ساهموا عبر – إلّا – باختيار شخصية العام 2015

غادة فؤاد السمّان رئيس تحرير مجلّة – إلّا – الألكترونيّة

في زمننا الراهن الذي غلبتْ فيه الأنا، وتورّمت الشخصية بشكل لا يخلو من أعراضٍ مرضيّةٍ حادّة وأحياناً عصية على العلاج، ليس من السهل الخروج من المرآة الذاتيّة، ووضع الآخر نظير اهتمامنا واكتراثنا وإيثارنا إلى حدّ الإعجاب والتكريس والترشيح والاقتراح، وأعتبرُ أنّ هذه لفتة لا بدّ منها بهذا الاستطلاع يهدف إلى شيء من المساهمة في تحليل وتفكيك فيروس الشخصانية الذي فتك بعلاقاتنا جميعاً، وطال إنسانيتنا وحميمينا بضربة شبه قاضية، فالالتفات إلى الآخر مناسبة هامّة جداً، لتأكيد الثقة بالنفس، وتوثيق حيّز البياض الذي يمكن أن نمنحه للآخر كما يستحق ويجدر بنا كمتصالحين مع الذات ومع الآخر، وكمتوازنين لازلنا نحتفظ بسوية عالية تمنحنا الشعور بالنديّة حين الإعتراف بتميّز الآخر وليس الدونيّة التي تخوّل العصابيْن وحدهم التقليل والتبخيس بقيمة الآخر ليضمنوا عتبة تطاولهم التي لا تعرف الأعالي بشيء، ولأنّني لطالما عرفتُ الصدق مع الذات، فكم يسرّني أن أكون واحدة ممن أتاحت لهم القناعة هذه المشاركة باختيار خمس شخصيات مميزة، ولا شكّ أني ذات حظّ كبير عرفت فيه عن قرب وتماس إنساني عميق بعض الشخصيات المميزة أصالة وعراقة وحضوراً وفاعلية، ولم أبذل أدنى جهد لأغربلهم في رأسي فقد حضروا جميعاً دون أيّة مفاضلة، ربّما أتابع في هذا الصدد وبعدد قادم من – إلّا – في اختيار شخصية فنية، وربّما بعدها شخصية إعلامية، وكل ذلك يتوقّف على مدى جدّيتنا، في تناول الهدف، ألا وهو إعادة الاعتبار لمستوى الفرد العربي، تماما كما يحتاج النبع للتفرّد بدفقه كي لا يفقد النقاء.. من هذه الشخصيات التي بوسعها المساهمة في منح المجتمع العربي الذي يتهالك تباعاً بعض الرونق لاسترداد المعنى في تصدير صورة مغايرة عما وصل إليه الحال المزري للمشهد العربي، وجوه لا تزال مشرقة نعتز بها، وبحضورها، وبقدرتها على تعزيز ترميم إن لم نقل بناء الكيان العربي المتردّي وهم التالية أسماؤهم بنبذة موجزة من وجهة نظر منحازة بكل اعتزاز وودّ.. على أمل أن نستعيد الثقة فيما بيننا جميعاً، قراء ومثقفين وبناة مجد وفخر ومقامات عالية..

فواغي القاسمي

فواغي القاسمي / شاعرة وكاتبة مسرح وناشطة في التحليل السياسي وحقوق الإنسان وكاتبة في مختلف القضايا الإجماعية والإنسانية في العديد من الصحف والمجلات والأنترنيت، تملك أدواتها ولغتها وأسلوبها بمنتهى الرهافة والإبداع، متمكّنة من نصّها بمهارة عالية، لا تسمح التدخّل بنصّها ولو بحرف واحد، فهي على ثقة عالية بثقافتها ومعرفتها وملُكاتها وإمكانيتها، عرفتها عن قرب، وعرفتُ البعض من أبعاد خبرتها في حقل الكتابة التي يصعب الإلمام بجميع أبعاده العميقة والثرّة، متواضعة محبّة وادعة طابعها الإنساني الطيب النبيل يغلب جميع سلوكياتها التي لا تفسح للبروتوكول الدبلوماسي كامرأة ذات جذوز وزوجة ذات حسب أن يأسرها، بل تحافظ على تلقائيتها بمنتهى الصدق مع الذات ومع الآخر.

