×

نيكوتين – 3

نيكوتين – 3

image1-300x300 نيكوتين - 3
ذكرى الحربي كاتبة سعودية

2007\7\11 الساعة 8 صباحاً    (رسالة لهــا )

أعيــديني إليـكِ فـورَ استيقـاظِك ..أخشـى أن أفقـــدَ التحــامي بقريحتِك لدقـائق ..

 مـع قهـوتِك وفـروسيـّةِ حنجــــرتــك ,

أتمنـّى دومـاً أن أكـــــــــــــون ..

خذيني لقهـوتِك واتـــركي حثــالتَهــا لامتنــــاني …

الساعة 9.40 مســــاءً

ماريا: قـــرأْتُ رسالتَكَ على مهــلٍ وأنا أتأهّبُ لهذا الصبـاحِ المهزومِ بزحمةِ متطلّباته,

إفترسْتُها بصفـــاقةٍ و اختزلْتُها لتكونَ عوني في مواجهةِ الصباح .

 

مجد : أيّتها الـــوارفةُ في دمي , تعرفين متى تظهرين، كــأنّك تتصوّرين حالاتي

المزاجيّةَ لتبتلعي حصَّتـَكِ المؤجّلةَ في ذمـــّةِ روحي . تخيّلي أني طيلةَ اليوم

أحـادثُ صوتَكِ المورقَ في تلافيفِ روحي ، أُخمِدُه عبثاً وأستفزُّه بإصرار ..

أنت بمجملِك تأتين , قاطعةً تلك الأميالَ الفارعةَ بجدارة , تستبيحين زجّـي في كسراتِك .

 

ماريا : وأنتَ تعرفُ كيف تشوّشُ هذا الصفـاءَ باستحضاري، كمن يُصـرُّ على أن يُصـــرّ، فتُربكُنــي بإيجازٍ شديد، وتعمّمُ حالةً من التـوتّر المشروطِ  في كياني “المتوأمِ ” معك ..

لهذا توخّيتُ الحـذرَ فـورَ سماعي أغنيتَكَ المفضّلة , كأنها تُـقنّن حالتي لتبثَّ ورطتي على مسامعهم :” الرفاق حائرون يتساءلون .. حبيبتي من تكون ” ؟

قطعتُ هذا الإحراجَ بإحراجٍ أكبـــر، شعرتُ أنّ ملامحي تأهّبَتْ لتعلن حصارَك في حدقــةِ الــوقتِ الذي كان يتسحّبُ بمكـــرٍ مهيب.

 

مجد :  لماذا تحتسين القهوةَ في هذا الـــوقتِ الغارقِِِ في الليل؟

ماريا : يا إلهـــي ! كيف عرفت؟!

مجد : أقسـمُ أني أستشمُّها مع بـريقِ كلماتِك فسألتُكِ لا عن ثقــــةٍ فحسب , بل عن يقين ..

 

ماريا : ما هـذا التـوغّـلُ المُفـرطُ  بالشفافية ؟ ما هذا الاجتياحُ العاثر؟

تلجمُني كعادتِك حتى يُخيّل لي أنّ روحَكَ لا تفـارقُ حيّزي قيدَ نبض ..

 

مجد : هل تـؤمنين بهذا الاتصالِ الروحيّ بيننا ؟

ماريا :  لدرجـةِ الوجوم !.

مجد : إذاً, توخّي الحـذرَ أثناءَ مكاشفتِنا الحوارية، لأني أستنـدَ لشفافيتِها.

 

ماريا : الحــذر؟! هذا الذي يوقـظُُ الرنينَ المتواصلَ عالي السرعة، وعالي البديهيّة ,

ينــدسُّ بخبثٍ كما المرض المستعصي، يؤجّـلُ الإنهمارَ المنبعثَ من خرافتِك

ليقضي على الإفصـاحِ، ويُفصـحَ عن التأجيل.

 

مجد : تابعي .. فأنا بالكادِ أتلاحقُ وحرفيّتك هذه، أشعـرُ بأني أتعاطى اللغةَ من جميعِ منافذِها  , لأجمعَ ما يمكنُ جمعُه من” فلاشاتٍ” أحاديةٍ تُخـــدّرُني بـوعيٍٍ منقطعِ الإغماء , وتُفنـــّدُني بعشوائيةٍ في مساحاتٍ من الاتّساع .  تحدّثي أيّتها الكثيفةُُ القابضةُ على مكامنِ خوائي .

 

ماريا : يا إلهي  ما أروعَ مــوازنتـَكَ لهذه الأبجدية، تبرقُ كما يبرقُ الجنيهُ الذهبُ في حدقــةِ البخيل , وهي تتبختـــرُ بإلمامٍ شديدٍ على ثنايا الحـرف , لتشهـرَ خنجرَها في ذائقتي ..

تمارسُ الصحـوَ بمنتهى الإغماء , وتحرصُ على تجـويدِ مهارتِك بقرارٍ مُسبقِ الممارسة !!

مجد : دعيني ألتقـــطُ أنفاسي وما تناثـرَ من اضطّرابِها فأنــا مُكتـــظّ الآن، لا يسعني

سوى أن أفصحَ عن هذه الغرغرينا المحمومةِ في حرفي .

ماريا : ههههه .. إذن دعْنـــا نتــركْ لانبهارِك مساحةً من القــرار ..

تُصبـح على إشــراقٍ مستعصي الذبول .

مجد : تصبحين على جوقـةٍ من البــريق ..

 

يتبع……….

خاصّ – إلّا –

**مقاطع ستنفرد مجلّة – إلا – الألكترونيّة بنشرها  تباعاً من كتاب /تسجيل خروج “عنوان سابق “/

تحت اسم جديد “نيكوتين ” للكاتبة السعودية “ذكرى الحربي”، والذي كان من المقرّر إصداره عن “دار الغاوون ” بيروت، إلا أنّ الدار لم تلتزم الاتفاق مع الكاتبة علماً بأنها قد سدّدت كامل المُستحقات المادية بالكامل، وعفّت عن اللجوء إلى القضاء لملاحقة الدار وصاحبها مكتفية بالاستياء والصمت.

*جميع الآراء الواردة هنا تعبّر عن موقف كاتبتها ولا تمثّل موقف مجلّة – إلّا – نهائيّا..اقتضى التنويه.

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com