Home أقلام إلّامسـاهمـات بلال العربي:” مررتُ بفترة خمس سنوات لم يعرض عليّ الظهور للشاشة”

بلال العربي:” مررتُ بفترة خمس سنوات لم يعرض عليّ الظهور للشاشة”

by رئيس التحرير

 

 

بلال العربي:” مررتُ بفترة خمس سنوات لم يعرض عليّ الظهور للشاشة”

 

يجمع بين الثقافتين اللبنانية والجزائرية ويدير دفّة حبّه إلى وطنه الأم الجزائر، ووطنه الأب لبنان الذي يجد فيه كلّ الحب والصداقة والجو الملائم للابداع، خاض عالم الإعلام بمجهوده الشخصي فاختبر العمل في مجال الاعداد والمونتاج وبقي فترة طويلة وراء الكواليس، إلا أنه غامر وثابر ليدخل قلوب الناس عبر الشاشة، حيث حفظ وجهه الجمهور العربي عبر الفضائية اللبنانية للإرسال ودخل قلوب الكثيرين.

بلال العربي “الجزائري” أهلا بك في حوار حصري في مجلة “إلا”..

حوار- رلى الحلو / بيروت

 

 

 

 

 

*بلال العربي ما رأيك بالمشهد العام للوطن العربي في هذه الايام؟

 

هذا الوطن لا أعرف إذا كنا نستطيع تسميته وطن، لأنه أصبح كل واحد يعتبره ملكاً له، لدرجة تُشعِرك أنك غريبة في وطنك أنت، لكن نبقى متفائلين بالنهضة الحاصلة عسى أن تكون من أجل الخير خاصة نحن نعمل في مجال الابداع والترفيه  يجب عالقليلة أن نركّز ولو خمسين في المائة كي ننتج بطريقة أفضل رغم أنه من الصعب جدّاً، لكن مع ذلك علينا المحاولة علّنا نرى الأوطان العربية زهرية اللون وجميلة كي نكّمل مسيرتنا بفرح.

 

*حدّثنا عن خبرتك في الإعلام وما رأيك فيه على الصعيد العربي الراهن؟

 

الشغل صراحة ليس سهلا وأرى أن الوقت مرّ عليّ بسرعة هائلة، أنا بنيت نفسي بنفسي، لأني إنسان مكافح كنت أحلم دوما أن أكون في التلفزيون والاذاعة، وبدأت العمل في التلفزيون الجزائري، وانتلقت بعد ذلك إلى لندن في قناة ال إم بي سي، وكانت الفضائية الأولى، ولم يكن هناك زحمة الفضائيات المتزاحمة حالياً، ومن بعدها انتقلت إلى مجموعة قنوات روتانا في دبي، إلى أن عُرِضَ عليّ أن ألتحق بال إل بي سي الفضائية، واشتغلت فترة في الانتاج والصحافة المكتوبة وعملت في الإعلانات، وإعداد البرامج، ورئاسة التحرير، ومدير برامج، ومدير انتاج، وتستطعين القول أن كل ما نعمل من أجله في حياتنا نظن أننا مجبرين فيه لكن نكتشف لاحقا أننا استفدنا خبرة تعادل أو تفوق أهم الشهادات، هكذا كان الحال إلى أن مررت بفترة خمس سنوات لم  يقدم لي أحد فرصة الظهور على الشاشة، واستغليت الوقت في الكتابة والاعداد والإخراج وشبكة برامج المحطات ، تقدرين القول أن خبرتي في الكفاح ليس سهلا، وعندما ظهرت في لندن في التسعينات كنا ننتظر أن نسمع اللهجة العربية في الشارع والحمد لله استطعت أن أقاوم وأعيش وأتعايش مع كل العالم من كل الجنسيات والخلفيات واللوبيهات الإعلامية وحروب الشاشات وحساسية الضوء والغرور الذي يفتك بمعظم الوجوه الإعلامية التي لا تملك قضيّة في حياتها سوى حبّ الظهور، وللأسف أصبحت الشاشات العربية تكرّس لصناعة نجوم إعلامية وإن من فراغ، أكثر مما تركز على قضية من القضايا العربية بجدية وجدارة تفيد الوطن أو أبناء الوطن.

