×

الحجاب للرجل وليس للمرأة

الحجاب للرجل وليس للمرأة

  • نهاد-كامل1 الحجاب للرجل وليس للمرأة
    نهاد كامل محمود / كاتب وباحث عراقي – بغداد

     

    …. (( لم يكلف الله المراة بالحجاب انما كلف الرجال به صراحة))

    يا قرائي الاعزاء إننا قد ألفنا من فقهائنا الكرام فتاوى وأحكام وآراء ليست لها أسانيد قرآنية أبدا بل إنّ بعضها يناقض كلام الله تماما والتي من هذه الأحكام التي تناقض كلام الله في القرآن الكريم هو حجاب المرأة حيث أنّ سبحانه قد أمر الرجال بالحجاب وليس النساء ولكن البعض من فقهائنا المتسلطين قد قلبوا مفهوم أمر الله وألبسوه دون وجه حقّ للمرأة . .

    يتركز مفهوم الحجاب الشرعي الذي ابتكره فقهاؤنا الاعزاء على تغطية شعر المرأة ورأسها وبقية جسمها حسب تشريع فقهائنا بينما في القرآن الكريم لم يرد ذكر تغطية شعر المرأة ولا رأسها وبقية جسمها مطلقا .

    إنني هنا ياقرائي الكرام سآتيكم بالآية الصريحة التي كلّف الله بموجبها الرجال بالحجاب ولكن يتوجب على من يدّعي أنّ الله قد أمر المرأة أن تتحجّب أن يأتينا بآية من كلام الله تأمر المرأة بالحجاب ولا يُقبَلَ منه أن يأتينا بكلام بشري منقول عن فلان وعن فلان ثم عن حديث نبوي كتبه شخص غير معصوم بعد وفاة الرسول بقرنين ونسبه للرسول (ص) وفي نفس الوقت يوجد على الساحة أحاديث أخرى قد تناقض هذا الحديث .. .. لا لا فهذا مرفوض لأن كلام الرسول لا يمكن أن يناقض كلام الله وعليه فالمطلوب آية قرآنية صريحة تلزم المرأة بالحجاب وأنا متأكد أن هكذا آية لا توجد في القرآن الكريم .. فإليكم الآية التي كلّف الله بها الرجال بالحجاب .

     . .. لقد ورد أمر الحجاب للرجال في نصّ الآية التي تخصّ كيفية مخاطبة زوجات النبي حيث قال سبحانه ما يلي :- ((وإذا سألتموهنّ متاعا فاسألوهنّ من وراء حجاب))

    هنا واضح أنّ سبحانه يأمر الرجال بمخاطبتهن من وراء حجاب ولا يأمر المرأة أو يأمر بتحجيبها أو تغطية شعرها بل هو سبحانه يخاطب الرجال حصراً وبعباراتٍ واضحة وصريحة .

     … يستند فقهاؤنا الكرام في تحجيب المرأة الذي أسميه أنا تغليف المرأة دون وجه حقّ إلى عباراتٍ وكلماتٍ محدّدة وردتْ في القرآن الكريم ولكن جميعا لا تعني ماعناه فقهاؤنا بها وهذه الكلمات هي :-

    (حجاب) و (خمار) و (جلباب) و ( زينتهنّ)

    وإليكم أين وردت هذه المفردات في القرآن الكريم وماذا يفهم منها القارئ العربي :- (حجاب) وقد وردت هذه الكلمة بخصوص موضوعنا في الآية رقم – 53 – من سورة “الأحزاب ” وهي أقوى حجّة يستند إليها فقهاؤنا في القرآن الكريم وقد ظهر أن كلامهم باطل كما وضّحنا أعلاه لأن الله قد خاطب بها الرجال ولم يخاطب بها النساء إضافة إلى أنّ الحجاب لا يعني غطاء الرأس إنّما يعني حاجز عن أيّ شيء .

    (خمار) وهذه قد وردت في الآية رقم -31 – من سورة “النور “.. ونقول فيها إنّ الله تعالى في هذه الآية قد أمر النساء أنْ يضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ .. وأنّ جيوبهن هنا لا تعني رؤوسهن إنّما هي تعني فتحة الصدر أو أي فتحة في الملابس ومنها فتحة الصدر وهذا لا يعني تغليف المرأة .. ولابدّ أن أذكر أن بعض الفقهاء يقول إنّ الخمار بحدّ ذاته هو غطاء للرأس فأجيبه قائلا فليكن ولكن الله لم يأمر به حجاباً شرعياً للمرأة المسلمة لتغليفها لأن أغطية الرأس كانت منذ الأزل وستبقى إلى الأبد للمرأة والرجل على حدّ سواء ولكل شعوب العالم .

    (جلباب) .. جلباب بحدّ ذاته لباس لا يصل إلى الشعر أو الرأس فهو جزء من قيافة الرجل والمرأة على حدّ سواء وهو أيّ الجلباب ينحدر من الكتفين نزولا باتّجاه الأرض وهو في كل الأحوال لا يعني تغليف المرأة وقد ورد ذكره في الآية الكريمة رقم – 53 – من سورة الأحزاب حيث قال سبحانه (( يا أيّها النبي قل لازواجك، وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلابيبهن)) .. وإنّ أحسن تعليل قرأته أنا عن مقصد هذه الآية هو أنّ النساء في عصر النبي كنّ يخرجن للتغوّط في الأرض الخلاء ففي هذه الآية توجيه لهن بستر عوراتهن أثناء التغوّط بإدناء جلابيبهن .

    (زينتهن) .. وقد وردتْ هذه الكلمة في الآية رقم -31 – من سورة النور حيث قال سبحانه: (( ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها )) .. وهذا واضح أن سبحانه يتكلم عن الزينة وليس عن حجاب المرأة أو تغليفها من قمّة رأسها إلى أخمصيّ قدميها بل بالعكس فهنا إباحة للمراة بإظهار بعضاً من زينتها.

    .. .. إننا نجلّ فقهاءنا الكرام ولكن هذا لا يمنع أن نحاججهم إنْ توارثوا خطأ عن أسلافهم عند اكتشافنا هذا الخطأ كما لايؤثّر على احترامنا لهم أيّ اعتراض من جانبنا على أحكامهم وفتاويهم لأنّهم بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة ونحن نعبد الله وحده ربّ كل العالمين لا شريك له.

    تحيتي ومحبتي واحترامي لكل من يقرأ كتابي هذا رافضا أو مؤيدا .

 

  خاصّ – إلّا –

 

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed