(( فقهاؤنا وشعراؤنا والغناء ))

نهاد كامل محمود كاتب ومفكر / العراق – بغداد

بعضا من فقهائنا السنة والشيعة يحرمون الغناء في الدين الاسلامي رغم ان هكذا تحريم لم يرد في القران الكريم ولا في احاديث الرسول (ص) .. انما ورد عكس ذلك حيث قال سبحانه :-

(( ورتل القران ترتيلا )) اية 4 / المزمل

وبديهيا ان بعض من يدين بالولاء للفقهاء السنة والشيعة دون الرجوع الى كلام الله العزيز والذين اسميهم انا (( عبيد الفقهاء )) حتما يحذون حذو الفقهاء في تحريم الغناء الذي لم يرد له تحريم في القران الكريم ولا في احاديث الرسول (ص) انما ورد عكس ذلك طبقا لمفهوم الاية اعلاه .

والشاعرة المحترمة (ريوف الشمري) التي كتبت قصيدة تهجو فيها المغني هي واحدة من اتباع الفقهاء ولذلك قد هجت المغني بقصيدة طويلة وقد اخترت لكم منها ثلاثة ابيات فقط هي :-

قف للمغني وفه التصفيرا…..كاد المغني ان يكون سفيرا

مزمار ابليس الغناء وانه…..في القلب ينسج للخراب ستورا

تبا وتبا للغناء واهله …..قد افسدوا في المسلمين كثيرا

اجزم ان شاعرتنا الكريمة لا حق لها في كل قصيدتها التي هجت فيها المغني واهل الغناء ووصفت الغناء بانه مزمار ابليس ولعنت اهل الغناء واعتبرتهم قد افسدوا في المسلمين لان الحقيقة عكس ذلك .

ان الشعر يعتمد بناؤه على اوزان لحنية وايقاعات ضبطية شانه في ذلك شان كل انواع الغناء .. وعليه فتكون الشاعرة او الشاعر هم من اهل الغناء ايضا التي هجتهم شاعرتنا ريوف الشمري.

ان شعرك هذا ياشاعرتنا الكريمة هو نوع من الغناء يسمى شعرا ووزنه اللحني او سلمه اللحني كما تعلمين يسمى (( البحر الطويل )) .. وتفصيله الايقاعي شانه شان الغناء هو كما تعلمين ايضا يسمى (( متفاعلن متفاعلن متفاعلن )) .

دعونا نستعرض الان بعضا من انواع الغناء وهي كثيرة جدا .. فمنها كما بينا الشعر الذي ما هو الا غناء ولكنه يسمى شعرا .

والاناشيد الحماسية .. ايضا ما هي الا غناء ولكنها تسمى اناشيد .

الاذان للصلاة .. هو كذلك نوع من الغناء الديني ولكن يسمى اذانا .. وكل متخصص بالموسيقى يعرف المؤذن عند سماعه له من اي سلم لحني يؤدي اذانه وهي نفس السلالم لكل انواع الغناء .. فقد يكون الاذان من سلم الحجاز او من سلم البيات او من اي سلم غيرهما وجميع هذه السلالم هي المعتمدة في كل انواع الغناء الديني والحماسي والراقص وغيرها .

الترتيل .. هو نوع من الغناء الديني عند قراءة القران الكريم وقد اطلق عليه سبحانه وتعالى ترتيلا واطلق عليه الفقهاء الكرام تجويدا ولكنه يخضع ايضا لسلالم بقية انواع الغناء .

الترانيم الكنسية .. هي نوع من الغناء المسيحي الديني اطلق عليه الترانيم وهي تخضع ايضا لنفس سلالم بقية انواع الغناء .

الهدهدة للوليد او الرضيع .. عند انامته هي نوع من الغناء ايضا .

النحيب .. هو نوع من الغناء الحزين ويخضع ايضا لضوابط لحنية مثل ضوابط الشعر والاذان وترتيل القران الكريم والغناء .

ياسيدتي الكريمة الشاعرة ريوف الشمري المحترمة .. لقد تجنيتي في هجائك للمغني على نفسك كشاعرة .. وتجنيتي على المؤذن .. وتجنيتي على مؤدي النشيد الوطني وكذلك على المترنمين في الكنائس .. قد يكون سبب تجنيك هذا هو لجهلك ان الله سبحانه وتعالى قد قال في سورة المزمل الاية 4 (( ورتل القران ترتيلا )) .

ياسيدتي الشاعرة وياسادتي الفقهاء وجميعكم اعزاء كرام ومحترمين وان اختلفت انا معكم بالراي .. اود ان اضيف لكم انه ليس الغناء فقط لم يحرمه الله سبحانه وتعالى .. انما هو ايضا لم يحرم الموسيقى التي نحن المسلمون اكثر من يستعمل الغناء والموسيقى في شعائرنا الدينية .. فالترتيل .. والاذان .. والمواليد النبوية كلها انواع من الغناء .. ويضاف لغناء المواليد النبوية الذي يسمى (( قراءة المواليد )) .. نعم يضاف لها الموسيقى .. فالرقوق والدفوف هي الات موسيقية تصاحب المواليد النبوية وتصاحب بعض الاذكار الدينية .. فاين واقع الحال الذي نمارسه نحن المسلمون منذ اربعة عشر قرنا من احكام بعض الفقهاء المتفيقهين الذين يحرمون ما احل الله .

يافقهاءنا الاعزاء لا تحرموا ما احل الله حيث ان سبحانه وتعالى لم يخول حتى الرسول الكريم بالتحريم حيث عاتبه في القران الكريم بقوله التالي :-

(( ياايها النبي لمَ تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم )) سورة التحريم /1

اننا نحترم الشعراء والفقهاء وغيرهم ونحترم اراءهم ولكننا غير ملزمين باعتناقها وتنفيذها ما لم تطابق كلام الله في القران الكريم .. فجميع الشعراء والادباء والفقهاء بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة .

تحياتي ومحبتي واحترامي لكل من يقرأ كتابي هذا رافضا او مؤيدا .

خاصّ – إلّا –