×

عزيزي المسلّح

عزيزي المسلّح

نزار-قباني عزيزي المسلّح
نزار قباني شاعر ودبلوماسي سوري / ولد 12-3 1923 ورحل في 30 أبريل 1998

ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻧﻴﺘﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﻗﺸﻚ ﺃﻭ ﺃﺣﺎﺳﺒﻚ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﻛﺘﻔﻲ ﺑﺴﺆﺍﻟﻚ: ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ؟

ﻫﻞ ﺳﺎﻋﺪﻙ ﻫﺪﻡ ﺑﻴﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻤﻴﺮ ﺑﻴﺘﻚ؟

ﻭﻫﻞ ﺃﺩﻯ ﻣﻮﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟

ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺗﻲ ﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻟﻚ ﺭﺑﺤﺎ، ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪّ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻣﺮّﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ.. ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ.. ﻭﺭﺍﺑﻌﺔ.. ﻭﻋﺎﺷﺮﺓ.. ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺃﻃﻮﻝ ﻭﺃﺟﻤﻞ.

9185 عزيزي المسلّح
ليست صورة عن نهاية العالم بل صورة عن نهاية المنطق في العالم الذي فرضوا مقرره على سورية

ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻉ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺷﺒﻊ ﺃﻃﻔﺎﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﺎﺩﻻ‌.

ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺮﺩﺓً ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺧﺴﺎﺭﺗﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺧﺴﺎﺭﺗﻲ.. ﻭﻣﻮﺗﻚ ﺑﺤﺠﻢ ﻣﻮﺗﻲ..

ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ.. ﻳﺎﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠّﺢ، ﺗﺴﺎﻭﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ.. ﻭﺗﺴﺎﻭﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻗﺒﻮﺭﻧﺎ.. ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻮﺗانا.. ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ.. ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻤﻚ ﺟﺜّﺔ ﻭﺗﺴﻠﻤﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺟﺜّﺔ؟

وﺑﺪﻻ‌ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻱ.. ﻭﻋﺪﺩ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻙ.. ﻭﻳﻜﺒﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ.. ﻗﺮّﺭﻧﺎ ﺃﻧﺖَ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻄﻊ ﺫﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ.. ﻭﻧﺬﺑﺢ ﻛﻞ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻭﻧﺮﻣﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ.

images?q=tbn:ANd9GcRdGFFMmnZw2QGz_oEcPPdJPBRzjZr4idNqusNDZI-68NiMVdBr عزيزي المسلّح
ضحايا التحرير وقرابين الحرية المزعومة

ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ: ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺗﺘﺼﻮّﺭ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﻻ‌ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻲ.. ﺇﻧﻨﻲ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻚ..

ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻌﻤﻞ؟ ﺃﻳﻦ ﺳﺘﻌﻤﻞ؟ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻌﻤﻞ؟ أﻳّﺔ ﻣﻬﻨﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻃﻤﻮﺣﻚ؟

ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻭﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻚ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺗﻚ ﻭﺭﺅﺳﺎﺋﻚ؟

ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﺘﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ العبثيّة ﺳﻠﻄﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺳﻨّﻚ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻚ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻚ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻚ..

ﺃﻋﻄﺘﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ…. ،

image_52869_ar عزيزي المسلّح
جنود اللعنة على سوريا

ﻭﺑﻬﺬﻩ (ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ) ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻ‌ﺕ، ﻭﺗﻠﻐﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻭﺍﻟﻼ‌ﻣﻤﻜﻦ.. ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻼ‌ﺷﺮﻋﻲ.. ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ..

ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻲ ﻫﻮ ﻫﻞ ﺑﻮﺳﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ (ﺳﻠﻄﺘﻚ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ) ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺘﻚ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ.. ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺳﻮﻳّﺎ ﻣﺜﻠﻨﺎ؟.

ﻫﻞ ﺑﻮﺳﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﺼﻐﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻟﺒﺎ.. ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭﺭﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﻇﻔﺎ؟ ﻭﺗﺤﺘﺮﻡ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺓ؟ ﻭﺗﻘﻒ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﻛﺎﻷ‌ﺧﺮﻳﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻛﺮﺓ؟؟.

ﺛﻢ ﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﻮﺳﻌﻚ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻣﺜﻠﻨﺎ.. ﻭﺗﺒﺘﺴﻢ ﻣﺜﻠﻨﺎ.. ﻭﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺜﻠﻨﺎ.. ﻭﺗﻌﺸﻖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺜﻠﻨﺎ، ﻭتتعشى ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ ﻣﺜﻠﻨﺎ.. ﻭﺗﻮﺻﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ.. ﻭﻫﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ؟؟؟

ﻫﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻰ (ﺫﺍﻛﺮﺗﻚ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ) ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻷ‌ﻃﻔﺎﻝ؟

ﻫﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ… ﻭﺃﺳﻤﻌﻚ ﺷﻌﺮًﺍ؟

joshua-rappeneker عزيزي المسلّح
أجواء رومانسية قد يتعرّفها المسلح

ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ: ﺇﻥ ﻛﺮﺳﻴّﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻻ‌ ﻳﺰﺍﻝ ﺧﺎﻟﻴﺎ.. ﻓﺎﺗﺮﻙ ﺑﺎﺭﻭﺩﺗﻚ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ.. ﻭﺍﺟﻠﺲ ﻣﻌﻨﺎ… ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﺧﺒﺰ ﻛﺜﻴﺮ… ﻭﺣﺐ ﻛﺜﻴﺮ… ﻭﻗﺼﺎﺋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺳﺄﻧﺸﺪﻫﺎ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ.

 

المصدر : ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1977

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed