Home أقلام إلّا لن تكونوا قادتنا…

 

هاني الحلبي/ كاتب وصحافي لبناني – رئيس تحرير موقع حرمون الألكتروني

كانوا رماحاً يشقّون السماء بصرخاتهم، أسودَ غاب وجنودَ وطنٍ وضباط جيش ما قاتل إلا انتصر، وما خسر معركة إلا بالسياسة الطائفية التي تحاصره وتظنّه “خرطوش فردها”، ضد التغيير والتقدّم الحتمي.

كانوا سيوفاً إذا امتُشقت ضدّ عدو بترته وقطعت أذناب اخطبوطه أينما امتدّت، وإذا زُجّت في وحول السياسة الخصوصية صامت عن قطع وفُلّت في عراك!

جيشنا الباسل، جيش قاده فؤاد شهاب وجميل لحود واسكندر غانم وغيرهم.. من جنرالات الجيش الكبار.. يستحق أن يُكرَّم وأن يُعزّز ليس برموش العيون فقط، بل بكل ما يجعله سيداً منيعاً سريعاً خاطفاً كافياً قوياً متماسكاً لحماية لبنان!

وإنّ إقرار سلسلة الرتب والرواتب، بعيداً عن التجنيد بالتعاقد المؤقت، هو نظام الاستغلال المافياوي الذي شرع بانتهاجه رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، الذي وفقه يكون الجندي مجرد موظف متعاقد لقاء خدمات معينة يتقاضى بالساعة مبلغاً معيناً، تقريباً يشبه ما يُسمى شركات الأمن التي تزوّد المؤسسات المدنية بالحراس.

ولا شكّ أنه بين الحارس وبين البطل فارق شاسع لم يتسع له نظام المحاسبة السنيوري. فهل يُعقل أن يدفع لقاء ساعة الحراسة، ذات البدل لقاء ساعة اقتحام مستوطنة ب”عرسال ” المحتل بعضها من قِبَل الإرهابيين، أو لقاء ساعة اقتحام بلدة الغجر لتحريرها من العدو اليهودي مثلاً؟

وفي الساعة 3600 ثانية، وكل ثانية كافية لزهق روح أي جندي متواجد هناك، بل عشرات الجنود دفعة واحدة؟

فكيف يخمّن الرئيس الجهبذ أرواح الجنود، وروح كل جندي تساوي الأرصدة كلها؟ كيف يعوّض على قلوب أمهات العسكريين اللواتي منذ سنتين لم تغمض عيونهن عن كوابيس تحسّس السكين على رقاب أبنائهن وكم أفقن مذعورات على استغاثاتهم يهمسن لهن أن يفعلن شيئاً لأن “ناويين يعملوها الليلة”، كما قال الشهيد “علي البزال” رحمه الله في تسجيله المصوّر!

لعلمكم أن الجيش اللبناني وشباب لبنان الذين يهجّرهم نظامكم العقيم في قارات العالم وفي البحار وخلفها مقهورين أذلّاء، هم أثمن ما يعتدّ به لبنان ليكون بلد الإنسان والعراقة والحضارة!

لكن مع هذا النظام المتغوّل تحولنا إلى بلاد الكهوف المظلمة بالحقد، بلاد الحظائر النتنة بالسياسة الحزبية الرخيصة، بلاد الإقطاعات الشخصية والمصرفية والطائفية والمربعات الأمنية المحروسة بكلاب تنبح وبكلاب تتكلّم!

الجيش المستعدّ بكفاءاته وجنوده وضباطه وحده الأمل.. الجيش المتوثّب الروح وحده الخلاص… أيّها المستهترون بنا، بقايا شعب شلّعتموه بالبغضاء..

أيّها المتحاورون على جنس ملائكة الجحيم، مهما كان نظامكم الفاقد الوجدان، أكثرياً أم نسبياً، فهو عاجز عن قطع أصابع التجسّس بالاتصالات والنهب بالمهجَّرين والاتجار بالنازحين، والمقاولين بالنفايات!

اخجلوا، أنتم أقلية منقرضة.. ونحن، وجيشنا الفيصل، الأكثرية الحاسمة.. صحّحوا أو تحسّسوا مقاعدكم.. فقريباً لن تكونوا قادتنا!

 

خاصّ – إلّا –

كل الوارد في المقال يتحمّل مسؤوليته كاتب المقال وليس بالضرورة أن يمثّل سياسة المجلّة

You may also like