Home أقلام إلّا هل كشف الله أخيراً عن غضبه على إسرائيل ؟!

هل كشف الله أخيراً عن غضبه على إسرائيل ؟!

by رئيس التحرير
%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%84%d9%81%d9%8a7

محمد حسن الألفي / كاتب وروائي مصري – القاهرة

تحت عناوين ضخمة تتفجر بالفرحة ، امتلأت المواقع الاخبارية وصفحات الملايين من العرب والمصريين بحروف ضخمة بارزة ، علي ارضية من ألسنة اللهب ، تقول ” اسرائيل تحترق ” ومع البحث المركز المكثف ، المحموم عن صدقية تريح وتشفي الغليل ،لن تجد سوى حرائق في غرب القدس ، شملت الاحراش والغابات ، ولم تمتد الي البيوت ، ولا انجرح اسرائيلي واحد في الكيبوتزات، او المستوطنات . وسواء كان الحريق ضخما هائلا ، عجزت معه اجهزة الدولة الاسرائيلية عن اطفائه لشدة الرياح ولجفاف الهواء ونقص الامطار ، فاضطرت الي طلب الاسعاف من تركيا وقبرص واليونان وايطاليا ، طائرات لمكافحة النيران .

نتيجة بحث الصور عن حريق إسرائيل

ليس لدي اسرائيل اذن طائرات لقتل ووأد النيران ، لكن لديها بكل تأكيد طائرات لقتل الانسان وهدم البيوت وحرق الأراضي العربية في القدس وغزة والضفة . لكن مايلفت النظر بقوة ، ويلوي العنق بشدة ، هو حالة التشفي والارتياح العام التى سادت صفحات الملايين من سكان كوكب الفيسبوك ، لأن الحرائق تندلع في بلد كان الوحيد الذي نجا، عمدا بالطبع، من حرائق الربيع العربي التي أتت على الحضارة والعمارة، والزرع والضرع، والبشر والحجر في سوريا وفي اليمن وفي العراق وفي ليبيا ، وكان مخططا امتدادها الي مصر درة التاج العربي والاقليمي .

نتيجة بحث الصور عن دمار المعالم الأثرية في سوريا

صمت ” الأونيسكو ” عن تدمير آثار سوريا وتاريخها

كان منع الآذان هو الشرارة التي أطلقتها الريح المكلفة من السماء . كل ريح هي مسيرة ومكلفة ، ومحملة بخط سير الهي محفوظ ، ومقدور ، وموعده معروف ، لذلك سميت باسمائها ، الرياح الموسمية ، والرياح التجارية ، ومنخفض الهند الموسمي ، لكن قوتها وجبروتها يتباين .

نتيجة بحث الصور عن رياح متحركة

رياح عاتيه على فلسطين

ازداد الجبروت صباح أمس الأربعاء ، ويزداد اليوم ، ويبلغ أوج انفعاله وسخطه وبلطجته الثلاثاء القادم ، وربما يتضاعف عدد الحرائق من ٢٢٥ حريقا في يوم واحد هو الاربعاء الي الآف الحرائق !

ذلك حديث التمنى ، شاع ويشيع ، ساد ويسود ، يغذيه الشعور بأنه العقاب الإلهى العاجل لاجتراء نتنياهو رييس الحكومة الاسرائيلية الليكودي المتطرف ، الذي رضخ لطلب ابنه بوقف استخدام مكبرات الصوت في المساجد لرفع الآذان في القدس لأنها تزعج نومه في الفجر .

نتيجة بحث الصور عن مآذن القدس

مآذن القدس المعطلة تعسفيّاً

لولا وصول ترامب ، واعلانه أن حفيده يهودي ، وهو عاشق لاسرائيل وحمايتها أمن قومي لأمريكا ، ما قدمت الحكومة الاسرائيلية مشروع قانون بمنع مكبرات الصوت ، وهي لم تقدم مشروع قانون لمنع الآذان ، أقول ذلك كمعلومة بالطبع وليس دفاعا عن دولة عنصرية نازية .

من حق القارئ أن يعرف الحقائق ، بغض النظر عن حواشيها وظلال المواقف المحيطة بها وتداعياتها على الكاتب ذاته .

من عجب أن معظم صور الحرائق والفيديوهات كانت على الفيسبوك ، وغابت عن الفضائيات ، كأنما هناك اتفاق عام فضائي صامت على ضرورة عدم البث ، ولا يحدث هذا عادة مع التوسع الفضائي في بث حرائق استراليا الهائلة أو كاليفورنيا ، بحرائقها وأعاصيرها وزلازلها .

ما فعلته اسرائيل في المسجد الأقصى، من حفر وهدم وتدنيس، وما تفعله في الآدمي الفلسطيني من قتل وسحل وتنكيل، وما تدمره من بيوت، واشعال حرائق في حقول الزيتون الفلسطينية، وعدوانها المتصل منذ عشرات السنين، هو في الحقيقة أدعى الى سخط الله من مشروع قانون لمنع تكبير صوت المؤذن عبر الميكرفونات لقد زغردت صفحات التواصل الاجتماعي أن أحدقت بهم الحرائق عقب الاعلان في الكنيست ان منع الآذان سيتم التصويت عليه، ولقد أجلوا التصويت أمس، وشرعنوا المستوطنات، وقرروا بناء ٥٠٠ وحدة سكنية جديدة، وسيتوغلون في التهام ماتبقى من أراضي القدس والضفة، مع بلوغ ترامب عتبة البيت الأبيض يوم عشرين ينايرالقادم !

نتيجة بحث الصور عن ترامب

دونالد ترامب

نتمنى بالطبع عقاب الله الداهم لهم جزاء فجورهم ووحشيتهم وحرائقهم في الدول العربية ، ونتمنى أن ينكل الله بالخونة من حماس الارهابية جزاء اجرامها وتآمرها علي اسيادها من الشعب المصري .. لكن الدعوات باللعنات والتمنيات تبقى لغة المحسورين نفسيا المغلولين ذهنيا العاجزين حركيا ، ويبقي التفسير الالهي للحرائق مرتبطا بتوقيت ” منع الآذان بالمكبرات ” مع هبوب الريح العاتية وجفافها ونقص الأمطار ، هو ترطيب وجبر خواطر وهمي مبني على التمني لغلظة التطرّف الاسرائيلي.

بالتأكيد سيعاقب الله اسرائيل، على نحو سيدهشنا ويذهلهم، ولا بأس من بعض التشفّي فيمن أحرق الأكباد . ولعلّها رسالة أولية، لكنّ الصهاينة لا يجيدون قراءة السماء !

ونحن نجيد استدعاء اللعنات.

 

المصدر : جريدة “فيتو ” الألكترونية / حديث السبت

You may also like