ويمضي العمر يا ولدي

قاسم قصير / كاتب ومحلل سياسي لبناني – بيروت

عندما يكتب شفيق الموسوي اوجاعنا جميعا قاسم قصير في كتابه الجديد ” ويمضي العمر يا ولدي” الصادر عن دار روافد يكتب مدير المركز الاسلامي الثقافي السيد شفيق الموسوي عن اوجاعنا والامنا وهمومنا ودواخلنا جميعا، فالسيد الموسوي الذي امضى حوالي الخمسين عاما من العمل الاسلامي والثقافي والفكري والتربوي يحاول في هذا الكتاب ان يعبّر عما يجيش في داخلنا من افكار وملاحظات ونقاشات عن الواقع الاسلامي والواقع اللبناني والعربي وخصوصا ما يتعلق بمشاكل الناس الفقراء وما يسيء للعمل الاسلامي وما يجري من احداث واشكالات داخل المؤسسات الاسلامية والتي كانت تقدم نفسها دوما انها البديل المناسب لكل المؤسسات الاخرى.

بشفافية عالية يكتب السيد شفيق الموسوي عما يجري في المجتمع الاسلامي من ظواهر النفاق والكذب والاحتيال وسوء الامانة والمشكلات التي تواجه العاملين في الساحة الاسلامية. لا يمكن تلخيص كتاب السيد شفيق الموسوي بكلمات قليلة او نقل بعض ما فيه من حكايات حقيقية ومؤلمة والا عمدنا لاعادة نشر الكتاب بالكامل ، لان في كل قصة او حكاية يرويها او في كل كلمة يكتبها مؤشرات واشارات ورسائل جديرة بالتوقف عندها والحديث عنها .

السيد شفيق الموسوي مدير المركز الثقافي الإسلامي – لبنان

لكن من خلال المرور السريع على بعض عناوين الكلمات والقصص والحكايات يمكن الاستدلال على عمق ودلالات الاوجاع التي يتحدث عنها ومنها :وجهان ولسانان، محتال، احذروا الفروج الشرعي، النظرية والتطبيق، احزان الغربة، عندما يصنع لنا البوذيون ساعة الصلاة، الدنيا مصالح، التقوى، القلق، فلنحترم عقولنا ولنحذر من الخرافات، الوفاء الضائع، الشيخوخة،تزوير التاريخ، اصنام بشرية وحجرية، الرزق، الحشيشة …… وغيرها من العناوين المثيرة للاهتمام والتي تتضمّن اشارات حقيقية عن الواقع الاسلامي وهمومه.

الكاتب الاستاذ قاسم قصير/ الصورة نقلاً عن الزميلة مجلة – السفير

السيد شفيق الموسوي في كتابه الجديد ” ويمضي العمر يا ولدي” يكشف عن همومه وهمومنا جميعا بلغة شفافة وصريحة وواضحة وبدون مواربة، وقد يعجب ذلك البعض وقد ينزعج العض الاخر من هذه الصراحة، لكن اذا لم نتحدث جمعا بصراحة ووضوح فكيف لنا ان نواجه مشاكلنا ونعمل لمعاجة العيوب والاخطاء. في كتاب السيد شفيق اسماء كثيرة يذكرها عن اصدقائه ورفاق دربه وهو يغفل ذكر الكثير من الاسماء ايضا وخصوصا لمن هم ابطال بعض الحكايات، ولكن يبقى حضور المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله مميزا من خلال كلماته واشاراته والتي كان السيد شفيق الموسوي يعود اليها في كثير من الاحيان. فتحية للسيد شفيق الموسوي ولجرأته ورحم الله المرجع السيد فضل الله والى المزيد من الابداعات والكتب التي تهدف لمعالجة مشاكلنا وهمومنا جميعا.

المصدر : موقع – تحولات –