Home أقلام إلّا الهلال المُخَصّبْ بالدم

غابي مقدسي / كاتب وناشط سياسي لبناني – زغرتا

ما هذا القدر الذي ابتلينا به !!

قدر ثقافة الحروب، و الدمار، و الجثث، وجميع المشهد كما معرضٍ للوحات فنيّة، بريشةٍ أسدلتْ ألوانها الزيتية، الدموية، فوق مناطق هلالنا الخصيب –

ففي عام ١٩٢٠ الميثاق الوطني التركي رسم حدود تركيا الجنوبية الممتدّة من لواء اسكندرون مروراً بحلب، حتى كركوك – وكان الحاخام فيشمون عام ١٩٤٧ أمام لجنة الامم المتحدة قد أعلن عن حلم قيام دولة اسرائيل الكبرى الممتدّة من الفرات إلى النيل، بمشروع يهدف لتفتيت المنطقة و تقسيمها فيتحول الإقليم، لثلاثِ دولٍ تديرها إسرائيل عبر زبائنها وليس بالضرورة عبر احتلاها ..

وهاهو اليوم الهلال الشيعي الذي يعمد لتغيير وجه المنطقة المذهبي، لهذا نجد إيران تخوض قتالها بالواسطة عبر ظلالها المزروعة بكل مناطق الهلال بمشروع سياسي في الظاهر و غطاء ديني في الباطن ومن يعلم ماذا أيضاً..

إنه هلالنا المخصّب بالدم!

نتيجة بحث الصور عن الهلال الخصيب

خريطة تبين دول الهلال الخصيب

إنه القدر الذي رضخنا له، فأصبحنا مجموعة شعوب داخل مطحنة بشرية طائفية مذهبيّة بغيضة باسم الإسلام المشطور بقوّة سنيّة تتمثّل في المملكة العربية السعودية التي فعلت وتفعل المستحيل لعرقلة المشروع الشيعي في المنطقة وهيمنته السياسية والدينة باستئجار جماعات متشددة تدّعي الإسلام وتمارس الإرهاب بجميع أشكاله، مقابل قوّة إيرانية شيعية لا تتردّد ببذل الروح والدم لتمرير مشروعها الشيعي مهما كلّف الأمر من تضحيات وضحايا، وكلا القوتين تفتك بمصير أوطانها وتتناهش بني جلدها، كي تمرّ مشاريعهم الخبيثة فوق دمار بلداننا و أشلاء أبنائنا، بشهادة زور موصوفة من الأمم المتحدّة التي لطالما كان شعارها الدنيء استبدال الأوطان بالمخيمات !

وذلك من خلال تقاطع مصالح دوليّة، تناوبت على رفع النخب لتقطيع أوصالنا وتجزءتها وشرذمتها بالكامل، فكانت البداية العراقية بمثابة بوابة للجحيم الذي نالت حممها من بلدان هلالنا الخصيب!

نتيجة بحث الصور عن الهلال الشيعي

خريطة توضّح الهلال الشيعي ومشروع الهيمنة الإيرانية في المنطقة

بضمانة تسهيلات أمريكية روسية و بمؤامرة سطّرتها عروش دولنا العربية بامتياز !

وأنتم يا أبناء الذل ترفعون راياتكم الطائفية بكل سذاجة وغباء !!

تهلّلون لبلدانٍ أوهمتكم أنّها راعيتكم المذهبية الحنون !!

لقد آن الأوان لستيقظوا من كبوتكم ومن أوهامكم، فأنتم مجرد دمى يستغلون غباءها لتجعل، من بلداننا مقابر معطرة برائحة الدم والنار،.. انتفضوا على أنفسكم!

ثوروا على الكره الذي حفر عميقاً بداخلكم!

كونوا ككنائس القدس التي تصدح بالتكبير!!

الله أكبر، بوحدتنا نهزم دمويتكم الله أكبر الله أكبر!…

علّ النخوة والأخوّة تعودان لتزهرا في النفوس العربية من جديد ولو بعد حين، المهم قبل فوات الأوان..

 

خاصّ – إلّا –

 

الآراء الواردة في المقال أعلاه تمثل كاتبها وليس بالضرورة أنها تمثّل أهداف – illa

You may also like