عصام الغازي يتذكّر/جمــال عبــد النـــــاصـر لم يفقــد ثوريّتــه – الحلقة الرابعة
حين التقيت “علي صبري ” أقوى رجال “عبد الناصر ” الذين تركهم في سدّة الحكم، والذي أقاله “أنور السادات ” ثم حكم عليه بالإعدام، وأخرجه “حسني مبارك ” من السجن بعفوٍ صحي، كان أول سؤال وجهته إليه وأنا في بيته بشارع نهرو في مصر الجديدة، هو:
هل انكسر الثائر في شخصية عبد الناصر في أيامه الأخيرة لصالح رجل الدولة؟
فأجابني رئيس وزراء مصر الأمين العام للاتحاد الاشتراكي العربي وقت حكم عبد الناصر: بالقطع جمال عبد الناصر لم تخمد فيه الثورة حتى آخر لحظة من حياته، وإذا كانت الظروف قد أدت إلى هزيمة 67 وما تلاها من مجهودات لإعادة بناء القوات المسلحة التي استحوذت على الجزء الأكبر من وقته، فلم يكن هذا ليخمد أي فكرة للثورة في ذهنه، وحتى آخر يوم كان هو الثائر عبد الناصر.
استطرد علي صبري قائلاً: “وفي تقديري أنّ عبد الناصر لو كان قد عاش لحقّق هدف تحرير الأمة العربية ولكان قد اندفع نحو هدف التنمية في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وعلميا. وحرب 67 كانت ذروة التآمر ضد تقدم مصر اقتصاديا واجتماعيا وعلميا. كان الغرض إضعاف مصر إقتصاديا قبل كل شيء وإفشال التجربة المصرية التي تقوم على الاعتماد على النفس في كل مستلزمات الحياة للفرد ثم الانطلاق إلى مجتمع أكثر رفاهية.
وسألت الذراع الأيمن لعبد الناصر في الحكم: حين انقلب أنور السادات على مباديء عبد الناصر( ومشى على طريق عبد الناصر بالأستيكة كما قال رجل الشارع البسيط) كنت مسؤولا عن التنظيم الشعبي الذي هو تحالف قوى الشعب العاملة، وكان بأيديكم القوات المسلحة والشرطة والمخابرات والحرس الجمهوري، كيف استطاع هذا الرجل وحده أن (يهشّكم) بعصاه وينقلب عليكم؟ وكيف لم تتحرك القواعد الشعبية والحزب الطليعي ومنظمة الشباب الاشتراكي للدفاع عن الثورة؟
نظر لي الرجل بهدوء وبعينين نفّاذتين وقال لي:
“ردّاً على سؤالك عن أسباب عدم تحرك القواعد الشعبية أقول إنه في هذه الظروف حيث كان مفترضا بدء معركة (تحرير الأرض) خلال أيام، وفي مواجهة أساليب السادات الملتوية لتأجيل المعركة قدمت استقالتي من عضوية اللجنة التنفيذية العليا للاتّحاد الاشتراكي، وطلبتُ عقد اللجنة المركزية لقبول استقالتي، حيث أنها الجهة التي انتخبتني، فلم يعقد اللجنة المركزية وأصدر قرارا بإقالتي من منصب نائب رئيس الجمهورية، وبعد عدّة أيام أقال –شعراوي جمعة- وزير الداخلية وآخرين، ثم حدثت استقالات جماعية وبدا للجميع أنه بدأ عملية تصفية لنا.
القواعد الشعبية هنا لم تكن على بينة من هذه الأمور بشكل واضح، فالخلاف بيننا لم يكن شخصيا، ولم يكن خلافا على السلطة، فنحن كنا السلطة.
يواصل علي صبري – رحمه الله – شرح وقائع ما جرى بعد رحيل عبد الناصر في 15 مايو 71 : كان الخلاف على تحديد سلطات رئيس الجمهورية في عمل اتحاد مع دول عربية دون مناقشة من المؤسسات الدستورية، وفي تأجيل معركة تحرير الأرض التي اتفقنا جميعا على موعد بدئها بما في ذلك القادة العسكريين الذين شاركوا بعد ذلك في حرب أكتوبر 1973.
