Home إلّا غبريال عبد النور يغنّي “الشام ” ولكأنّه…..

غبريال عبد النور يغنّي “الشام ” ولكأنّه…..

by رئيس التحرير
غابي9

غابرييل عبد النور عبر أروقة التراث والأصالة في كنيسة “باب توما ” بمدينة دمشق

Displaying IMG_9512.JPGغبريال عبد النور اسم حفر مكانته اللائقة في قمم الضوء، فهو المرهف إلى حدّ الإبداع، إذ لا يغني بل يغرّد كعصفور سماويّ من عالم يصدح بالحب والعفوية والفطرة وعشق الأوطان والفضاءات السامية، يعيش في عالم الميتافيزيك باحثاً عن النور ما بين الأرض والسماء يرفض أن يتأقلم مع الواقع الذي يكرّس عصر الانحطاط على جميع الأصعدة، في مقدمها المنتوج الفني السائد الملوّث بالشهرة الرخيصة، والمروّج بالمادة المشبوهة، عيّنته “الأمم المتّحدة ” رسول سلام فغنّى من أجل السلام مؤمناً طامحاً ساعياً وكفوء،تحالف مع قدسية ما وهبه الله من جمالِ صوتٍ متعهّداً أن يصون فيه تلك الجمالية الراقية، وهاهو اليوم يغني للشام الجريحة، ولشعبٍ جريح، ويرفع صوته عالياً، ويضع نفسه وكل ما يملكه من قدراتٍ صوتيّة مميّزة في أغنية “لكأني الشام” وقدّ خصّنا بمقابلةٍ حصريّةٍ غنيّة في طرحها ونبيلة في أهدافها، لم يتميز في الغناء الأوبرالي فقط بل ذهب إلى عالم الإعلام أيضاً، ليثور على الصحافة الصفراء، ويجعل من الإعلام رسالة حبّ لا مهنة وحسب، وذلك من خلال برنامجيْه الثقافيّين الترفيهيين، ليصل إلى قلب المشاهد دون كللٍ أو ملل..

غبريال عبد النور أهلا بك في صفحات مجلة – إلّا –

-أجرى الحوار مسؤولة العلاقات العامّة في مجلّة -إلّا – الألكترونية / رولا الحلو

الانسان المتألم هو جزء من صوتي وفكري وأحاسيسي.

غابي 12

غابرييل عبد النور وجولة داخل الجامع الأموي الكبير

غبريال عبد النور لماذا لكأنّك الشام؟

لكأني_الشام… من كلمات الشاعرة الراقية سهام الشعشاع وألحاني وإخراجي، أغنية صورتها في الشام القديمة من كنيسة حنانيا مرورا بحارات باب توما وباب شرقي وقصر العظم والجامع الHموي… وأحببت أن أهديها إلى بلد جار، متوشّحا بالالم والدم والدمار.

لكأني الشام وبغداد وبيروت وجبيل وحلب والقاهرة والرباط وغيرها من الاماكن

العابقة بمجد التاريخ… لكأني من رحم الحضارات وموطن الأنبياء والحرف والأبجدية… لكأني ملاحم الشعر ومعلقّاته.. لكأني كنيسة حنانيا والجامع الأموي ومعلولا وصيدنايا وبردى وجبل قاسيون وأوغاريت… لكأني الدجلة والفرات.. لكأني المجد لم يغِبِ في شعر سعيد عقل والنغم الرحباني وصوت فيروز…  لكأني دموع الياسمين في زمن الدم والخراب والأسى والموت.. لكأني الرحمة والسلام والمحبة والأخوّة والحوار مع الآخر الذي غنّيته منذ أول ألبوم لي بعنوان “غبريال عبد النور يغني جبران خليل جبران”. 

