاً لتلك الأسماء الكبيرة التي تذكرينها جيداً وأكثر مني بالتأكيد، عندما كتبوا ووثقوا لاسمي “أنا “، حين سارعتِ ” أنتِ ” في التعبير عن دهشتك وذهولك بأكثر من مقالة في “الأسبوع العربي ” يوم كان منبرك هناك، قبل أن تستولي على منبري -هنا – في “القدس العربي ” الذي “سبقتك ” إليه بأكثر من ثلاث سنوات، وحللتِ أنتِ “قسراً” بعدي مستشقرة على غراري، منقوصة من اسم “فؤاد ” والدي، وبمساحة أقلّ، وبحضور لا يرفع منسوبه، إلّا ضجةَ عاشقٍ منسيّ في الأدراج القديمة.

هل وهل وما أكثر الأسئلة ويمكن أن أسوق كل ما لم يخطر ببالك من مفارقاتٍ تتقنينها بغلٍّ وغيظ وغضاضة، ولكن سأكتفي بسؤال واحد يفي بالغرض لكل ماعداه، إذا كان القرّاء بهذه البساطة والسطحية ويخلطون بيني وبينك في كل مقالٍ ومقام صدفة أو على الدوام، فهل أستحقّ منك فعلاً كل هذا الحقد والسمّ والغضب والملاحقة والمتابعة والضغائن واللعنات والهواجس والوساس واللهاث والطعنات ؟؟..

أما آن الأوان أن تُسْدِي لي حيّزاً من بياضِ روحكِ، التي صَرَعَتْها نفسكِ ونفسيتك وتنافسك كل هذه السنوات الطوال أما آن الأوان أن تعترفي بجميل حضوري الذي جمّل غيابك، وأنا أكتبُ باتّزان وجنوح وجموح وجنون دائم، وأنزف مواقف لا تحصى وعلاماتٍ فارقة جعلت من “اسمي ” محوراً لكثير من التدوال في زوايا وأركان المثقفين بكلّ مكان، أما آن الأوان أن تشهدي أنّه لولا حضوري والالتباسات التي تتوالد منه، لما بقي لك أحد يَذْكُرَكِ أو يتذكّرك بشيء..

فأنت يا عزيزتي ولطالما قُلتها مجرد “شبح ” من ورق.. إذ أنّ شارع الحمراء الذي غصّ بصولاتك وجولاتك قبل 35 سنة هو نفسه لايزال شارع المثقفين والذي تغيّر فيه فقط غيابك المتواصل منذ القرن الماضي بعقود.. والشاشة الصغيرة التي حاربْتِها وحكمتِ عليها بالإعدام بحجّة أن لقاء لم تنصفك فيه مقدمة البرنامج حين لم تقرأ أعمالك الكاملة، أجدها حجّة واهيةً جداً وأراها أدنى من السخافة بكثير، إذ أنك لو فتحت “اليوتيوب ” لوجدت كيف يحتفظ شبحك بشهوة الضوء وهو يزاحم منشوراتي لقبساتٍ كثيرةٍ من لقاءاتي المتلفزة، بتسجيلاتكِ الطفيليّة التي لا تحمل حتى صوتك، بل مجرّد صورة لكِ من مطالع الصبا ونصّوص مموسقة كنتُ أكتبُ ما يفوقها أيام مراهقتي وأخجل لو قدّر لي من استعادتها عبر أوراقي اليوم..

حتى الاذاعات يا عزيزتي لم تشهد لك حواراً يعشقه الجمهور استماعا، نظراً لتعذّر رؤياكِ بالعين المجرّدة في الواقع الثقافي أو عبر الشاشة الصغيرة التي باتت أصغرَ مما كانت عليه، فما من إعلاميٍّ سيكترث لك كما الماضي، ومامن إعلاميٍّ سيحتفي بي اليوم، فقد انتهى الإعلامي الذي كان العنوان العريض للحياة الثقافية.

اليوم ياعزيزتي وأنتِ تحاربين بضراوة..! ألا تعلمين أنه زمن البهلوانات والأراكوزات والراقصين والراقصات وأنّ الكتابة أصبحت وسيلة لملء فراغ من لا عمل له ولا شأن، ألا تعلمين يا عزيزتي أن الكتابة لم تعد مشعل حرية أو منارة شعب أو وثيقة تاريخ ومجد..؟ ألا تعلمين أنّ الكتابة أضحت مجرّد مناسبة لِلِقاءات التسلية والترضية وتعزيز الغرور، بابتساماتٍ عريضة وعبارات فضفاضة، ودفعة تصفيق على الحساب وتيتي تيتي، ألا تعلمين أنّ الأبجدية لم تعد لغة الأندية والقاعات، لم تعد لغة المبدعين، والثوريين، والمتنورين، والمجانين، والمميزين، والأحرار، والأشرار، والقديسين؟!..

