أنا لا أغنّي أهزوجةً للفرح، بل أضعُ إيقاعاً للموت

   حسن يوسف الجوني شاعر لبناني

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

فَنَاْرُكَ تُزْيدُ اشْتِعَاْلِيْ مَرَ ةً بَعْدَ مَرَةْ…!؟

وَالْوَيْلُ إِنْ قَتَلُوْنِيْ، فَبِالْمَوْتِ شَرَفِيْ يَحْيا .

………

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

سَأبْقَىْ عَصِيَةً حُرَهْ…!؟

وَمَهْمَاْ أرَاَقوْا دَمِيْ قَطْرَةً بَعْدَ قَطْرَهْ…!؟

…….

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

فَأوْلاَديْ كَثُرَتْ،

وسَتَمْلأُ الأرْضَ عددا وَظُلْمُكَ لَنْ يُنْهِيْنِيْ..

سَيَزيْدُ قُوَتِيْ قَسْوَه

…….

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

أنَا لَسْتُ عَبْدَاً لَكَ،

وَلمْ أرْضَ..

فَحُرْيَتِيْ حَيَاْتِيْ وَكَرَاْمَتِيْ،

عِزَتِيْ أغْلَىْ

…….

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

فَجُنُوْدَكَ لا تُخِيْفُنيْ وإِنْ فَاْقَتْنِيْ بِاْلعَشْرَه،

وَجُنُوْنِكَ لا يُمْحِيْنِيْ،

بَلْ يُزِيْدَنِيْ ثَأرَ وَثَأرَا

تَأكَدْ أنْنِيْ لَا أرْحَمْ،

وَسَأقْلِبْ مَنْ مَعَك لتَنْدَمْ،

وَأجْعَلُكَ لِمَنْ لا يَعْتَبِرُ عِبْرَه

…….

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

كُلْمَا أبَدْتَنِيْ،

جَعَلْتُ رَحِيْلَكَ رَعداً.. وبَرقا،

وَجَعَلْتُ رَبِيْعُكَ خَرِيْفَاً وَشِتَاءُكَ صَيفَا

…….

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

بُرْكَاْنِيْ يُزَلْزِلُ الْأرْضَ،

بلَهِيْبِ النار والسخطا،

فأنا لا أتْبَعُ أحَداً و لولاي لم تكن أحدا،

أخِيْ الفَقِيْرُ وَأبِيْ الْمُحْتَاجُ وَأمّي تَرْفِضُ الْقَهْرَا

…….

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

وَطَنِيْ كَنْزٌ لا يَفْنَىْ،

وَمَاْلِيْ وَذَهَبِيْ وَنَفْطِيْ،

ثَرْوَةُ شَعْبٍ لَمْ يَنْسَ،

وَللن أبِعُ حُرْيَتِيْ بِمَالَكَ الَذِيْ مَاْلِيْ،

فَلا تَشْتَرِيْنِيْ وفي نواياك رشوة،

ثَمَنُ الْحُرْيَةِ دَمٌ يُرَاْقُ،

وَسِلاْحِيْ شَعْبٌ يَحْمِيْنِيْ،

وَسِرُ الشَهَاْدَةِ إِيْمَانِي بِرَبِيَ الأَعلى،

لَنْ أسَاوِمَ عَلَىْ أهْلِي،

على أرْضِيْ،

على وَطَنِيْ وَعِزَتِيْ فَخِريْ الباقي،

لَنْ أتْرُكَهَا لِحَاْكِمٍ أضْعَفَهُ الْمَرَضُ فَتَنْتَقِلُ الْعَدْوَىْ.

-اقْتُلْنِيْ أنَا الثَوْرَةْ…!؟

لَيْسَ لِيْ زَعِيْمٌ، أوْ مَلِكٌ،

لَيْسَ لِيْ وَقْتٌ أوْ زَمَنٌ،

هُوَ حَقِـيْ هُوَ وَطَنِـيْ،

هُوَ دِيِنِــيْ ومعتقدي،

هُوَ ظُلْمِي هُوَ قَهْري،

هُوَ جُوْعِـي هُوَ فُقْـرِي،

هُوَ قَتْلِـي هُوَ صَمْتِي هُوَ صَوْتِـي ومنتقدي،

هو يَدْفَعُني لِلْثَوْرَه

…….

إقْتُلْنِيْ إقْتُلْنِي أنَا الثَوْرَةْ…!؟

فَبِكَ أَحْيَا ألفَ مَرَةٍ ومن بعدها مَرّهْ.

خاصّ – إلّا –