سياسيو لبنان بمُتحف -ماري جوزيه رزق الله – الافتراضيّ

عرضت الفنانة اللبنانيّة ماري- جوزيه رزق الله على صفحتها للتواصل الاجتماعيّ مجموعة صور للزعماء السياسيين الحاليين منفّذة بطريقة تركيبيّة (فوتو- مونتاج) مُرتكزة على لوحات لكبار الفنانين العالميين من عصور مضت، ولا سيّما مرحلة عصر النهضة وما تلاه من مدارس وتيارات وأساليب فنيّة. حمل ألبوم الفنانة عنوان: “مُتحف الفن وتاريخ لبنان”، مُرفقاً بالنصّ التالي:

 “بيروت 2019. في قلب حيّ مارمخايل، المحطة القديمة الخاصّة بالسكك الحديدية لبيروت لم تعد أرض بور واسعة متروكة ذات هياكل عظميّة من عربات ذَوَتْ منذ ما يفوق المئة عام، لكنه مكان تحوّل إلى مُتحف للفنون والتاريخ اللبنانيّ يسكن في قاطرة هائلة حيث كلّ عربة تأوي عقداً من السنين أو نصف قرن من التاريخ تسرده مجموعة من اللوحات الفنيّة.

إنّ حلم تأسيس متحف للفنون والتاريخ في لبنان قد رأى النور أخيراً: وهكذا، فإنّ الجمهور اللبنانيّ والأجنبيّ يستطيع التعرّف على تاريخ البلد عن طريق الفن، طالما أنّ رجال السياسة في بلدنا قبل ثورة النفايات، لم يتفقوا على كتاب تاريخ مدرسيّ موحّد. لأسباب تعود إلى الظروف الحاضرة التي أغرقت البلاد في أزمة النفايات، سنقوم بالصعود في السيارة المكرّسة للعقود 1990- 2015، المخصّصة للطبقة السياسية، المسؤولة عن الفساد، بشكل مباشر وغير مباشر، منذ ما يزيد على الربع قرن، بل منذ عقود خلت.

هذه العربة تدلّ على نفايات التاريخ- وقائع حالية، تشير إلى أنّ الذي أدّى إلى الثورة في بلاد الأرز هي الروائح النتنة.

هذه العربة زّيّنت بلوحات مُنفذة بتقنية فن التصوير الزيتي، تُظهر وجوه المسؤولين الذين لم يعودوا يُمثلون شيئاً عام 2019، بل للتاريخ فقط.

قبل اكتشاف هويّة هؤلاء الأشخاص نودّ الإشارة إلى أنّ هذا الشيء ليس مقالة صحفيّة، بل هو أمنية صغيرة ممزوجة بشيء من الخفة، قنينة ماء صغيرة مرميّة في البحر مع ابتسامة.

قليل من السخرية السوداء والأحلام لا تضرّ في هذه الظروف…”.

  تبنّت الفنانة ماري- جوزيه موقفها السياسي على خلفيّة فنيّة مبنيّة على الافتراض. ولا يسعنا، كفنانين تشكيليّين، أو كمشاهدين غير معنيين بالفن، سوى التعاطي مع هذا الطرح المفهوميّ على أساس التجربة. فكل ما هو جديد فريد، وكل تحديث في سياق العمل التشكيليّ هو بمثابة تسجيل للأحداث، وانعكاس للواقع، وتأريخ للزمن. ومع كل لعبة قائمة بين الدال والمدلول تكثر الأسئلة والاحتمالات.

لا يمكننا في هذا الصدد الإجابة عن تساؤلات النجاح أو الفشل في إيصال المُراد والمُبتغى، وحده العمل، ينطق بمفردات نفسه، ووحدها التجربة تُلغي أو تحقق أهدافها.

خاصّ – إلّا –