يستطرد منفعلا: جمال عبد الناصر لم يكن يفعل ذلك وهو زعيم، وقطعا كان أكفأ من أي واحد منا، عمره ما كان يتخذ قرار إلا بعد المناقشة والجدل وكان يؤجل صدور القرارات عندما يجد معارضة شديدة من زملائه، هذه الصورة لم تكن معروفة لدى القواعد، وهنا حدث نوع من البلبلة استفاد منها أنور السادات، بأن عَمِلَ انقلاباً عسكرياً، وهو لم يهشّنا بعصا جميز، إنما استخدم الحرس الجمهوري في القبض علينا جميعا، وعلى قيادات الشباب وقيادات الاتحاد الاشتراكي القادرة على الحركة وزج بهم في السجن، وصارت أجهزة الإعلام كلها معه، وأعطى صورة بأنه كانت هناك مؤامرة وصراع على السلطة لمنعه من تأدية واجباته كرئيس جمهورية.
الشعور العام لدى الناس من مرارة الاحتلال الإسرائيلي كان يمنع أي إنسان من الثورة ضد النظام على أمل أن تبدأ المعركة العسكرية، وظل يؤجل في المعركة على أمل أن يحلّ الأمريكان المشكلة حتى جاءت سنة 1973 ووجد نفسه إما أن يسقط أو يحارب، وأنا لو كنت أريد صراعا على السلطة مع أنور السادات لفعلته بعد وفاة جمال عبد الناصر مباشرة، وهو لم يكن يستطيع أن ينتصر في هذا الصراع، لم تكن هناك جماهير مقتنعة بأنور السادات، وأنا لم أفكر بتاتا في حسم الصراع مع السادات بتحريك القوات المسلحة، ونحن لم نفكر بتاتا في استخدام القوات المسلحة إلا في تحرير الأرض، وكنت أعتبر استخدام القوات المسلحة لغرض شخصي نوعا من الخيانة.
أردت في ذكرى جمال عبد الناصر أن أفتح ملفا تم إغلاقه عمدا رغم خطورته القصوى، التي قادت الأمن القومي العربي إلى الكارثة الراهنة. فالقضاء على إنجازات جمال عبد الناصر وتسليم مفاتيح مصر لأعدائه من الأمريكان، هو الذي أعطي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة فرصة التخطيط الهاديء لتصفية الحسابات مع كل من يذكرهم بشبح جمال عبد الناصر، فكانت “الفوضى الخلاقة” و”الربيع العربي” ،
وكان سقوط القلاع الثورية العربية في العراق وليبيا..
وتدمير “نصف عبد الناصر الآخر” في سوريا، بأسلوب الجيل الرابع من الحروب، وكانت مصر هي الجائزة الكبرى التي يستهدفونها ربما لاقتلاع عبد الناصر من ضريحه والانتقام منه ميتا بعد 45 عام من وفاته، ورؤية شعبه قطعانا من اللاجئين المطاردين عبر أمواج البحار والمحيطات، والمطرودين من حدود الدول التي تآمرت عليهم.
وكان وصول الإخوان إلى الحكم في مصر هو ذروة المد الانتقامي من ثورة عبد الناصر التي دهست جماهيرها تحت سنابك الفقر والبطالة والمرض وتغييب العقل، عبر أكثر من 30 سنة من التجريف للاقتصاد والقيم والقوى الناعمة، حيث بيع القطاع العام وألغيت المكاسب العمالية والفلاحية وتدهور التعليم وانمحى البحث العلمي والإبداع الأدبي والفكري ، وتحولت مصر إلى غرزة لتعاطي المخدرات، واسطبل للمشردين من أطفال الشوارع والبلطجية، ولولا وعد الله لها بالحماية من كل سوء لكانت قد سقطت بين أنياب الإرهاب الأسود والفساد.
لولا قائدها الشجاع عبد الفتاح السيسي وثورة 30 يونيو الخالدة “الإبنة البكر لثورة 23 يوليو 52 “،لولا جيش مصر الصامد المغوار الذي تجسد في كل ضابط وجندي فيه طيف عبد الناصر وروحه الطاهرة التي تفتدي مصر والأمة العربية كلها، لاندثرت حضارة الفراعنة تحت معاول ” داعش ” البربرية ، ولأصبح شعب مصر أشباحا بلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل.
خاصّ – إلّا –
play youtube
xnxx
xhamster
xvideos
porn
hentai
porn
xxx
sex việt
henti
free brazzer
youpor
brazzer
xvideos
play youtube
play youtube
Brazzer
xhamster
xvideos
xvideos
porn
porn
xnxx
xxx
sex việt
Phim sex
mp3 download
Nike Compression Sleeve
American porn
Download Mp3
henti
Holiday Lyrics Madonna
play youtube,
play youtube,
xvideos,
Brazzer,
xnxx,
xhamster,
xvideos,
xvideos,
porn,
sex việt,
mp3 download,
Find Mac Address Of Mac,
porn,
Aruba Tripadvisor,
phim xxx,
Mp3 Download,
Share this content:
تعليق واحد