Home أقلام إلّا مؤتمر جنيف – 3 – والتحديات التي قَدْ تعيق انعقاده

مؤتمر جنيف – 3 – والتحديات التي قَدْ تعيق انعقاده

by رئيس التحرير

محمد الشمّاع / باحث وناشط سوري – الزبداني

هل سيحسم اجتماع “زيورخ ” في العشرين من الشهر الجاري أمر انعقاد جنيف -3 – والذي سيعقد بين وزيري الخارجية الأمريكي “كيري ” والروسي “لافروف ” سؤال مطروح وخاصة بعد العقبات التي طفت على السطع مهدّدة بعدم إمكانية انعقاده، ومفجرةً كل الجهود الدولية السابقة لإدارة الصراع في المنطقة وما سيعكسه هذا الانفجار من خطورة انفلات الصراع في المنطقة ككلّ، فغالب الظنّ سيحسم اجتماع زيورخ الجدل معلناً تثبيت انعقاد جنيف -3 – في الخامس والعشرين من الشهر الجاري وتسمية الوفد المفاوض كما سيحدد الفصائل الإرهابية، فالأهمية للطرفين الأمريكي و الروسي و إن باختلاف النِسَب في الأولوية، لكن لا يمكن اغفال أهمية انعقاده فالجانب الروسي منذ بداية إعلانه التدخل في سوريا انْجَرّ لملفاتٍ ثلاث وهي مكافحة الإرهاب بالتزامن مع ملف سياسي و إنساني طغى أخيراً في إدخال مساعدات إنسانية لمدينة دير الزور المحاصرة من داعش و عن الدور الروسي الذي تردّد مؤخراً بدفع السلطة السورية لإدخال مساعدات إلى بلدة مضايا والزباني بالتزامن مع كفريا و الفوعة في ريف إدلب، فالعمل على مكافحة الإرهاب تزامن مع برنامج حلّ سياسي أطلقه الروس مع بداية إعلانهم العمليات ضد التنظيمات الإرهابية، حسب وصفهم وذلك يضعهم أمام تحدّيات عديدة أهمها أن الملف السوري ليس أولوية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يتبنّها الأخير ولا مصلحة للروس في إطالة العمل العسكري لما له من أعباء اقتصادية روسية و تبعات المستنقع السوري و ما يخفيه.

أما الجانب الأمريكي بعدما حققته الإدارة الحالية من ملف إيران النووي و رغم أن الملف السوري ليس أولوية للإدارة الحالية لكن ما تزال تعتبر التهديد قائم مما تنتجه الأزمة السورية من مفاجأت في المجال الميداني بوقائع غير محسوبة، فترى من الضروري البدء بالحل السياسي و ذلك عبر خطوات سرّبتها وثيقة أمريكية مؤخراً، سمّاها البعض خارطة طريق للحلّ، و هي لا تختلف بمضمونها مع القرار الأممي حول سوريا /2254  / وما صدر عن “فيّنا “، لكنها أوضح بتحديد الخطوات والمدّة الزمنية دون أن يُثار خلاف، أو يتمّ التعليق عليها من جانب السلطة السورية أو روسيا.

اما على الصعيد الميداني العسكري فكلّ ما أحرزه النظام السوري بدعم الطيران الروسي على الأرض يواجه بصعوبة تثبيت هذه الانتصارات لوقت أطول من بدء مسار العملية السياسية، وبالتالي فإنّ وقف إطلاق النار وهذا يخلق تحدّي للنظام ولروسيا معها، كما لا يمكن استثناء الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجه الحكومة السورية و يضعها أمام عجز واضح من خلال تصريحات وزرائها حول الأسعار و السيطرة على حركة الاقتصاد وما عكسته أصوات الشارع المؤيد لما وصل له من حالة معيشية صعبة.

وإذا ابتعدنا عن تصريحات أطراف الصراع السوري نظام ومعارضة فهذه الأطراف لا تستطيع إلا أن تصعّد مواقفها قبيل الحديث عن انعقاد اجتماع جنيف -3 – فالأطراف الأخرى من حلفاء النظام و المعارضة لم يعلّقوا وإنّما بحالة ترقّب لم يصدر منهم أي تصريح، ولاشكّ أن المستنقع السوري قد طال الجميع و الكل يبحث عن مخرج بأقل الاضرار .

هنا تدرك القوى الدولية أبعاد فشل الانعقاد عليهم و على الحلّ في المنطقة بشكل عام , فالأولوية لهم عقد الاجتماع في موعده المقرّر دون أي تأجيل رغم عدم وضوح ما سينتج عنه بضرورة البدء بمسار العملية السياسية أهم لديهم من ما تنتجه هذه العملية و خاصة أن الخطوات الجدلية التي كانت دائما طافية على السطح قد اتّفق الأمريكيين والروس على تأجيلها لما بعد تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة وهي الانتخابات الرئاسية ليتمّ تحديد مصير الأسد.

الاتفاق على الحلّ السياسي و خطواته المبرمة حدّدتها قرارات الأمم المتحدّة و ما صدر عن فينا والوثيقة الأمريكية المسرّبة و لا أرى العقبات التي تصدر عن الأطراف المتبقّية من نظام و معارضة حتى على شكل طاولة المفاوضات، و عدد أضلاعها سوى رتوش في مسار إخراج الحل للسيناريو الذي اتّفق الأمريكيين و الروس عليه مقابل ملفّ “أوكرانيا ” وهذا قطعاً هو العنوان الرئيسي لاجتماع زيورخ .

 

خاصّ – إلّا –

You may also like