Home أقلام إلّا إمّا أنْ تنفرج وإمّا أنْ تنفجر

إمّا أنْ تنفرج وإمّا أنْ تنفجر

by رئيس التحرير
د. سليم حماده

د. سليم حماده كاتب ومحلّل ومستشار سياسي لبناني

يعتقد البعض، أن سبب تدهور العلاقات اللبنانية السعودية مرتبط بموقف وزارة الخارجية اللبنانية في مؤتمري القاهرة وجدّة، لناحية معارضة لبنان إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب.. وهذا  خطأ شائع!..

فالمملكة السعودية، تقبلت منذ زمن بعيد موضوع التعايش مع سلاح حزب الله ومشاركته في الحكومات المتعاقبة حفاظاً على حلفائها، وسمحت لمناصريها بالحوار معه ولم يكن السقف الإعلامي عالياً آنذاك. وقد تقبلت منذ زمنٍ ليس ببعيد أيضاً إنخراط الحزب بالقتال في سورية الى جانب الشرعية مع سقف إعلامي أعلى نسبياً. أما سبب إنفجار الأزمة، هو التهمة الموجهة الى الحزب بالعبث بالأمن القومي الخليجي، وهو ما تعتبره السعودية رغبةً إيرانية إستفزازية.. رداً على دعمها للمعارضة السورية أو حربها على اليمن أو إعتراضاً منها على الإتفاق النووي الأميركي-الإيراني.

هذا هو الواقع… وكل حفل التزلف اللبناني لا يمتّ الى الحقيقة بصلة، وحرامٌ تحميل وزير الخارجية مسؤولية صراع مزمن منذ فترة ليست بقليلة… وهذا بعلم القاصي والداني بمن فيهم من يقود حفل التزلف.

نعم، نحن بحاجة لعلاقات مميزة ليس مع السعودية فحسب، بل مع كل الأقطار العربية مجتمعة، بدءاً بسورية وصولاً الى الخليج العربي وشمال افريقيا، وهذا ما لا يختلف عليه إثنان.. إنما يجب أن نعرف أساس المشكلة لنتمكن من حلها… والحل هنا أكبر من قدرة لبنان، لأنه حلٌ لمعضلة بين محورين.. فإما أن تنفرج وإما أن تنفجر.

كل ما يحدث، يندرج ضمن الحملة التي يقودها الغرب على محور الممانعة.. فمن التلاعب بأسعار النفط لضرب الإقتصاد الروسي وصولاً الى الحصار المصرفي على رموز المقاومة والى إلغاء الهبة للجيش اللبناني… هي أحداث طبيعية متوقعة في ظل المعركة المفتوحة على سيادة المنطقة.. وهذا ليس بالجديد.

كل المؤشرات تدل على أن شعارات دعم لبنان القوي كانت واهية وغير جدية. فإذا كنا نأمل أن نؤسس لدولة وطنية وجيش قوي لنقول لحزب الله أن هنالك من هو قادر على حماية لبنان من إسرائيل.. وبالتالي تسليم السلاح..  فإن سياسة معاقبة الجيش لا تخدم هذا التوجه بل تتناقض معه كلياً.

والحياد لمن يحميه… فقط لمن يحميه .. هو حياد الأقوياء لا الضعفاء.

 

*** رئيس تحرير مجلّة – الديموقراطيّة – اللبنانية

You may also like