Home إلّا آن الأوان للثورة على الخطاب الداعشي ومشايخ الفتنة.

آن الأوان للثورة على الخطاب الداعشي ومشايخ الفتنة.

by رئيس التحرير

عبدالكريم الكيلاني / كاتب وشاعر كردستاني – الموصل

الخطاب الديني في نينوى ماله وماعليه مخطيء من يقول بأن الرأي العام لا يتأثر بالخطاب الديني سيما وأننا نعيش في العالم الأسلامي وفي الشرق الأوسط تحديداً الذي يتأثر ويؤثر في الواقع الحياتي للفرد والاسرة والمجتمع ويلامس بصورة مباشرة او غير مباشرة التغييرات السياسية في هذه المنطقة او تلك بحسب نوعية الخطاب متشدّدا ًكان أم سلساً، متطرّفاً أو معتدلاً، فالأحداث تتأثّر بتأثر المتلقي للخطاب الديني وهذا الأمر حسّاس وخطير جداً، لأننا جميعا نعلم بأن الاسلام هو دين الرحمة والتسامح والموعظة الحسنة، يقول سبحانه وتعالى: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) صدق الله العظيم، هذه الآية والآيات الأخرى العديدة التي تحضّ على العدل والتسامح، والتي لم يغفل عنها القرآن الكريم، كافية حتى نعرف الحق من الباطل وندعو من خلالها للتعايش والتآلف والتآخي وتقبّل الآخر، بدلا من الغلو والتطرّف الذي لا ينتج عنهما سوى الفرقة والارهاب وتهميش الآخر ، الذي هو شريك لنا في الارض والانسانية والحياة.

نتيجة بحث الصور عن صور للإرهاب

إرهابيون يمارسون صلاحياتهم الإرهابية

إنّ الارهاب بصورته الحديثة حاول استمالة العواطف للبسطاء من العوام بفكرة إعادة الخلافة الاسلامية التي لا تتلائم مع العصر الحديث بالصورة القاتمة التي توشّحتها، والتي أرادت من خلالها استقطاب السذّج من الشباب ليلقيهم في محرقة الموت والدفاع عن اجندات خارجية لتدمير الحياة، وإعاقة ركب التطوّر واللحاق بالعالم ووضع المنطقة ككل في بوتقة الحروب، والاغتيات والقتل الجماعي والتشريد والتهجير وكل المصطلحات الشاذة التي اعتدنا سماعها بسبب الجرائم اللا إنسانية التي التزمها وانتهجها تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق وتحديداً في الموصل وبعض المناطق الأخرى من نينوى، اننا امام تحدّيات كثيرة إن لم نتصدّى لها فستكون هذه البقعة من الارض جحيماً يتلظّى بنارهِ الناس، وستعود بنا الى العصور المظلمة، هنا علينا أن ندرك جيداً بأن السلاح الوحيد الذي ينهي هذه المأساة هو سلاح المعرفة والوعي والخطاب الديني المعتدل الذي يعيد الأمور إلى مسارها الحقيقي وإلقاء كل ماجاء به داعش في سلّة المهملات لأنه لا يتوائم مع الدين الإسلامي الحنيف ومع الوسطية والاعتدال اللذين جاء بهما الرسول الكريم.

إننا بصدد واقع جديد ونينوى جديدة بعد تحريرها كاملة، من براثن هذا التنظيم المتطرّف الذي حرق الزرع والنسل وشوّه تاريخ العلاقة الطبيعية بين مكونات هذه المحافظة، وأحدث شرخاً واضحاً في نسيج التواصل الانساني الطبيعي بسبب جرائم الابادة الجماعية التي تبناها التنظيم وعناصره في مناطق متفرقة من نينوى، ولهذا كله علينا أن ندرس الواقع الجديد والمستجدات الفكرية التي عبثتْ بالعقل الجمعي، ومن الضروري جداً إيجاد وسائل عملية واقعية لإعادة الاستقرار بعد القضاء على قدرات داعش وعناصره، وعلى رجال الدين ومن كل الاديان تبنّي خطاب ديني معتدل وواضح لإعادة اللُحْمة بينها وبين المكونات المختلفة، التي تتشكّل منها نينوى، كما أن على المؤسسات الحكومية وضع شروط ومؤهلات لخطباء الجوامع الذين يقع على عاتقهم القضاء، على التطرف الذي جاء به داعش وزرع المحبة والتراحم والتسامح في العقل الجمعي لمجتمع نينوى ككل، والأهم من هذا كله وضع آلية أكاديمية عملية لاختيار خطباء الجوامع ومراقبة أدائهم باستمرار ووضعهم في دورات تأهيلية لتحسين القدرات والأداء بإشراف الأمم المتّحدة ومنظماتها العالمية لضمان عدم تكرار الكوارث الإنسانية، التي حدثت فيما مضى وعدم دفع المجتمع للفوضى الناتجة عن جهل وعدم إدراك البعض من الخطباء للمسؤولية الإنسانية المُلقاة على عاتقهم في المرحلة المقبلة التي تلي تحرير الموصل بشكل نهائي.

نتيجة بحث الصور عن شيوخ الفتنة والضلال

وكلاء الفتنة على الأرض

إنّ الآثار السلبية التي خلّفتها داعش لم تنتهِ، ولن تنتهي بتحرير الموصل وطرد التنظيم منها، فالسنتين الماضيتين كانت كافية لهذا التنظيم للتأثير سلبا ً على عدد كبير من المراهقين والأطفال وزرع الأفكار المتطرّفة في عقولهم وهذا الأمر واضح جداً للعيان، فكلّنا رأينا كيف أن داعش جنّد الأطفال والمراهقين على فنون الذبح والقتل والتعذيب، لذا نينوى بحاجة إلى ثورة معرفيّة تتبناها الأمم المتّحدة بالتسيق مع الشباب المؤمنين بالسلام والتعايش والمنظمات المحلية العاملة بحرفية لتغيير الواقع تغييراً شاملاً والقضاء على كل أشكال التطرّف وعوالقه في العقول وإلا فالسلام سيكون حلماً نتطلّع إليه دون ترجمته واقعاً.

من الواضح جدّاً أنّ الأصوات المعتدلة لدى رجال الدين في نينوى من النازحين كان خافتاً، في السنتين الماضيتين والكثير الكثير منهم فضّل السكوت عن قول الحق، والدفاع عن الانسانية والتسامح، فلم نلمس تجاوباً ملحوظاً بينهم وبين الأصوات المندّدة لاحتلال داعش للموصل، سوى عدد قليل منهم وهذا الأمر مخيب للآمال نوعاً ما، وهذا الأمر يجب معالجته من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية بعد تحرير الموصل، والأبقاء على الأصوات المعتدلة وتجميد الأصوات المتذبذبة لأنّ المرحلة المقبلة هي مرحلة الحسم، وعلينا عدم التهاون في هذا الأمر بأيّ شكل من الأشكال.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like