Home أقلام إلّا الفنان التشكيلي – إياد زيني – الوجه هو اختزال لعوالم متعددة

الفنان التشكيلي – إياد زيني – الوجه هو اختزال لعوالم متعددة

by رئيس التحرير
  • إياد زيني يعانق النغم

    لا يملك مفاتيح الكلام، فقد أسلم زمامها لمقامات أخرى، وآثر عليها مقام الصمت، ليترجمه عزفاً تارة ولوناً أخرى، اقتحم فضاء اللوحة، وأسس مملكته في بياض قماشتها، وفصّل كوناً مقتضب الألوان، ضبابي الرؤية، بعيد المدى، مفتوح الأفق، عالي الأثر، هكذا ترتحل معه داخل لوحته، وتسرح معه خلف ريشته الهائمة فوق سلّم الموسيقى تتصيد لحنا طائشا من هنا، وصيناً من هناك.. التقته – إلّا – وكان معه هذه الدائرة المغلقة على شيء من الكلام وقليل من الحلم.

    أجرى الحوار / مسؤول مجلة – إلا – في دمشق علي نفنوف

    كربلاء جريحه وألوانك منتصرة … كيف تجاوزت كل الجراح العراقيه … وصنعت هذا الاسم الكبير ؟

     كربلاء , هي الارث العريق بمعطيات مكوناتها المتنوعة , ففيها مرح طفولتي بين القباب الذهبية وجمال صور الشناشيل العالقة في مخيلتي , وبساتين غناء بأشجار النخيل والخضرة التي تحيط بمدينتي . كلها صور متنغمة لامست طفولتي والهمتني الاحساس بالجمال مبكرا , وحتى جراحاتها هي مصدر لألهام الشجن بعذوبته واخيرا اكون قد امتلكت ادواتي لاعبر عن كل هذا…

    صهيل الحلم

  • انت خطاط ورسام.. الخط هو التزام بالقواعد اما الرسم فهو جنوح وجنون في الخطوط والالوان كيف وفقت بينهما؟

     عشقت الرسم منذ الطفولة متغنيا بجمال الطبيعة التي تحيط ببيتنا القديم وهو بمحاذاة بستان غناء والجدول الرائع الذي يرويها المسمى ب جدول (الحسينية) كل ذلك ترسخ في ذهني فمارست الرسم منذ الطفولة وقد انتبه لذلك إخواني وأخواتي ومعلمو مادة الرسم – اما الخط فجاء لاحقا اذ بدأتُ ارسم الحرف وكان ولايزال الخط هو مصدر معيشتي اذ رسخته في ممارستي مدعوما بالقواعد بعد حين , لكن عشقي للرسم هو الاول.

    البيئة العراقية

     انت فطري الموهبه… هل كافٍ هذا الأمر، أم من المفروض أن نتوجّه للدراسة؟
     أنا لم أتخرّج من اكاديمية فنون وكان تخصصي شيء آخر لأسباب خارجة عن ارادتي . انا بدأت بالفطرة لكني توجتها بالدراسة الاكاديمية لاحقا – انا كان بالرسم او الموسيقى وقد تميزت من بين الخريجين اقراني . وطبعا كان ذلك بأجتهاداتي الخاصة
    قلت في أحد حواراتك أن حياتك ومستقبلك قد تصدّع بسبب الحرب العراقية ما أثر هذه الحرب على ألوانك.. وموسيقاك؟
    قبل بدء الحرب بأيام كنت قد جئت من مدريد بعد حصولي على قبول في اكاديمية الفنون الجميلة هناك، ومنع السفر تأهبا للظرف الراهن المستحدث – فتحولت من طائر الاحلام الى جندي مكلف بعد 4 سنوات وقضيت 7سنين في الجيش , وجنون الحرب وإحباطاتها – اليس هذا كافيا ؟

    الواقع العربي

    البورتريه. هو فن التحدّي.. وأنت مولع به .. ماذا تريد أن تقول من خلال وجوهك؟.

    نعم هو كذلك فأنا مغرم اصلا بلغة العيون – الوجه هو اختزال لعوالم متعددة وهنا تأتي صعوبة ايصال التعبير في البورتريه وخاصة بالألوان المائية – انا ادخل في عمق الشخصية بجدية واتعامل بطريقة الصراع من مكونات الوجه حتى أبلغ ما أريد ايصاله .

    تؤسس للرسم المائي كمذهب جريء .. ماذا عن هذه التجربة ؟.

     بدأت وبجدية بالرسم المائي بعدما كانت لوحاتي معظمها زيتية – فوجدته عالم مختلف تماما بطريقة الاداء فيه معطيات قد لاتخطر ببال من ينظر اليه بشكل سطحي , قيمة هائلة من التعبير بشفافية واقتضاب – وكما اني توجهت ايضا لهذا العالم لقلة من يرتادوه من الرسامين ومعظمهم قليلي الصبر او يتهربون من تعقيدات ادائه.

    ملامح تائهة

     حروف الموسيقى سبعه وألوانك سبعه وحروف اللغة العربيه 28 في كيمياء إبداعك .. مسارات مختلفة أي حروف هي التي تعشق؟
    قد تتفاجأ لو قلت انها حروف الموسيقى في الاقرب لوجداني لحساسيتها العظيمة ورقي , فهي تجريد يغني الروح وقانون صارم رغم كل سعة عالمه . الموسيقى هي الأقرب الي لكني اعاني من محيطي المغلق كثيرا , فلدي الكثير مما يمكن ان اقدمه لكن!

    ماهي لوحتك التي تخاطب بها دمشق وبغداد وبيروت ؟.

    الأنسانية ثم الأنسانية فالمعتقدات والطوائف والسياسيين ممن اتكؤا عليها مصيرهم الزوال لنا المستقبل وبه ننعم بلغة الحضارة والمدنية والرقي من بعد.

    حفيف المدن في البال

     

    ختاما… كيف يمكن أن تعرّف القاريء بنفسك وعلى طريقة إياد زيني ؟
     أنا انسان بسيط , لدي اهتمامات فنية متعددة , أنشد في مختلف أدواتي إيصال الاحساس بالجمال والحب الشامل – شكرا لكم لهذه الفسحة الجميلة.

    نبذة موجزة عن الفنان إياد زيني

    مواليد 1960 خريج ادارة واقتصاد عام 1984

    آخر معرض شخصي العام الماضي 2014 بعنوان مائيات المكان برعاية نقابة فناني كربلاء

    يشغل منصب رئيس شعبة الموسيقى في نقابة فناني كربلاء
    شارك بأعمال موسيقية ضمن نشاطات المحافظة ونقابة الفنانين
    خاص – إلّا –

You may also like