Home أقلام إلّا خرطوش “فِشِنْك “
الألفي

محمد حسن الالفي كاتب مصري ومحلّل سياسي ورئيس تحرير جريدة الميدان

أكان لا بدّ من الإلحاح يا لي لي؟!

أكان لا بدّ من الإرغام يا “قطر “؟!
أكان لابد من الإلحاح يا لي لي ؟!

على رأي الراحل “يوسف إدريس”، لكنّ “قطر ” ليست لي لي ، غير أنها رضخت أو أطاعت، وصغرت وصعّرت الفمّ والخدّ واللسان، ووافقت على مرشّح مصر أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية، ليشغل منصب الأمين المصري السابع!
كواليس ما قبل الاعتراض جرت على النحو التالي:
اعترضت قطر على أحمد أبو الغيط، والسودان دخل على الخط ّوطلب تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الموقفان ليسا جديدين، فالأولى معادية ساطعة في عدائها، والثانية الشقيقة مراوغة، كتعرّجات النيل عند منابعه !
نعم.. مرّة أخرى وثالثة وعاشرة، تواصل قطر “تميم ” عداءها لمصر والمصريين، في كل مناسبة، وبدون مناسبة، حين أعلنت رفضها ترشيح مصر للسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصريّة الأسبق، أميناً عاماً للجامعة العربية، الذي وافق عليه معظم إن لم نقل كل وزراء الخارجية والمندوبين العرب، بتفويض من ملوكهم وحكّامهم، تقديراً للدور القومي المصري العربي، ولم يشذّ سوى “بتاع ” قطر وتحالف معه على استحياء وزير خارجية السودان، في الاجتماع التشاوري، لاختيار الأمين العام الجديد للجامعة العربية، بعد انتهاء مدّة الأمين العام الراحل سياسياً ولم يكُ أصلاً موجوداً، إلّا إذا اعتبرنا للشجر البلاستيكي وجوداً وعطوراً.
لقد كان أمناء الجامعة العربية على التوالي مصريين إلا واحداً هو التونسي الشاذلي القليبي في عصر عِقاب مصر على كامب دافيد، كان هناك عبد الرحمن عزام وعبد الخالق حسونة، ثم محمود رياض، ثم القليبي، ثم الدكتور عصمت عبد المجيد، ثم عمرو موسي، فنبيل العربي، وهذا الأخير أضعفهم حجّة ودوراً وحضوراً !
و المفروض وفق المادة ١٢/ من ميثاق تأسيس الجامعة أن يختار الأمين العام بموافقة ثلثي الأعضاء، لكنّ قطر اختارت أن تعاند وأن تعطّل وأن تعترض وأن تعمل ضدّ مصر، وضدّ الاستقرار العربي وأن تواصل دورها في إشعال المنطقة وباتت شوكة وشريكاً مخالفاً لجاراتها حتى.. !
إذ تحالفت مع الإخوان الإرهابيين والأتراك العثمانيين ضد الشعب المصري، واستقبلت صناديق مملوءة بوثائق الأمن القومي المصري أرسلها إليها عميلها، محمد مرسي، أول جاسوس مدني منتخب، حكمَ أمّ الدنيا في لحظة شؤم من تاريخ الوطن العريق !
فهل يمكننا أن ننسى ؟!
بالطبع لدى المصريين سجلّاً أسود لهذه الدولة، ولن نستصغرها، فهي “”كبيرة “” بشعبها، “”ضئيلة “” بحكّامها وسياسة العداء لمصر ولشعب مصر فهي مكرٌ مكشوف مردود عليها، وسيبقى أبو الغيط رمزاً مصرياً أرادته مصر في موقع اقليمي يجدّده ويستردّ إليه الروح ويصون كرامة الأمّة العربية ويدافع عن مصالحها بلسان مفوّه، وحجّة داحضة، يسبقه رصيد متراكم ، من الدبلوماسية الناجحة، جرى اختبارها لسنوات وسنوات في المحافل والمنظمات الدولية.
وليس يُخفى على أحد، أنّ الجامعة العربية تعاني مما يعاني منه الجسد العربي، من هوان وضعف ومؤامرات الصغار من العملاء الناشطين بأموالهم ومنابرهم وتحالفاتهم ضدّ عروبتهم، لا يعلمون أن أحقر “الخونة ” عند مستعمليهم هم أبناء الوطن من الداخل.
حتى الرصاصة يستخسرها فيهم مستأجروهم ومستعملوهم، ويرى الكلاب السعرانة أحقّ بلحومهم .
يوم كهذا يتربص بالعملاء وحكام الشرّ، قادم بلا ريب، ولن يفيدهم ندم حينها ولا استتابة.
لقد مزّق قرار عربي في عهد عمرو موسي ليبيا ، بدعوي نصرة الشعب الليبي علي حاكمه الطاغية ، وهاهو الشعب الليبي يعيش ازهي عصور الحرية ، والانتعاش !!
وبعد سنوات وفي عصر التلعثم، عصر نبيل العربي الذي جاء بعد رفض -السيدة – قطر، للدكتور مصطفى الفقي، نكاية في مصر، جدّدت قطر رفضها، لتجدّد كراهية الشعب المصري لحكامها، والحساب بالتأكيد قادم ..دورات التاريخ صارت أسرع في الخطى وأبشع في العواقب . . وقطر سوف تُعاقَب .. بفتح القاف”، ليس لرفضها أبو الغيط بالطبع ، بل لأن الدفتر امتلأ بالسواد الذي سطّرته بهمّةٍ لم يبلغها معنا حتى العدو .

العدو الاسرائيلي كان هدفه إلحاق هزيمة بالقوّة العسكرية المصرية المتمثّلة بالجيش وهدفه احتلال ماتيسّر من أرض مصر، ولم يكن هدفه إسقاط الدولة وإلغاء الهوية .

لقد هزمنا اسرائيل وأدبناها، وعلّمناها أنّ الجيش المصري هو الأقوى، أمّا قطر ومعها اسرائيل فستعلم أنّ الجيش المصري هو الشعب المصري وهو الدولة المصرية .. إلى يوم الدين !.
وتراجعت قطر في نهاية المطاف، بعد جلسات استعطاف، وضغوط، وتنازلات، وتمنّيات، وربتات خفيفة على الظهر، والظهر هنا تأدّباً نقولها، حيث انتصرت كلمة العرب على المستعربة المستغربة المستصهنة..!

 

خاصّ مجلّة – إلّا – الألكترونيّة

You may also like