Home أقلام إلّا لبنان وطن “الزعما ” والمؤامرات…

لبنان وطن “الزعما ” والمؤامرات…

by رئيس التحرير

 

غابي مقدسي

غابي مقدسي / ناشد اجتماعي وناقد سياسي لبناني – زغرتا

لستُ من هواة الثرثرة والمقدّمات الطويلة والاستهلالات المراوغة، فقد سئمت كل ما يُكتب لملء الصحف التي أفلستْ من جميع إمكاناتها ليس المادية وحسب، بل من مواقفها، من أدوارها، من حضورها ومحاضراتها اللامباشرة، ولم يبق سوى الورق المتقلّص يوماً بعد يوماً، والأقلام الخاوية التي تكتب لا تشعل شمعة بل لتزيد الظلام.

إنّها باختصار شديد شريعة الغاب تعود إلى واجهة العصر، شريعتنا في وطن توفيتْ فيه ضمائر حكّامه، لتنعيها بالمقابل أخلاق شعبٍ تذلّلت دائماً لآلهة السلطة والمال، وطن على حافة الهاوية، بمؤامرة سلطة يعاونها شعب تناسى ماضي زعمائه…

ماضٍ لم تجفّ من ذكراه دموع الأمهات على دماء شهدائها، التي سُفِكَت على مذبح شهواتهم القيادية، وطن اتّفق فيه أسياد واهون، دهاة سلطة ضليعون بصنع الأوهام، يدا بيد يحكمون ويتحكمون بمصير شعب، يتناهشونه بإعلام

و إعلان بُرْمِجَ لدعمهم فقط، لتلميع خبثهم بخطّة محبوكة، أدخلتْ بلدا بغيبوبةٍ طائفيّة، واستولت على غرائزه المذهبيّة بخبث  شديد، ولم يبق لنا سوى المشهد المُحْبِطْ لدرجة الدمار الذاتي المعنوي، ونحن نرقب عن كثب الانحدار الإنساني بأيّ درك باتْ.

ثمّة جثث تتهاوى على أبواب المستشفيات، يقابلها شعب بأيدٍ لا تصلح إلا للتصفيق لسمسراتهم التي تراهن حتى على الأوكسجين…

الأمن هشّ يبتزّ الأرواح في كلّ مكان وبمنتهى الرخص، رصاصة طائشة من سلاح بيد عربيد لأجل إرضاء نزواته العدوانية أمام خطاب تحريضي من هذا أو ذاك هو ثمن الطفل في لبنان أو المرأة أو الشيخ أو حتى شاب تعب أهله لإعداده علميّاً وعمليّاً فمات دون أن يرفّ جفن القاتل لأنّ خلاصه مضمون على يدّ زعيمه السياسي أو الحزبيّ.

فقر مدقع يلوّح في الأفق، و مواطن لا يملك غير لسانه السليط الذي جنّد لتبرير فسادهم، يقابله مواطن تراه يتزلّف على مدار الساعة لزوجةِ زعيم كما الببغاء، و في بيته يتحوّل لوحش كاسر أمام سيدة بيته ويعتمد على بطشه وتعنيفه ليغطّي على تقصيره وفشله ورداءته، عاجز عن حفظ أموال مستقبل أبنائه، عاجز عن المواجهة للمطالبة بحقّه وحقّ أولاده، ويعلم تماماً ويدرك جيداً أن أمواله وأموال أبنائه تسرق و تهدر ليتمتع بها أبناء الزعيم و زبانيته وأزلامه.

فما قَدَرُ هذا الوطن، هل قَدَرَهُ أن يكون شعبه خاضعاً ذليلاً كسيراً طائعاً لتجّار الدم.. !

قَدَرَهُ مواطن مسحوق ومسلوب الإرادة لأسياد الصفقات التي لا تنتهي..!

أين أنتَ يا جبران أين الوطن الذي سيبقى حبراً على ورق تقرّ به العيون و ترفضه العقول ..

فهل كان لك لبنانك الذي رافقك إلى مقبرة مجدك..؟

ليظلّ لنا لبناننا الذي سيغرقنا جميعاً في لعنة الأحقاد ولغتها ويدفننا في مزابلها.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like