فكما تغيّر كل شيء بتسارع عجيب، الجمهور أيضاً تغيّر لأنه بمثابة مرآة تعكس سحطية المرحلة، وسذاجة الرحلة، التي مشيناها بكدٍّ لتوصلنا إلى الخيبة العظيمة لا أكثر، ودون ريب تختلفُ مسيرتنا في شقائها فأنتِ حالفك الحظّ لتنعمي بكنفِ ” ابن الداعوق” سليل الحسب والنسب والقصور الشاهقة، ومالك مستعمرة “الطليعة ” التي خوّلتك أن تشتقّي منها منصّتك الواسعة والمشعّة والبراقة واللامعة التي استقطبتْ القاصي قبل الداني، وأنا خالفني الحظ ولم يكتفِ أنه قصّر بكل الممكن، بل حاربني بكل ما في الإمكان،  ولأني كائن مؤمن استسلمت لقدري ولم أتحداه واكتفيت بتحدّي ذاتي وتحدّي كل من يتحدّاها، ولا أخفِ ما أعانيه من كسلٍ ومللٍ وقرفٍ مزمن، جعلني أفتقد كلّياً حسّ المزاحمة معك أو مع غيرك، وآثرت العزلة على “المطاحشة ” ككثيرين وككثيرات، ورغم كل تحفّظي وتريّثي وإفلاسي، فأنا موجودة في جميع ماذكرتُ أعلاه، ولي أيضا جمهور يحترمني ويحبّني ولايستهان به، لكنّ الفرق بيني وبينك ياعزيزتي، هو أني لا أعوّل عليه لا من قريب أو من بعيد، ولا أكترث بجميع العاشقين أو رسائلهم مهما تعاظم شأنهم أو تدانى، لأني ببساطة لا أرتهن لمزاجية الآخرين المفخّخة بالتقلّبات..

فأنا اليوم هنا.. وغداً عشرات الغادات تحتلّ مكاني ومكانتي، كما فعلتِ أنتِ تماماً حين تعديتِ بعد أكثر من ثلاث سنوات على فسحتي في “القدس العربي ” وكما تصرّين على تزوير الحقيقة، على وسيلة التواصل الأكثر شعبيّة في ال facebook بتكريس صفحة “غادة فؤاد السمان…أعلنت عليك الحبّ ” وفيها صورتك ومقاطع كثيرة جداً منتحلة من أعمالي الورقية الأربعة، وقد باءت جميع محاولاتي ومحاولات أصدقائي من صفحين وإعلاميات بالفشل حين سعينا “لنسف” الصفحة، إذْ كان الردّ دائماً باعتذار ال facebook لأنّ الصفحة مموّلة ومدفوعة ومحفوظة الحقوق، ولا يمكن تجاوزها وهي بإشراف الأخوين اللذين لا يشرفني ذكر اسمهما هنا، وخاصّة أني حصلت من أحدهما على وعود متواصلة منذ أكثر من أربع سنوات لإلغاء الصفحة أو تصويب الاسم من “غادة فؤاد السمان ” اسمي الثلاثي أنا/ إلى “غادة أحمد السمان ” اسمك الثلاثي أنتِ، وإذا كان لديك شهوة الاسم الثلاثي لتقليدي في النشر.. ولا تدّعي ياعزيزتي براءتك هنا مما أذكر فما أكثر المقابلات المكتوبة ومثلها المرئية والمسموعة وأنا أصدّر لك عبرها ومن خلالها رسالة تلو الأخرى عبر الأثير، ويدهشني فعلاً وفي هذا المقام تحديدا انقراض أزلامك الأوفياء لتبرير هذا الفعل المشين بالسطو على اسم “والدي ” فؤاد السمّان رحمه الله، وإقحامه بديلاً لاسم “والدك ” أحمد السمّان رحمه الله..

بقي الإشارة يا عزيزتي إلى موضوع الساعة تصريحي على الfacebook، بشأن اللاجئين السوريين الذي احتلّ اكثر من  #100 # منبر للنشر.. إذ أنني حين صدّرت موقفي وقتها كان آنيّاً جداً في لحظة استعراض المشهد السوري المزري الذي وصلت إليه الشخصية السورية وهي التي كانت في مقدمة شعوب المنطقة العربية والتي صارت كرامتها إلى مادون النعال الفاخرة التي تتعاقب على زيارتها في المخيمات لتقديم المساعدات ولتوثيق اللحظة بالصوت والصورة بمنتهى المهانة.. ودونت وقتها سخطي كما أنشط شخصياً وباستمرار على صفحتي..

