×

رجل الدين.. من، وماذا، ولماذا ؟

رجل الدين.. من، وماذا، ولماذا ؟

 
نهاد-كامل-300x300 رجل الدين.. من، وماذا، ولماذا ؟
نهاد كامل محمود / كاتب وباحث عراقي – بغداد

     من مسميات صفة الشخص الذي يتّخذ الدين مهنة له هي الراهب .. والشيخ .. والقس .. والامام .. والشماس .. والقمص .. والحاخام .. وغيرها من مسميات اخرى لاديان اخرى ما غصت فيها بحثا ولذلك احصر امثلتي بهذا القدر .
 
     نزل ديننا الاسلامي  بواسطة الوحي على الرسول (ص) ولم يكن وجود لمسمى (( رجل دين )) عند المسلمين طيلة عصر الرسول (ص) .. بل كان كل ما يخص الدين الاسلامي واستيضاحات المسلمين عنه يرجع الى الرسول محمد (ص) فقط .
 
     بعد وفاة الرسول (ص) أيضا لم يكن هناك مسمى لـ (( رجل دين )) إنما كان خليفة المسلمين وأيضا إمام المسلمين وهو أي (( إمام المسلمين )) أي رجل يؤم المسلمين أثناء الصلاة وماعدا ذلك أيضا لا يوجد صفة رجل دين .
 
     في رأيي وأنا أتحدّث عن المسلمين وديننا الاسلامي أنه كل مسلم هو رجل دين ولكن .. نعم ولكن عندما كثرت المساجد وصار المسلمون يمنحون الشخص الذي يعتني بالمسجد ويؤمّهم في الصلاة باستمرار يمنحونه أجورا لتعويضه عن وقته وأتعابه في رعاية المسجد وإمامتهم ..  وهنا صار واجب الامام ورعاية المسجد مهنة يعتاش عليها كثيرون هم وعوائلهم وصاروا يتفرغون لها بل ويتنافسون عليها لانها اصبحت مصدر رزق لهم .
1456776_571112529604347_73950533_n رجل الدين.. من، وماذا، ولماذا ؟
رجال الدين يطوبون أنفسهم رجال الله على الأرض
 
     بتطور المجتمعات وانتشار الدين الاسلامي في دول عربية وغير عربية وازدياد الحاجة الى أئمة المساجد التي أصبحت مهنة تدرّ أرباحا على شاغليها فقد ازداد التنافس عليها وتنوّعت تخصّصات الامام والمعتنين بالمساجد فأصبح عندنا صفة رجال الدين  تشمل الأئمة والوعّاظ  والخطباء والدعاة  إلى الدين الاسلامي والمفسّرين والكتّاب والمؤلفين وكذلك أصبحت لرجل الدين في بعض الدول قيافة خاصة تميزه عن الآخرين .
 
     تطورت العلوم الدنيوية وتوسعت وكذلك علوم الدين تطورت وتوسعت ولكنها في رأيي الشخصي لا يجوز لمن ساهم في توسيعها بهذا الشكل فعل ذلك لأنه وفي رأيي أيضا أن الله سبحانه قد حسم موضوع الشريعة الاسلامية حين قال في الآية رقم 3 من سورة المائدة ..
(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتمّمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) 
مما يعني أن الله قد ختم ما شرّعه للمسلمين بالتمام وارتضاه لنا وعليه وفي رأيي الشخصي أيضا لا يجوز لأي مسلم أن يشرّع للمسلمين أي شيء بضمنهم رسول الله (ص) لأن سبحانه قد حدّد واجبات الرسول في الآية رقم  105  من سورة الإسراء بقوله (( وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً )) .
 
     واضح من الآية رقم 105 من سورة الإسراء أعلاه أن الرسول واجباته حصراً في التفسير وفي الإنذار فقط  وعليه لا يحقّ للرسول أن يضيف إلى ما شرّع الله إضافات شرعية أخرى لأنها ليست من واجباته .. إنني كما أسلفت وبرأيي الشخصي لا يجوز لأي مسلم التشريع أو التفسير لأن التفاسير قد استغلت من قبل بعض الفقهاء وصاروا بموجب هذه التفاسير يضيفون الى شرع الله توصيات واوامر ويحذفون ما يرون ويسمّونها شرعيّة رغم أن الله قد أكمل الشرع كما أوردنا أعلاه .
 
     من الممارسات التي أعترضُ عليها أنا عند بعض فقهائنا الأسلاف ومن تبعهم والمعاصرين هو اعتمادهم علماً ابتكروه بأنفسهم أسموه علم (( الناسخ والمنسوخ )) دون أن يرد له ذكر في القرآن الكريم إلا أن الفقهاء قد تعكّزوا على آية قالها سبحانه عن ذاته الجليلة (( حصراً )) وهي الآية رقم 106 من سورة البقرة والتي نصها (( ما ننسخ من آية أو ننْسها نأت بخير منها أو مثلها )) وصاروا يشرّعون على هواهم بنسخ بعض الآيات جزءاً أو كلّاً وهذا في رأيي مخالف لشريعة الله في القرآن الكريم .
 
بعد تطور العالم أصبح للدين الإسلامي مدارس وكليات ودراسات عليا وجميعها في رأيي مخالفة لشرع الله وقد أكون أنا غلطان ولكن هذا ما هداني له الله سبحانه .. ومن هذه المدارس والكليات صارت تخرّج دفعاتٍ من المسلمين يحملون شهادة تؤهّلهم لامتهان الدين وجعله مصدر رزقهم ورزق عوائلهم .
 
     لو راجع المسلمون في كل الدول العربية وغير العربية المنزلة العلمية  لخريجي هذه المدارس والكليات قبل امتهانهم لمهنة الدين التي صار الناس يطلق على ممتهنها (( رجل دين )) لوجدوا أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء رجال الدين هم من – الطلاب الكسالى أو الفاشلين في دراستهم  -قبل أن يدخلوا المدارس الدينية ليمتهنوا الدين .. حيث أن هذه المدارس فيها شروط مخفّفة جداً لقبول الطلاب فصار الطالب الذي ترفض قبوله كل المدارس والكليات يتّجه فوراً إلى المدارس والكلّيات الدينيّة فيجد ترحاباً وتسهيلاتٍ في القبول فيكون قد اختطّ طريقه ليصبح رجل دين ذو مهنة يعتاش منها وغالبا تكون هذه المهنة (( أي مهنة رجل الدين )) في البداية هي إمامة المساجد والجوامع الصغيرة أو التدريس أو تحفيظ القرآن في القرى والأرياف لقاء الأجور وليس من أجل إرضاء الله سبحانه  ودخول الجنة لأنّ إرضاء الله ودخول الجنة متروك لله وحده سبحانه فقط، حيث أنه هو الذي يزكّي الأنفس .. أما نحن فإنّنا نرى إمامنا مجرّد (( رجل الدين )) يمتهن الدين ليعْتاش منه .
 
محبتي وتحيتي واحترامي لكل من  يقرأ كتابي هذا رافضا او مؤيدا والسلام عليكم .
 
خاصّ – إلّا –

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed