Home أقلام إلّا بعيداً عن سيبويه لصقاً بذاكرةٍ دمشقيّة

بعيداً عن سيبويه لصقاً بذاكرةٍ دمشقيّة

by رئيس التحرير
كمالماز

ليلى كم الماز / سيدة سورية ناشطة في الحقل الاجتماعي – دبيّ

كل شي بيتخبى إلّا الفرح وإلّا الحزن…

كان يجي العيد نحط الحلم تحت مخدتنا…نلمّس عليه… نترجّى الشمس تطلع…. ريحة االتياب الجديده لسه معشششه فيّي… صوت الناس للصبح عم تلملم أغراضها…. المهاجرين ومتلها البلد ما كانت تنام…. الكل عم يرقص مو ملحق…. كانت حياتنا أبسط…. لقمتنا أهنى…. ولعبنا كلها شغل إيدنا….

أحد مناطق حيّ المهاجرين الدمشقي

بتذكر الجرن النحاس اللي نطحن فيه القضامه ونضفلها سكر…. وكيف كنا نستنى العيد لنطير بمرجوحه مكسّره بس كانت تاخدنا لسابع سما…. نستنا الفول اللي مليان سوس ….بس كان هلسوس كأن جوائز سحب يانصيب نفتخر فيها…. وياعيني علمسرحيه تبع العيد… بتذكر الحداد تبع الحاره لما يقلب محله لمسرح …. ما بتذكر الأشخاص… بس والله ما بتروح طعمة فرحتي فيه لهلأ…. كنا نركض لحضن أبي …نسمع خشخشه المصاري بجيبتو ….

فول نابت شامي

 

عربة بائع متجول للفول النابت الشامي

يااااالله كانوا كنز ما بيخلص…. جيل ربي بالقله لا كومبيوتر ولا آيباد ولا فيس ولا أنستغرام ولا كل السوشيل ميديا اللي محتلة وقتنا كله… بس وقتها كانت قنوات تواصلنا حقيقيه وواقعيه وحميمه… وفَرحنا كان لونو صادق… بتذكر الفرقيع….ما عم أفهم شو كانت اللذّه إنو نحطها بالأرض وتفقع وترعبنا ونقفز رعب ممزوج بفرحة الانتصار مع صوت الانفجار….

تحضير الفرقيع يدوياً

يمكن كانت حياتنا هادئه جدا وكنا نتمنى نشعر بالأكشن لنحرك أعصابنا وللأسف لما صار الأكشن واقع دمّر أعصابنا ودمّر بلدنا كأنو مش بس كل العالم كانوا حاسدينا على حياتنا بسوريا عموما وبدمشق خصوصاً كأن نحنا كمان كنا حاسدين نفسنا على عيشتنا الحلوه الهادئه الهانئه الجميلة، وللأسف الشي اللي اتمنينا وصار هلق خلانا نكتشف أديه غلطنا بحق بلدنا وبحق أنفسنا وبحق بعضنا البعض….

 

الطفولة في سوريه قبل الحرب

 

الطفولة في سوريا بعد الثورة

بتذكر الزيارات بالعيد …الحلو … يييي شو كان طيب … وشو كانت عجقه صنعو قبل أسبوع فظيعه… كان إنجاز أمي إنو ما تخسر ولا قطعه بالشوي… وجاراتنا يا مواكبين حفلة الشوي …ودقّ الحلو…بالحكي من المنور لمطبخنا يا كانوا معنا بمراسم عرس كل هلشي اللي اسمو التحضير لاحتفاليه…العيد…..

طبق تحضير المعمول المنزلي

كانت زيارة القبور الصبح بكير … وقرايه الفواتح قوافل عطاء لناس راحو وبدنا ياهون يشاركونا العيد… كانت أمي تركز البيت والضيافه….وأبي ينزل يجيب خبز وفول… ونلبس …ونطير ….كنا نحس إنو الجديد شي محترم لازم نعاملو بلطافه…. ننزل علشارع ما نركض مشان تيابنا ما تخرب وتتسخ وتتجعلك…. زياره ستي كانت قصّه …. الاكل، العيدية، الغنج، الركض ببيتها…نحس حالنا أبطال ما حدا بيقدر يحاكينا حتى ابي وأمي….

بيت الجدّة الدمشقية

مابعرف ولادنا شو حفظوا من أعيادهون…. وشو اللي رح يبقى معهم، وشو اللي رح يطير من إيديهون بس بعرف إنو بلدنا أرضها طاهرة… الابتسامة فيها مو مستورده… بعرف إنو العيد صنع في سوريه…. كل عام وأنتو بلد ما ممكن يصدّر إلا الفرح…. كل عام. وسوريا بلدي ست الفرح كلو….

 

خاصّ – إلّا –

You may also like

1 comment

Jihad quaraeen 07/07/2016 - 9:10 مساءً

أيام زمان وفرحها ولعبنا القماش صنع ايدينا والكندرة نحطها قريبة من راسنا والكسوة كلها كانت من العيد للعيد ما اجمل أيام زمان كانت بسيطة بس كنا مبسوطين من القلب الضحكة الله يرحم أيام زمان

Comments are closed.