هند القاسمي

هند القاسمي / امرأة لم تَحُدّْ من طموحاتها الألقاب والأنساب بل ثابرت واجتهدت للحصول على مرتبة علمية مشرّفة، خوّلتها لدخول معترك العمل والإنتاج، فترأست نادي الإمارات لسيدات الأعمال وبرعت في تقديم المرأة بأبهى صورة وأخرجتها من إطار الصورة المذهّب وأدخلتها معترك الإنتاجية العالية لتكون صنو النجاح مع الرجل لإعلاء اسم الإمارات وازدهارها، فنالت شرف ثقة المرأة، ونالت احترام الرجل، وفازت بالكثير من شهادات الدكتوراة الفخرية، وحصلت على مناصب فخرية عربية ودولية، وحملت لقب سفيرة للعديد من المفوضيات الدولية وعلى الرغم من كل الازدحام الإعلامي الذي تزخر بها يومياتها، كان أميز ميزاتها على الإطلاق تواضعها الملموس جداً، وبساطتها بتعاطي جميع التفاصيل وتقديم نواياها النبيلة على اختلاف النوايا التي تواجهها من مختلف الشرائح الإجتماعية والبيئية التي لا تستثني بلقاءاتها أبسط الناس وتتعامل معهم بمنتهى العذوبة والطيبة والإنسانية، لأنها تؤمن بالنفس البشرية وبأحقية كل إنسان من التقدير والاحترام، فنالت رضى الجميع ومحبتهم وأصبحت شخصية محورية لجميع المناسبات المحلية والعربية والدولية.

فوزية السالم شويش

فوزية الشويش السالم / قاصّة وروائية كويتية، وكاتبة في عدة منابر كويتية، لمقالات أسبوعية، تهتم بشؤون التربية والتوعية والتطوير الإنساني والإجتماعي، مثقّفة صادقة مع ذاتها ومع حرفها ومع مجتمعها، تبذل جهودا جبّارة لتبديد الجهل والتخلّف من المجتمع العربي بأدنى صوت وأقل جلبة، تكره الاستعراض والخطابية والنبرة المصطنعة، تتفانى لترقية المجتمع وتسليط الضوء على الإيجابيات المهملة من أخلاق ومثل وقيم ومبادىء أصبحت في المجتمع بخبر كان، وهي لا تألو جهداً لإعادة الاعتبار لكل ماهو جدّي ومجدٍ لخدمة الإنسان والثقافة.

جمال هرمس غبريل

جمال هرمس غبريل / رئيسة المجلس النسائي اللبناني ومستشارة للمجلس النسائي الدولي لقضايا حقوق الإنسان، ومديرة سابقة لمكتب مجلة “التايمز ” الأميركية في الشرق الأوسط، ورئيسة فخرية لأكثر من 20 جمعية لبنانية تجيد عدّة لغات وصاحبة مواقف سياسية واجتماعية وإنسانية مشرّفة، تتمتّع بشخصية قيادية ومحورية مؤثّرة في جميع الأوساط التي تستقبلها في مختلف المناسبات والمجالات، مثقفة، ومتحدّثة، وسياسية، وصاحبة حضور مميز.

طلال أبو غزالة

طلال أبو غزالة / الحديث عن طلال أبو غزالة يمتد عبر دائرة مفتوحة يصعب إغلاقها، وسبق لي الكتابة عن هذه الشخصية المميزة دولياً قبل أن يعترف بتميّزها عربياً، وكي لا أقع في مطبّ الاسترسال أو التكرار لما كتبته عنه سابقاً، سأكتفي بالقول أن طلال أبو غزالة يكفيه فخراً، أنه أخرج الشخصية الفلسطينية من قمقم الإحتلال والتقهقر والذل والتخلف، وأوصلها إلى المراتب المتقدمة العليا وحاز على مناصب دولية يصعب تحقيقها لدى أكثر الشخصيات الغربية تفوّقاً، حاز على ثقة الجميع عبر القارات الخمس، وتألّق في جميع المحافل الدولية محاضراً ومكرّماً ومكرّساً على المستوى الدولي.