Home لـوثـة إلّاأدب “على سُبل فراشاتي التائهة ترتعد صلواتي”

“على سُبل فراشاتي التائهة ترتعد صلواتي”

by رئيس التحرير
222jlj

فرج بصلو / شاعر ومترجم سوري – ليتوانيا

*

البداية تكوين

الآخرة عودة إلى ما قبل التكوين

وكل ما بينهما سعي

إلى البداية

وإلى التكوين

*

لا بأس قلت لها

لابأس سأذكر عوضاً عنك

فالذاكرة غريزة الشعراء

والمغني الذي تغاضيناه

أطلق آخر آه

وأطفأ متمهلاً نغم الجيتار.

ذات الجينز, ذات الوجه

ذات النفس, ذات الذاكرة

ذات الحافلة, ذات التحفز

ذات الإرباك, وذات العرش المهجور

فقط الفصول تتبادل فيما بينها

وفي عداد الأغاني المتتالية

تنغّم شدو أغنية أخرى. إبّانها

أخطأ المغني حالي… لأني

كنت موجوعا بشدة لمغادرتها

*

بقدوم الصباح على ندى المآقي

أرى تحياتها

مدوّنة في مشارف أغنية

أنصت للنغم, للشدو والمغزى

مرات, وأحلم لأكثر من ثانية

بكل ما مرّ مني بمنامها.

*

قولوا لليمامة أنّ فؤادي طار ليتبع جناحيها

ولا أهتم بالرعود والعواصف

طالما وجهتي

إليها.  

*

سمعته –

يرنّ بإسمي

فؤادها

فَطِرتُ من حبال الغسيل

إلى حبال الهديل.

*

إني أنظر الكون عميقاً لأرى الزمان ينهمر

وعلى سُبل فراشاتي التائهة ترتعد صلواتي

وتشع حد الحريق أشواقي

إني أنظر الكون عميقاً لأرى الزمان ينهمر

هاهي نافذة بلا دار

مرمية على النواحي

مهشمة الشراع

وفي زجاجها المكسور

تتراقص لألىء السماء

وعلى حواف الصحراء

نكهة العنب في العنقود الآتي

وزغاريد البلابل بين الروابي والدوالي

وحلمات الندى تقطر كأنها نهودا

إني أنظر الكون عميقاً لأرى الزمان ينهمر

إمرأة لوط –

الهاربة من ملح الظلال

إلى أجراس الضياع

وأحضان الرعيان

ومهاميزهم

إني أنظر الكون عميقاً لأرى الزمان ينهمر  

فالبداية تكوين

الآخرة عودة إلى ما قبل التكوين

وكل ما بينهما سعي

إلى البداية

وإلى التكوين.

 

خاصّ – إلّا –

You may also like