Home إلّا الإنحطاط التام آخر مآل للإعلام العربي.

الإنحطاط التام آخر مآل للإعلام العربي.

by رئيس التحرير

علي جمالو / كاتب وإعلامي سوري – روما

لم تأت هذه الحروب التي نعيشها من فراغ ولَم تهبط علينا من السماء في المظلات .. لقد جاءت في السياق الطبيعي لمجتمع كان مأزوماً ولا يزال بسبب غياب الديمقراطية والتوزيع العادل للثروات .

وإذا كانت وسائل الإعلام على ضفتيّ الحرب السورية تعيش في عالم إنكاري رغبوي وتقدّم روايات مبتورة لوقائع الحرب فإن واقع الحال البائس لايمكن تمويهه، والمواطن سواء كان يرعى الغنم أو يُلقي محاضرة على مدرّج الجامعة لا شكّ لديه روايته الخاصة عن الحرب، والاوضاع التي وصلت إليها البلاد، وهي بالتأكيد أصدق مما تقدّمه مكنات الدعاية الغارقة في سفاهتها وسطحيتها، والتي تشتغل بدأب ونشاط محموم كي تحوّل النص السياسي الْيَوْمَي المُباع من الإذاعات والتلفزيونات والصحف، والمتكئ على إيديولوجيات منقرضة كي تحوّله إلى سرديات كوميدية تثير الشفقة . !
و عندما يتحوّل النص السياسي إلى تهريج نمسك في اليد أولى علامات الانحطاط .. وإذا .. الصورة الراهنة للأحزاب السياسية تؤكّد ذلك، فالأحزاب التي بشرت في الوحدة العربية عجزت عن توحيد زاروب واحد في قرية نائية، والأحزاب التي بشّرت في الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، نامت على حرير التنظير، ولم تستيقظ على صوت طبول الواقع، وخصائص البيئة التي تبشّر فيها.

ثم إن هذه الأحزاب ألغيت في بلد المنشأ .! كالشيوعية مثلاً.

أما الأحزاب الدينية فقد قدّمت صورة شديدة البشاعة عن احترامها للآخر وأسقطت حق الاختلاف، وتمترّست خلف نصوص مقدّسة ليس مسموحاً مناقشتها أو الاقتراب منها . .

والمحصلة بيادر عملاقة من الخيبات والإحباط واليأس . . لذلك يمكن لورّاق مثلي أن يكتب في دفتر يومياته ( لقد توفيت الإيديولوجيات )، إنّ الايديولوجيات في بلداننا تحوّلت إلى موبقات والحديث فيها أو عنها ليس أكثر من سفسطة ساذجة وغبية .

 

مقطع مقتبس من كتاب قيد الإعداد والنشر بعنوان ” نعم لقد رأيت ماحدث ” للكاتب الإعلامي / علي جمالو

You may also like