ألم تكن مخاطرة تصوير فيديو كليب “لكأني الشام” في دمشق في ظل هذه الظروف الأمنية المتردّية؟

أجل… وقد سبق وخاطرت عند بداية الأزمة وغنّيت في “حلب” ومن بعدها في “طرطوس” والعام المنصرم في “معرّة صيدنايا” حيث أضأتُ شعلة السلام مع غبطة البطريرك مار إغناطيوس افرام الثاني، بالإضافة إلى أمسية في “الشام” وأخرى في “مشتى الحلو”. أعمالي الغنائية حملت رسالة سلام منذ البداية، ولا أستطيع إلّا أن أعبّر ضمن مجالي عن الألم والهجمة التكفيرية الإرهابية التي تطال المنطقة. لقد أسأتُ ربّما إلى مشاعر أهلي واصدقائي بتواجدي في أماكن خطرة، لكنّ رسالتي أكبر مني، والإنسان المتألّم هو جزء من صوتي وفكري وأحاسيسي.

غابي 11

غابرييل وجولة في حارات دمشق القديمة

 ألا تظن أنه سيكون ثمّة عتب أن تغنّي الشام قبل لبنان؟

أول أغنية لي حملت عنوان “لكم لبنانكم ولي لبناني” من ألبومي الأول “جبران خليل جبران”، ألحان إيلي شويري، والذي صدر عام 2005 وقد سبق وغنيتها في العام 2003 لأول مرة. أما في العام 2006 فقد سمح لي الكبير سعيد عقل بغناء قصيدته “ها أنا لبنان” وقد حمل ألبومي الثاني إسم “قمر بيروت” كتحية لعاصمتي الغالية. لبنان وطني وكياني وعشقي الأكبر وقد رفضت العروض الخارجية في إطار الغناء الأوبرالي وقرّرت البقاء في وطني لأنه الأحق في صوتي وطاقاتي وفكري وفني.

همّ المنطقة هو واحد وما يحصل في سوريا، سبق وحصل في لبنان والعراق… رسالة “ما بدنا الحروب تمحي شمس الأوطان” أهديتها لكل شعب متألّم.. وكنتُ على يقين مند البداية أنّ الأرض كلّها وطني وجميع البشر مواطنيّ. فلا حدود تفرّق بين الإنسان إلى أي طائفة أو مذهب أو بلد انتمى.

 سمعنا عن تحضيرك لإسطوانة جديدة تغنّي فيها غناءً صوفيّاً، حدثّنا عن مشروعك المُنْتَظَر؟

كان حلمي منذ بداية مشواري الفني أن أرقى إلى هذا الغناء السامي والتصاعدي والآن أصبحتُ على نضوج كافٍ لكيّ أقدّم هذا العمل وهو ألبومي الخامس. أتعبني هذا العمل لأنني تعرّيت وجدانيا وتعمّقت في الحالة الصوفية على الصعيد الشخصي لكي أصل إلى حالة تصاعديّة وإلى جزء بسيط من مصاف المتصوفين، كما دخلت إلى تجربة غنائية شرقية بتعدّد مقاماتها. العمل سجّل بالكامل مع فرقة “مساءات” بعزف حي وسيبصر النور قريباً بإذن الله وهو من كلمات الحلاج، أبو مدين التلمساني، باسمة بطولي، وسهام الشعشاع.

غابي 7

غبريال التينور الذي يصدح كالعصفور الطائر هل تعيش واقع الغناء “الهشّك بشّك” وماذا يميّزك على الساحة الفنية اليوم؟

لا أنتمي إلى ما يخصّ الغناء التجاري بصلة.. أستمع إلى أصواتٍ لا تفارقني منتمية إلى زمن الغناء الأصيل، وافتخر بأنني متميّز في الغناء، لأنّني أول من يُدعى للغناء في الاماكن الرسمية، والأمسيات ذات البعد الثقافي.

ذهبتَ منذ عامٍ تقريباً إلى عالم الإعلام في “فضائيّة مريم” خبّرنا عن تجربتك في برنامج “أجندا من بيروت” و”قناطر الليل”؟

تجربتي الأولى كانت بطلب من السيدة – ماري بدين أبو سمح – حيث اقترحتْ عليّ تقديم برنامج موسيقيّ على قناة المرأة العربية، وقد نجح البرنامج الذي استمرّ لأكثرَ من سنتين دون توَقّف. وقد عُرضَت عليَّ الفكرة نفسُها من السيدة – سنا رياشي مديرة فضائية مريم – وقد أعددتُ وقدّمتُ برنامج «قناطر الليل» أوّلاً وهو برنامج موسيقي يسَلّط الضوء على موسيقيّين وفنّانين، لديهم بَصمة وتاريخ موسيقي، تلاه برنامج «أجندا من بيروت» بالتعاون مع موقع “قمر بيروت” الالكتروني، أستضيفُ فيه وجوهاً مِن المجتمع في إطار إصدارات الكتب أو الأسطوانات الموسيقية أو قدّمَت معارض تشكيلية، بالإضافة إلى «ماغازين الأسبوع».

