من “استديو الفن ” إلى “الدكاكين ” الفضفاضة

دبوس – إلّا  – بقلم رئيسة التحرير / غادا فؤاد السمّان

من المجحف بحقّ الفن والفنانين غياب المخرج “سيمون أسمر ” صانع ومؤسس الحركة الفنية في لبنان منذ السبعينات عن دائرة الضوء، وترك الساحة الفنية في يد الهواة والتجّار، تتخبّط في برامج آنية عابرة، تقوم على تسويق الإعلانات وتجميد المواهب وتسطيح الذهن، وتمييع المستوى،

وليست النجومية مجرّد صوت وخامة وأداء، النجومية أبجدية صعبة يجب تعلمها من الألف إلى الياء، وثمة نجوم صعدت بسرعة الصاروخ ولكن سرعان ما انفجرت إما لتورم “الأنا ” لديها كما الفقاعة التي لا تصمد طويلاً، أو أنّ ارتفاعها المفاجيء تسبب في اختلال التوازن الذي أدى إلى الانهيار والوقوع الحتمي،

بينما سيمون أسمر الذي صدّر عبر “استديو الفن ” عشرات النجوم التي صمدت لعقدين ونيّف من الزمان ولا تزال تحتل الصدارة رغم كل المنافسات الجديدة التي لم تستطع أن تزيحها قيد أنملة، وهنا لا بدّ من العتب الشديد على المؤسسة اللبنانية للإرسال كيف استطاعت أن تتخلى عن سيمون أسمر،

وكيف أخلت السبيل لسواه ليلعب في الوقت الضائع الذي لم يسفر منذ عشر سنوات وأكثر عن موهبة حقيقيّة تربّعت على عرش النجومية فعلياً، فالجميع لم يسجّل أي حضور فعلي يُذكر، بل على العكس كلما ازدادت المواهب كلما تعمّقت الهوّة وتوسع الفراغ، وتنبهنا لغياب سيمون أسمر أكثر فأكثر..

والأمل هنا بوزير الإعلام الحالي أن يدعم تلفزيون لبنان، ليعيد مجد استديو الفن من حيث بدأ على شاشة الوطن والمواطن وليس هذا الطلب بكثير لأجل فنان أصيل كسيمون أسمر، وليس هذا الطلب بعسير على وزير إعلام،

صحافي مخضرم، مثقف، فاعل في مختلف الشؤون الثقافية والفن أحد وجوه الثقافة الصانعة للحضارة، عندما يكون الفن ذائقة وإحساس وحضور ومستوى وارتقاء على جميع الأصعدة، والثقة بك كبيرة لتكون السند والدعم لتلفزيون لبنان إذ من حقّه أن يصير المنافس الأول لجميع المحطات، وهذا لن يتمّ بزيادة الديكور ووسائل النقل، بل بعودة الأسماء الكبيرة التي بدأت أكملت بحضورها دائرة الضوء، كسيمون أسمر ود. زياد نجيم وماغي فرح.. هؤلاء لو اجتمعوا من جديد في تلفزيون لبنان مع دعم مادي لبرامج تفسح المجال لتميزهم، ثق أنّ تلفزيون لبنان سيكون الأول في الريتنغ والإعلانات.. والثقة في اهتمامك في هذا الاقتراح كبيرة حتماً..