Home أقلام إلّا السنة الأمازيغية أو أمنزو ن يناير ذكرى و تاريخ « Amenzu n yennayer »

السنة الأمازيغية أو أمنزو ن يناير ذكرى و تاريخ « Amenzu n yennayer »

by رئيس التحرير

الشيخ اليزيد / شاعر وكاتب جزائري – مراكش 

  يعتبر يناير رمز من رموز الشعب الأمازيغي و من بين ركائز  المجتمع  و تاريخ متجذرا و يعتبر كذلك حدثا اجتماعيا ذو دلالات رمزية و تاريخية و فنية و ثقافية  و لا يخلو كذلك من الجانب الانتربولوجي كما دخل في منظور العادات و التقاليد للشعب المغاربي و شمال افريقيا .

و تتميز  السنة الأمازيغية بعادات وتقاليد مختلفة من منطقة الى اخرى و تمارس طقوس احتفالية متجذرة و مترسخة في الثقافة الامازيغية التي تعد ثروة  تفتخر به الأمة المغاربية و  شعوب شمال افريقيا بأكملها.

و هذا ما يجعلنا نفكر و نستنتج ان الحضارة الأمازيغية من بين  أقدم الحضارات البشرية .

 

:Yennayer  مدلول كلمة

 تتكون من كلمتين  : yennayer  كلمة يناير “

تعني الشهر  أي الشهر الأول في السنة • كما يطلق عليه أيضا  و Ayur أو Ayer  تعني واحدة وYen  

 أي ليلة رأس السنة أو ID N USGGAS

“تابورت أوسقاس”  باب السنة و هذا حسب المناطق الأمازيغية .. Tburt n Usggas »

ومن خصائص ليلة رأس السنة الأمازيغية أنها توافق أطول ليلة في السنة وبعدها يبدأ الشروع في امتداد طول النُّهارِ وقِصَرِ اللَّيْل.ِ

و يكون الاحتفال برأس السنة الامازيغية في ليلة 12 يناير من السنة الميلادية في كل دول شمال افريقيا

ويتزامن “يناير” من الناحية الفصلية مع تعاقب الفصول، وكذا مختلف أطوار حياة النباتات، التي عادة ما تحدد أوقات القيام بعملية الزراعة والحرث، وبالنسبة للتوقيت فإن ID N USGGAS Amayenu ” إِضْ نُ ؤسكَاس أمَايْنًو”، او أميناوث « Amyenut »  يوافق منتصف ما يسمى في ” التقويم الفلاحي الأمازيغي” ب “leyali  ليالي ” أي الليالي الكبيرة” والتي تبدأ يوم 25 ديسمبر  الميلادي من كل سنة وتدوم 40 يوما، و  يصادف كذلك يناير انطلاق جملة من الأعمال الفلاحية والزراعية في جل المناطق الأمازيغية .

 التاريخ :

إذا تناولنا يناير بالمنظور التاريخي نجد ان هناك اتّجاهين للمؤرخين

 الاتجاه الاول :

انتصار الملك ” ششناق ” شيشونق’ على الفراعنة في معركة خاضها في فترة حكم رمسيس الثاني  و ذلك قبل 950 سنة قبل الميلاد .

قبل هذا التاريخ كان  الفراعنة ينظمون هجمات متكررة واحدة تلوى الاخرى على بلاد الأمازيغ للاستيلاء على خيراتهم و نهب ثرواتهم فقامت معركة كانت في ناحية بني سنوس بتلمسان و هذا حسب رواية بعض المؤرخين .

و الاتجاه الاخر من الباحثين يشيرون بأن  أوضاع  مصر القديمة في تلك الفترة ساعدت ششناق على الجلوس على العرش الفرعوني في مصر بطريقة سلمية لإعادة الأمن و إعادة تنظيم شؤون المملكة في فترة حكمه و التي دامت  

” في جمع شمال  مصر و بعد ذلك توجه و غزى  فلسطين .Aglid  chachenaq  لإكليد  3 قرون و كان ا

 ويقولون انه استولى على كنوز من معبد سليمان في القدس وهذا الحدث منسوخا  عندهم في الكتاب المقدس

و بداية من هذه المعركة كان ميلاد التقويم الأمازيغي. 