وقد أضافَ البرنامجان الكثيرَ بالنسبة إليّ، كتسليط الضوء بطريقة علميّة على فنّانين كبار، وخِبرة مميزة في استضافة ناس من مختلف شرائح المجتمع والاختصاصات والقدرة على محاورتهم لوقت طويل دون الاستعانة بأسئلة مكتوبة.

ما رأيك في مصير الإقفال في عالم الإعلام والصحافة اليوم؟

مؤسف ومؤلم ومخيف… لا أعرف إذا كان مجتمعنا يعي هذه الكارثة، ناهيك عن البرامج التلفزيونية الأكثر من سخيفة وغياب الحسّ النقدي العلمي في معظم المجالات كالغناء والمسرح والفن التشكيلي.

غابي والشاعرة اللبنانية الكبيرة باسمه بطولي

غابي والشاعرة اللبنانية الكبيرة باسمه بطولي

 نشعر برابط روحي عميق يجمع بينك وبين الشاعرة والفنانة التشكيلية باسمة بطولي وقد سبق وغنّيتَ مؤخراً من كلماتها “إميّ الثانية”؟

“إمي الثانية” أغنية مهداة الى الجدّة أو “التيتا” وقد أطلقتها بمناسبة عيد الأم وأهديتها إلى الجدّة بشكل عام وجدّتي “ليلى” بشكل خاص من كلمات الكبيرة باسمة بطولي وألحاني.

مع باسمة بلغت الوجد وأسرار النجوم والورود، وعالم الدهشة والضوء والألوان، واختبرتها بروحي وقلبي وفكري حيث ألقتْ في ترابي بذوراً من الحبّ، والشعر، والفكر حتى الموت… فأموت ولا أموت…

نقية أكثر من النقاوة… طيّبة… محبّة… منتمية للعطاء… متّشحة بالعذوبة… أعذبُ من ألفَ ناي وناي… باسمة بطولي اعتنقتُ شِعرها ديناً لغربتي، كمثل اعتناق الشمس قُدس اللهيب… إنها توأم روحي على كل الأصعدة.. لها في قلبي كل المحبّة وكل التقدير.

غابي 15

ألا تفكر في الغناء الطربي من أجل نيل مردود مادّي أفضل في ظلّ هذا العصر، كما يُقال في العامية “اوقف مع الواقف “؟

لا أظن أنّ الطرب هو لغة العصر الفنية، بل الأغاني السطحية على كل الأصعدة من حيث الكلمة، واللحن، والأداء رغم احترامي لبعض التجارب الفنية الراقية. منذ بدايتي حرصتُ على تقديم مستوى فني راق ولم تعنِ لي الشهرة الزائفة شيئاً. أعمل وأطمح إلى إضافة شيء ما للمكتبة الموسيقية رغم الظروف الصعبة التي نعيشها في المنطقة.

كلمة أخيرة؟

أحيّي شاعرة “لكأني الشام” الصديقة الغالية السيدة سهام الشعشاع شيّا لثقتها وايمانها بمسيرتي الفنية، كما أشكر مجلتكم الكريمة – إلّا – وأقول في كلمتي الأخيرة: لنفكّر في ما يجمعنا إنسانياً في وطننا العربي… من حقنا أن نتحّد تجاه المخططات الجهنمية التي تتربص بنا وبثروات منطقتنا.

 

خاصّ – إلّا –

“لكأنّي الشام ” بالصوت والصورة نرجو طيب المتابعة

https://www.youtube.com/watch?v=PczLbwLPdcc

You may also like