Home لـوثـة إلّاإبـداع لمزيدٍ مِنَ البياضِ أكتبْ

لمزيدٍ مِنَ البياضِ أكتبْ

by رئيس التحرير
غادا فؤاد السمان

غادا فؤاد السمان


الوقت بحجم حيرتي ،
وحيرتي ليست تفاحة جالسة على طاولة
شوقي أبي شقرا،
بل هي باتّساع رقعة الدلالات التي بسطها
/ غابرييل ماركيز / في رائعته
لا أحد يكاتب الكولونيل
متوازية مع فجائع مائة عام من العزلة،
لها من السلطة على مزاجيتي
ما للأنظمة العربية على المواطن الذي يُشبهني، أعزل ..
أعزل تماما، إلا من كوابيس ذات اليمين ،
وهواجس ذات اليسار ،
وحرية الحركة المزعومة التي يسّطرها
أصحاب القرار.

بدون مقدمات أفترض أني كاتبة من طراز مرغوب
وإن كره المترقّبون،
على مضددٍ ألتفتُ عشرين سنة خلت..
ما من صحيفة عربية
إلا وتعمّدت في محابرها
مرّة على هيئة قدّاس رفيع المقام ،
تُشاع فيه إرهاصاتي الإبداعية الواعدة
والمتوعّدةبإحكام ودقّة ،
وأخرى على شاكلة جُنّاز،
يُجازُ بعده طمر رفاتي الأدبيّة
في أقرب مدفن للمؤوّليين الحصريين،
والمقاولين المُحاصِرين للفسحات الثقافيّة.

الثالثه والنصف بعد منتصف العتمه،
وحيرتي قارصة كما هذا الفراغ،
كما تلك الذاكره..
كما ذاك السكون الذي أجزم فيه
أنني كاتبه من طراز نادر،
ومع ذلك أفتقد لرقعة بيضاء ألطخها ببوحي،
كما يفعل كل القتلة الذين يجهزون
على أبطالهم وشخوصهم وخيالاتهم
وخيول أحلامهم الجامحة في مضارب الدهشة والتعبير.
الحائط يصلح للصراخ،
ورغم ذلك لا أسمع سوى صدى ارتطام جمجمتي،


أتشبّثُ بورقة التقويم
أخشى السقوط معها في دوّامة التعاقب،
أحاول أن أغلق دائرة الكلام ،
ويح المحاولة.. ها أنا السجينة.

 

** شاعرة وكاتبة دمشقية / لبنان

You may also like