×

بعض الحكَم الكونفوشية  (كونغ فو تسِه)

بعض الحكَم الكونفوشية  (كونغ فو تسِه)

2-235x300 بعض الحكَم الكونفوشية  (كونغ فو تسِه)
فرج بصلو شاعر ومترجم سوري -ليتوانيا

 

توطئة

النظرية الفلسفية, التعليمية لكونغ فو تْسِه (كونفوشيوس) عمرها أكثر من ألفي عام. لكنها تبدو لكل جيل وكأنها دونت من أجله. عاش كونفوشيوس في الصين في القرن الخامس قبل الميلاد. وحتى بداية القرن العاشر كانت “الكونفوشية” مذهب الدولة في الصين.

فهذه النظرية تبرز الفروض الأخلاقية (الضميرية) بين الفرد وصاحبه, بين الإنسان, والديه وأطفاله, بين المرء والدولة, بين القائد والرعايا. الحرص على عقائد العائلة, الأخلاق, إحترام الأخر, تربية الجيل القاصر, الصحابة, العقيدة والتماسك الذاتي. هم أسس هذه النظرية التي صمدت في كل الأزمنة. وقد لا تجد في التاريخ البشري من يتساوى وكونفوشيوس بعمق التفكير, نقد المجتمع والحدّة السياسية. وأساس عظمته ببساطةِ الشرح وسلاسة المعاني المفهومة لدى كل شخص.

إن الحِكَم الكونفوشية أثرت على الثقافة الإنسانية, أكثر من حِكَم كل امرء عاش في زمن آخر. لأن إنشغالها بالحاجات الإنسانية هو الأكثر بساطة, بنفس الرصانة والإهتمام كما بقيادة الدولة, وبذلك تكمن عظمته.  

    

قال الحكيم:

حامي ذاته يستمعني

فكن وفياً لكل وعودك

أحبَّ التعليم وسر في السراط المستقيم

لا تزور دولة تتحكّمها أيدي المختلسين

ولا تسكن الدولة التي لا شرع فيها ولا قضاء

 

*

إن الإنسان العظيم بداية يفي

وبعد ذلك فقط يأمر

ولا ينحاز لأي طرف

 

*

إنتبهوا لاحترام الشباب, فمنهم

تخرج أحكام الجيل القادم

أما المرء إن بلغ الأربعين عاماً

ولم يصنع له إسماً

لا حاجة للحذر من إحترامه

*

أبداً لن أدَّرس تلميذاً لا يبغي التعلم !

 

*

ثمة بشر نتعلم معهم برغبة منا

لكننا لا نريد السير معهم في الطريق

ثمة بشر, مستعدون للسير معهم في الطريق

ولسنا مستعدين الوقوف معهم

ثمة بشر يمكننا الوقوف معهم

وليس لنا حديث مشترك معهم

 

*

إن من لا يعرف الحياة لا يدرك ما هو الموت!

 

*

القائد النبيل إن إضطر التخلي عن واحد

من ثلاثة: القوت, السلاح, وثقة الشعب

يتخلى أولاً عن السلاح

ثم عن القوت

أما عن ثقة الشعب, لا يتخلى أبداً

ففي النهاية كل إنسان يموت

أما فبدون ثقة بالقائد

لا يستطيع الشعب الصمود     

 

*

صفة الصراحة التي بوركنا بها

تنتهي بالوقاحة

 

*

البطولة غير المحدودة آخرتها التمرد

 

*

أنا لا أملك كل الأجوبة

أما إذا أكرمني بشر بسؤال

عن إستشارة وطلب مساعدة

أفكر ملياً. ثم أجتهد لأجد له

الجواب

 

*

على المرء النبيل والثري التوجه

لإستشارة الضعيف والأفقر منه

إذ عليه التظاهر وكأنما ثروته قليلة

والأساس ألاّ يذل الأخرين

 

*

على الإنسان المحترم الحرص على ثلاثة

أن يشهد منظره على الإستقامة والدقة

أن يتكلم بهدوء ودون غلاظة

وأن تظهر مساواة ثغره وقلبه

 

*

إن كان الشعب مكتفياً بحصته

فالملك أيضاً لا ينقصه شيئا

وإن كان الشعب يبات على النقص

لن يتمكن الملك الملذة أكلاً وشرباً

 

*

بدل التأسف على عدم الإعتراف بمعاليك

أحسن لك الخشية من عدم إعترافك

بمعالي الآخرين

 

*

على الذي يريد تعلم الموسيقى

بداية تعلم الأغاني, وثم

تزويد علمه بالعادات والتقاليد

وأخيراً, يتعلم الموسيقى أيضاً  

 

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

You May Have Missed