Home إلّا سامحنى يا أيها الأزهر الشريف: أيحتاج الناس إلى نبيّ جديد ؟!

سامحنى يا أيها الأزهر الشريف: أيحتاج الناس إلى نبيّ جديد ؟!

by رئيس التحرير

محمد حسن الألفى / كاتب ومحلل سياسي مصري – القاهرة

أرجو مخلصا كمواطن مصري مسلم موحد بالله ومؤمن بأنبيائه ورسله أجمعين الآ يؤاخذنى الأزهريون الغلاة بشطحة الروح التالية ، وسفرة العقل الوشيكة أدناه. هي بحث في الشك الضارب أوتاد خيامه فوقنا وحولنا، وهى نظرة في المدارات الجوانية ، للنفس المتعبة تحت وطأة التتابع المقصود المرصود لمصائب وبلايا بلا نهاية داخل الوطن وخارجه يصبح معها التأمل فريضة دينية ودليل حياة آدمية ، لابد بعدها بل ومعها أن يفكر المرء : إذن ؟ وماذا بعد ؟! أخلقنا لنتعذب بأفعالنا وهى مكتوبة ؟. مع ذلك فليست تلك هي القضية ..

حين يسود السواد حولنا ومن فوقنا ، تهون النفوس علي ذواتها ، ويبدو الدخول في العدم أكثر الحلول بهجة وأيسرها خلاصا ، لكن الاقبال العمدي على خنق الروح تخليصا للجسد هو تعذيب لكليهما في الآخرة لأنك إن فعلت وقتلت نفسك قمت بدور الرب في قبض الروح قبيل الأجل المحتوم مع أن ما جري لك بك هو أجل محتوم . مع ذلك مرة أخرى ، أقول مع ذلك إن الناس متعبة يا الله ، ونحن خلقك وأشد ألوان التعب ايلاما أن تنسد عليهم أبواب الرجاء على الأرض بفعل الغباء والكراهية والطمع والاستحواذ والبراعة في تمجيد الشر وتزيينه . تسقط الهمم بتردى الأرواح . تذهب الأرواح إلى خمول يعقبه خمود حين يسد اليأس عليهم كل أثر للنور. تعود أرواح الناس إلي حدائق البهجة ، ترقص فرحانة ، تشرق بالثمار ، حين تنفتح أبواب الأمل . من يفتح ومن يغلق ؟ حين يتعلق الحزن والبهجة بقوة فوق قوتنا ، فليس أمامنا الإ التسليم بأن الحزن مقدور والفرح مقدور . لكن كيف يمكن لانسان منح قوة الاختيار وسلطان العقل أن يقبل بالخضوع الكامل لموجة إثر موجة من الخمول فالخمود فالانتحار، وكيف يمكن لانسان حصل علي علم بثه الله فيه أن ينجرف بلا حدود وراء مباهج بلا نهاية تتحول مع الاعتياد الي أفعال عادية ، مملة ، وبالتالي يجد الانسان ذاته في حالة رغبة متدافعة لزيادة جرعة الابتهاج ، فيقع في فعل الانتحار! وكما ترون فإن النهاية واحدة ، لحالتى التطرف في الحزن الناجم عن يأس ، وفي البهجة الناتجة عن ولع بتحطيم القيود والحدود والضوابط ، الديني منها والمادي ، والاجتماعي .
حين تتأمل حالنا كمصريين ، وحين تمعن البصر مليا في حال الإنسانية ، سوف تتساءل بكل حزن : العالم في حرب علي نفسه ضد نفسه ، الآ يوجد خبر سار ؟
كل نشرات الأخبار قتل وذبح وهلك ودمار وكوارث ودماء وسيول وزلازل وأعاصير وجنون أسعار وتهديدات . قيادات العالم الحالية هي انتاج العالم الحالي ، وما كان يمكن ابدا أن تلد الأوضاع السابقة الإ القادة الحاليون . يزدهر الشر فينتج الشر ، أما الأخيار فبلا أنصار ، وربما كانت قصائدهم اوراق تسول عند اشارات المرور.
الانقسام هو سر البناء والتجميع . الانسان ذاته خلية انقسمت وانقسمت وانقسمت ، وتجمعت وتجمعت وتجمعت الي وحدات ، تضامت الوحدات عقلا وعظاما ولحما، روحا ونفسا ، فخلق اوباما وترامب ونتنياهو ومحمد مرسي وبديع و واردوغان، وعشرات بل مئات غيرهم . كما خلق الملايين مم يختلفون عنهم ، هؤلاء الاغلاظ القساة يتحدثون عن حلم الجنة باشعال النار علي الأرض . التفتت هو الخطر الذي يلوح بالأفق . القوميات تنقسم ، كما ينقسم الشخص وينشطر من الداخل ، والتكتلات تتفتت، وممالك فيها من يستفتى لينسلخ ، وولايات متحدة ، فيها من يوقع عرائض الخروج من الاتحاد الفيدرالي !
هو اذن وقت الجمر. هوعصر العلم وعصر الغباء ، عصر الانسان العاقل وعصر الانسان الحيوان ، عصر الدين في منتهاه الاخلاقي وعصر التدين في منتهاه الاجتماعى بلا أخلاق . عصر القبح الذي أصبح رمز الجمال والأناقة . قمصان مكرمشة ، بنطلونات ممزقة ، شعر منكوش عفن ، ألسنة مخدورة ، كلها باتت دليل الجمال والرقي . عصر الرجل الأنثى وعصر المرأة الذكر . عصر الايمان وعصر الالحاد. عصر استهدف العولمة بسياسات دول قومية ، فانقلبت عليه الفاشية الدينية ، تطرق ابوابه بالعبوات الناسفة والتفجيرات . يا إله السموات .. هذا حال كوكبك ، لا يخفي علي جلالك وعلمك وسلطان رحماتك .. أهى نذر النهايات ، ام ان المدي فسيح لقرون وقرون وقرون ، لن تصلح للحياة بدون لطف منك؟ .
أما حالنا الحالي فأدعى الي دعوات نبيك رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم . اللهم نظرة . اللهم رحمة .

 

المصدر : صوت الأمة – حديث السبت 

You may also like