Home لـوثـة إلّاأدب عيد الحب وإن بعد حين

هانيبال كرم كاتب وشاعر وأكاديمي لبناني- طرابلس

بعيدًا عن أسلاك الحديد،

عن أزرار الهواتف الغبيّة،

عن الشّاشات الباردة،

عن الألوان الاصطناعية،

عن رسائل الحبّ الالكترونيّة المبرمِجة،

عن الرّكض إلى جهة غير واضحة…

تسألني وسادتي: ما الذي أضفتَه إلى هذا العالم؟ ما الذي أضفتَه إلى ذاتك؟ ماذا تعلّمت؟ ماذا ستترك وراء غيابك المستقبليّ أكثر من مجرّد صورةِ تافهة في جريدة؟!

فتتشكّل في ذهني غيمةٌ تحاولُ أن تمطر مطرًا غيرَ أسيديّ.

أجيبها بمحاولةٍ فاشلةٍ لإعادة ترتيبها تحت رأسي المثقل، مرّات…، وبأن أدسّ يدي تحتها وأسحبها مرارًا وتكرارًا علّها تشعر بالدّفء فتغفو، لأرتاح.

وردةٌ واحدةٌ نقدّمها في يوم محدّد من العام، يومٌ غبيّ جدًّا، لا تكفي لضخّ الرّوح في العالم؛.

لكنّها ربّما ساعدتنا ونحن نشمّها بحركة روتينيّة – علمًا أنها بلا رائحة وبلا طعم – على أن نرفع أبصارَنا قليلا إلى فوق(؟) إلى تحت (؟) لنرى السّماء بطريقة مختلفة، والجحيم كذلك.

سماءٌ لا تشبه الجحيم، وإلهٌ لا يشبه المكتوب عنه منذ ملايين السّنين. وشيطانٌ سئمِ ملاماتِنا المتذاكية.

إنها سماءٌ جديدة،

لا جحيمَ فيها ولا جحيمَ لها،

على قاعدة أنَّ الأرض كلَّها مجرّدُ منضدةٍ ملقاة على وجهها(؟) على ظهرها(؟) لافرق.

تنظر بقلق شديد، إلى فوق(؟) إلى تحت(؟) على امتداد صمتٍ كونيّ مخيف تزلزلُه صرخةُ الشّاعر “شيلر”، وهي تجوب هذا السّكون الأبديّ كمجنون ليلى: “أيّتها الملايين، إنّي أعانقك مع قبلة للعالم أجمع!”.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like