Home إلّا رسالة إلى صديق في غزّه

رسالة إلى صديق في غزّه

by رئيس التحرير

بلال شرارة / شاعر وسياسي لبناني – أمين العلاقات الخارجية في مجلس النواب

ستبقى لك احلامك يا صديقي وستبقى تعيش الحلم الفلسطيني بالتحرير والعوده وإقامة الدوله الفلسطينيه و عاصمتها القدس..

أنا لن أدخل معك في جدال كالعاده عن الدولة الفلسطينيه إذا كانت على الأرض التي احتلّتها إسرائيل عام 1967 أم على كامل التراب الفلسطيني ( من المي للمي )..!

أنا لن اختلف مع أحد على ( جلد الدبّ قبل قتله )، أتذكّر قرأت في كتاب التاريخ أنّ ( إليسار ) أقامت مملكتها قرطاج على مساحة جلد ثور و ( هنيبعل ) حلم بإحتلال روما و كاد أن يفعل..

أعرف ياصديقي بأن ( الكرفان ) حيث ستطول بك الاقامة على مساحة قليله في غزّه يشبه ( مقلى الزيت الساخن في هذا الصيف ) و أنّ الآمال، آمالك بإعادة إعمار ما هدّمته كرة النار الاسرائيليه من منازل في الحرب على غزه لن تتحقّق في المدى المنظور وكذلك رفع الحصار عن القطاع و إدخال مواد البناء وتحقيق الوعود العربيه بتمويل مشروعات إعادة بناء غزه سوف لن تتحقق..

كما تلاحظ ياصديقي، الأشقّاء العرب لديهم أولويات مختلفه (!) ، تبدأ باستكمال تدمير سوريا و بإتمام مهمّة تفجير العراق، ناهيك عن تسوية اليمن بالأرض، أضف إلى تمويل إحالة ليبيا لحقلٍ للرمايه بالذخيره الحيّة..

و لا أحد.. ولا أحد ياصديقي من أنماط سلطات النظامين العربي والاسلامي، لا دولة قطر ولا تركيا يهتمون بأن تنتقل أنت للسكن في منزل، منزلك المرتقب بعد إعادة إعماره إن تمّت..

بصراحه يا صديقي نحن سبق لنا في جنوب لبنان و أن عشنا على وهم الوعود..

إذ أنّ جميع قرارات القمم العربيه لم تنفّذ، بل جلّ ما في الأمر أنّهم حاولوا ولأسباب نعرفها جيداً شراء ذممنا بعد حرب تموز 2006 من أجل أن تقفل جبهة حرب الجنوب مع إسرائيل..

يا صديقي، يشبه قطاع غزّه مدينة صور ، شبه جزيرة في البحر، في الصحراء لا فرق..

الحروب ضدّنا كانت و ستبقى من أجل ثرواتنا الطبيعيه : الغاز و النفط، لا أمكنه فيها للمبادئ كل المقاعد محجوزه للمصالح و المقبرة لنا ( ثوره حتى الموت ) و من يبقى حيّاً سيفتقد حقه قي السكن و الإضاءه و مياه الشفة، سيفتقد بصراحه حقنا في الحياة، فنحن منذ زمن بعيد لم نعد نهتم بحقنا في حرية الانتماء و القول نحن يا صديقي لا نمتلك سوى أحلام تبدو مستحيله لا بأس، و سلاح الوقت و الإصرار على أن نكون و على أن لا نخون من نكون في الختام نسيت ياصديقي أن اتمنى لك تمام الصحه و كمال العافية..

كيف هي : هي تحياتي والسلام أنا..

 

خاصّ – إلّا –

You may also like