و ما من شكّ أنّ النت يعجّ بالخبثاء حين تصيّد أحدهم ممن لا يهمه أمرك ولا يهمّه أمري بالماء العكر وأخذ من صفحتي المدوّن عليها “اسمي ” الرباعي /غادا محمد فؤاد السمان / وانتزع النصّ الموقّع باسم – غادا – لا أكثر، وهذا توقيعي منذ سنوات هكذا غادا فقط، تحت كل منشور وليت عيناك تساعدك لدخول صفحتي لتجدي أن ثقتي بحرفي أكبر من اسمكِ، ومن اسمي أيضاً فأنا أسجّل مواقف على مدار الحبر والحرف، ونسيتُ بريستيجي وامتيازاتك ياعزيزتي منذ أول رصاصة انطلقت في سوريا وصار همّي الأوحد وطني وهمّ كل مواطن فيه..

فهل يعقل وأنتِ المتربّعة على عرش الأبجدية أن تخرجي عن طورك وتمتثلي لهؤلاء الهواة العابثين المتطفلين وتنازلين حرفي العابر والذي صمتِّ كالعادة عن تجييره ونَسَبِهِ لكِ لأكثر من سنتين وبما يفوق ال 100 منبر ألكتروني وورقي حتى انتفضتِ فجأة وثرتِ وغضبتِ حين كال لك أن من 8000 شخص سخطهم في موقع /ألمانيا بالعربي / وقتها قرّرتِ الردّ والتنصّل من التصريح القديم “تصريحي “أنا باستنكار مفاجىء ومستجدّ وباضطرابٍ واضح وجلي جعلك تواجهين ثرثرات الfacebook بمنبر كالقدس العربي.. ويضحكني المشهد هنا، كمن يهاجم عصفوراً بمدفع.. ولا أنفي أنّ ذاك العصفور هو أنا، وذاك المدفع هو أنتِ.

http://www.alquds.co.uk/?p=602543

المضحك أكثر أن تستشهدَ كاتبة بحجمك في معرضِ مقالها الموثق ورقيا في “القدس العربي ” وأكرر هنا الذي سبقتك إليه بأكثر من ثلاث سنوات، بشهادة سمجة لاسم مستعار “5555555 عادة أرفض قبولهم في صفحتي كل الرفض لمجرد أنهم أشخاص يفتقدون الجرأة والتوازن ليعلنوا من هم حين يندسون بين الصفحات بصفتهم الوهمية وشخصياتهم النكرة كالبراغيث..

بقي أن أهمس في أذنك ياعزيزتي بأنّ قواميس الكلام لايملك صكّ ملكيّتها أحد، فهي لي تماماً كما هي لكِ لكنّ الأسماء يمكن تطويبها، وإذا كان همّك هو حصرية الاسم “غادة السمان ” لكِ وحدك وأنتِ تبحثين عن تطويبه الى أبد الآبدين منذ 25 سنة وأكثر. فكما دعوتك مراراً وتكراراً إلى “شراء ” الاسم مني.

http://www.tahawolat.net/MagazineArticleDetails.aspx?Id=408

فها أنا أكرّر الدعوة لشرائه وأتعهّد لكِ بعدم ذكر لقب “السمّان أو حتى غادة ” في أية صفحة أو صحيفة، وتكوني بذلك قضيت على جميع أشكال الالتباس إذا كنت مزعوجة منها حقاً، وليس ادّعاءاً، ورغبةً متواصلة لاستعادة وهجك الآفل على أكتافي.. آن الأوان أن تحسمي أمرك فاشتري الاسم ولا تشتكي وكفى إبداء التذمّر سعياً لاستجرار تعاطف القارىء وتضامن الصحافة في سبيل رفع الغبار عن الماضي وتذكّركِ كلّ حين.

 

خاصّ – إلّا –

 

 

You may also like

2 comments

ايمن الخطيب 01/06/2017 - 4:41 صباحًا

لغة اقل ما يمكن ان يقال عنها أنها عميقة
و واضحة وتحمل في بنائها تاريخ كامل من الوعي

فرج بصلو 01/06/2017 - 3:11 مساءً

فدتك روحي ياغادة بالنسبة لي لا غادة سواك “وأعني: غادة الأدب والتأليف غادة الحرف الأصيل” والباقي ربما محاولة فريدة لسرقة إسم وشهرة” فالشهم لا يسرق ولا يبتز ولا يتقمص روح الأخر. وإنما يثبت نفسه بنفسه من خلال أعماله. وللشهم أو الشهمة أخلاق وأوصاف وسماء لا تليق بالزيف. نعم إلتقيت بكثيرات تسمين أو سمين غادة // ا . ولكن “غادة فؤاد السمان. هي غادة الحرف والأبجدية الثقافية التي تربينا على نبرتها الخاصة. وإن إنبعث فينا إبداع فهو سليل هذا الوعي, وهذا الإدراك.
هناك حس يرافقنا بدرب الحياة, وتفكير أنار لنا بحكمته الكثير من سبل الحياة. التجربة والطريقة والإسلوب وما نعتقده هبة لشخصية fفردية لا تتكرر بشخصيتين في نفس الوقت. ولذا أقول: هناك مصدر, والمصدر كان وسيبقى “غادة فؤاد السمان”.

Comments are closed.