الاسطورة :

إحدى أشهر الأساطير في الجزائر تقول إن شهر “يناير” كان قد طلب من “شهر فورار” أو “فبراير” أن يعيره يوما لمعاقبة العجوز المتكبرة التي استهانت بقوة الطبيعة، عندما خرجت هي وأغنامها دون أن تبالي بقوة يناير وجبروته حيث أخذها الغرور بصمودها في وجه الشتاء القاسي فغضب يناير رمز الخصوبة و الزراعة .

ويرويها العامّة بالطريقة المحكية التالية: “يا عمي فورار سلفني ليلة ونهار باش نقتل العجوزة ” فكان أن استجاب عمي فورار لطلب ينيار وحلت في ذلك اليوم عاصفة شديدة اختنقت العجوز على إثرها ووقع العقاب وصارت حجرا منحوتا في قمة جبال جرجرة، وصار ذلك اليوم يستحضر كرمز للعقاب ضد الجاحدين ولكل من سولت له نفسه الاستخفاف بالطبيعة لذلك كان الامازيغ يتحضّرون يوم العجوز يوم حيطة و حذر و يتجنبون الخروج فيه للرعي و كذا الاعمال الزراعية و غيرها مخافة من قوى الطبيعة و يكرس ذلك النهار ( أي يوم العجوز للاحتفال بالأرض) يوما راسخا في الذاكرة الجماعية و هذه الاسطورة متداولة عند الشعب الامازيغي في الجزائر .

 

اﻹحتفالات :

إن طقوس الاحتفالات التي ترافق هذا اليوم باختلاف تفاصيلها تشير إلى ارتباط هذا التقليد بالطبيعة والموسم الفلاحي، حيث تشير الطقوس إلى مدى ارتباط الإنسان الامازيغي القديم بأرضه ومدى اندماجه في الطبيعة و بعد يناير تنطلق جملة من الأعمال الفلاحية و الزراعية 

والأمازيغيون الذين كانوا يعتقدون أن 12 يناير مناسبة لتجديد القوى الروحية من خلال ممارسة بعض الطقوس التي يرجى منها إبعاد شبح الجوع والتماس أسباب الخير والسعادة التي لا تكون بالنسبة للإنسان الأمازيغي إلا بوفرة المحاصيل، يرون حاليا أن بداية العام تشكل نهاية وخاتمة للمؤونة الماضية أو “العولة”وبداية التحضير للمحصول القادم. تاريخيا يعد التقويم الأمازيغي من بين أقدم التقويمات التي استعملها البشر على مر العصور، إذ استعمله الأمازيغ منذ 2962 سنة، وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، فإن التقويم الأمازيغي لا يرتبط بحادث ديني.. وإنما مرتبط بالطبيعة وتمجديها .

ويتمثل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في إعداد الوجبات التقليدية وإقامة الطقوس الاحتفالية وفق عادات وتقاليد ورثها الخلف عن السلف وتتنوع بتنوع المناطق المغاربية  و شمال افريقيا إلا أن القاسم المشترك هو غلبة الطابع الجماعي للاحتفال، بحيث تشكل مناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة فرصة يجتمع فيها أفراد الأسر لمد جسور التواصل وصلة الرحم.

 «  imensi n yennayer »* و يتم الاحتفال بالسنة الامازيغية باعداد امنسي ن يناير  “

ذلك بالقيام  بإعداد أصناف  من المأكولات و الوجبات التقليدية باختلاف المناطق و بأنواع المحصولات المنتجة بها من حبوب و خضر و غيرها…………. يتبع

 

خاصّ – إلّا –

 

 

You may also like