Home أقلام إلّا داعش – بين التمدّد والانتشار وسُبُل المواجهة..!؟

داعش – بين التمدّد والانتشار وسُبُل المواجهة..!؟

by رئيس التحرير

 

قاسم قصير / كاتب لبناني

قاسم قصير / كاتب ومحلل سياسي لبناني 

بعد مضي عامين على إنشاء التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، هاهو هذا التنظيم الدموي يتمدّد إلى كل أنحاء العالم سواء باسم داعش أو تحت أسماء أخرى، فلا يمضي يوم إلا ونسمع عن هجوم أو اعتداء جديد تشنّه المجموعات المتطرفة والارهابية على مدينة أو عاصمة جديدة وآخر هذه الهجمات الهجوم على مسجد النبي (ص) في المدينة المنورة والهجوم على أحد المساجد في القطيف ومحيط القنصلية الاميركية في جدّة والهجوم الانتحاري في حيّ الكرادة في بغداد والذي أدى لاستشهاد 215 مواطنا عراقيا وجرح المئات، وقبل ذلك الهجوم على أحد  المطاعم في داكا عاصمة بنغلاديش مما أدى لمقتل وجرح العشرات، وسبق ذلك الهجوم على مطار اسطنبول وهي العاصمة السياحية والاقتصادية لتركيا فسقط 45 شهيدا وعدد كبير جداً من الجرحى، إضافة للهجمات الانتحارية في بلدة القاع اللبنانية والتي أدّت لسقوط عدد من الشهداء والجرحى.

داعشيات جنباً إلى جنب مع الإرهابيين الدواعش يحملن السلاح المتوسط ويتدربن على الثقيل

ويكاد لا يخلو يوم من تفجيرات أو هجمات انتحارية في العراق وسوريا واليمن ومصر أو في إحدى العواصم العالمية، إضافة لما يجري في ليبيا من تمدّد لتنظيم داعش، والمخاوف المنتشرة في لبنان من احتمال حصول تفجيرات انتحارية، كما يتمّ يوميا اعتقال عدد من الذين يخطّطون أو خطّطوا لتفجيرات انتحارية في لبنان.

كل هذه المعطيات تؤكد أن كلّ الحروب على الارهاب والتطرّف لم تؤدّ إلى نتيجة فعالة ولم تحقّق انجازات مهمة ، وأن كل المؤتمرات عن التطرف والارهاب والعنف لم تصل إلى نتائج عملية، وأن التحالف الدولي لم  يحقّق أيّة نتيجة عملية، كما أنّ المشاركة الروسية في القتال في سوريا لم يؤدّ إلى حسم المعركة هناك.

قد يكون صحيحاً أنّ تنظيم داعش قد تراجع دوره في العراق وسوريا على صعيد الانتشار واحتلال المساحات من الأراضي لكن خطره يزداد ويتمدّد إلى دول أخرى في كافة نحاء العالم، وها هو تنظيم القاعدة يعود للعمل بقوّة أيضا في العديد من المناطق وهناك تنافس بين داعش والقاعدة في تنفيذ الهجمات والعمليات الانتحارية، وهناك مخاوف من انتشار الارهاب في دول أخرى.

إذن يمكن القول أنّ الحملة على الارهاب قد فشلت حتى الآن على الأقل، وأن كل التحالفات الدولية لم تحقّق إنجازات مهمّة ولا ندري إذا كنا سنصل إلى نتائج عملية في الاشهر المقبلة.

وكل ذلك يتطلّب البحث مجدّداً عن سبب فشل هذه الحروب والحملات، ولا يستطيع أحد أن يضع أجوبة سريعة وصحيحة لأن المطلوب إعداد دراسات وتحقيقات معمّقة حول ذلك، لكن ومن خلال الاستماع إلى عشرات المحاضرات والمشاركة في العديد من المؤتمرات يمكن أن نطرح بعض الاحتمالات التي تحتاج لمتابعة وبحث  ومنها:

أولا : إن الدول الغربية وأميركا وروسيا ليست جادّة في مواجهة الارهاب والتطرّف بل هي تقوم بحملات ضدّه في أماكن معينة وتدعمه وتسهّل عمله في دول أخرى في إطار الصراعات الدولية والاقليمية.

ثانيا: إن استمرار الصراعات الاقليمية والمحلية وآخرها الصراع السعودي – الايراني تساعد في انتشار الارهاب وحصول المجموعات الارهابية على دعم ما وتأمين بيئات مساعدة لانتشاره.

ثالثا: الفشل في الوصول إلى تسويات سياسية في العديد من الدول واستمرار الصراعات في هذه الدول مثل ليبيا واليمن والعراق وسوريا ومصر والبحرين، مع احتمال انتقال هذه الصراعات إلى دول أخرى كتركيا ولبنان والاردن والسعودية وإيران ودول الخليج كافّة وتونس والجزائر أيضاً، مما سيساعد الارهابيين على العمل والانتشار.

4 إنتحاريين دواعش كادوا أن يسقطوا أمن الكيان السعودي

رابعا: انقسام العالم إلى عدّة محاور وعدم التعاون الجدّي بين كل الدول وتساهل بعض الدول مع الارهابيين.

خامسا: استفادة أجهزة المخابرات الغربية والعربية من الارهابيين وتركهم يتحركون لحسابات سياسية أو أمنية.

سادسا: استمرار وجود الظلم والديكتاتورية والفقر والقهر في العديد من الدول العربية والاسلامية ووصول القهر إلى دول غربية، وكذلك استمرار الارهاب الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني وانتشار موجات العنصرية في الدول الغربية مما يعزز من دور الارهابيين.

سابعا: عدم صدق المؤسسات الدينية الاسلامية ورجال الدين المسلمين في مواقفهم بأنّهم ضد الارهاب لأنّهم من خلال أعمالهم ومواقفهم يحرّضون على الكراهية والحقد مع أنهم يتحدّثون عن الحوار وقبول الآخر وهناك عشرات الأدلة على ذلك.

نحن إذن أمام معضلة كبرى لا يمكن مواجهتها بدون دراسات شاملة وتعاون دولي واقليمي حقيقي وخطة شاملة وسريعة جدّاً قبل استفحال المعضلة أكثر وأكثر، والأساس في كل ذلك أن يسود العدل في العالم ولاسيما في دولنا العربية والاسلامية، وإذا لم يحصل ذلك فالإرهاب سيتمدّد وسينتشر في كل بلد ومنطقة والأيام المقبلة شاهد على ما نقول..

 

— إلّا —

You may also like