 

 

*كشاب جزائري ما رأيك بخبرتك في الإعلام الجزائري، ولمَ لم تكمل الطريق فيه حيث انتقلت إلى الإعلام العربي، واللبناني تحديداً؟

أحلامي كانت دائما أكبر مني، وأمي رحمها الله، كانت تحتفظ لي بدفتر رسم فيه خريطة العالم، وعلمتني أن أضع على هذه الخاريطة، أسهم بالقلم الأحمر، تشير إلى خارج الحدود الجزائرية، بنيّة أنني أريد أن أزور هنا وهنا وهناك، أول سنة عملت فيها في التلفزيون الجزائري كنت أعرف أنني لن أبقى فيه، وعملت بجهد كي أخطو خطوة إلى الخارج، كان مجرد طموح وحلم اأرجعت الناس السبب فيه، إلى الإرهاب والسياسة في الجزائر، لكن أبدا أنا ركضت وراء حلمي، أنا لا أحب أن أشعر بسقف فوقي محدّد، ولا أخفيك التلفزيونات المحلية “الجزائرية ” محدود حجم الإبداع فيها، لهذا أحببت أن انطلق إلى الخارج والحمدالله نجحت.

 

*ماذا عن خبرتك في العمل في لبنان؟

 

لبنان هو البلد الذي جعلني أظهر على الشاشة، فهو ميلادي الجدّي، إذ جعلني في الوقت نفسه أشعر أنني في سنة أولى في الإعلام، من خلال احتكاكي بالإعلاميين اللبنانيين  ومن خلال آراء الناس، وانتقاد البعض لهذا أعتقد أنني أُحييت من جديد في لبنان والإعلام اللبناني.

 

*نسمع أحيانا أنّك إعلاميّ جزائريّ في لبنان، هل شعرت بمن حولك يحاربوك كونك موجود بقناة فضائية محليّة لبنانية؟

 

واجهت انتقادات كثيرة في ذلك لكنها لم توجّه لي مباشرة في وجهي، أسمع بتوصيفي بالجزائري، أولا صاحب المحطة سعودي، ومديرها هو مديري السابق في ال إم بي سي وهم أرادوها “محطة عربية ” أكثر منها لبنانية محلية خالصة، ليست محطة محلية لاتّجاه عربي، ولا شكّ أنّ الانتقادات حفّزتني أن أعمل أكثر وأنجح أكثر، واعتادوا علي ولم يشعروا بعدها أني غريب بينهم.

 

*الاعلام رسالة وليس مجردَ مهنة، الآن نشهد العكس تماما ما تعليقك؟

بدون شكّ أن الاثنين إذا اجتمعتا مع بعضهما البعض، وتوازنا في طريقة العمل، يكون ذلك مثالي، لأنه بالنهاية الإعلامي ينتظر راتبه في آخر الشهر كأيّ موظف في قطاع آخر، فالإعلام يستطيع أن يكون رسالة، وذلك حسب شخصية الإعلامي ومبادئه وتميّزه، هناك من يريدون فقط الظهور على الشاشة، دون أي هدف ولا ينظرون إلى أين هم ذاهبون، ولا حتى إلى طبيعة البرنامج، وهناك من يهتم لوضع بصمته المميزة في كل ظهور على الشاشة وكل كلمة يقولها من صميم وجدانه.

 

 

برنامج ب “بيروت “، يعرض منذ أربع سنوات، أعمل فيه بنجاح كبير، من خلال إطلالات أشخاص نجحوا وقدّموا وتميّزوا، في مجالاتهم، دون أن أستضيف نانسي أو إليسا أو غيرهم…

ويقيني أنّي أستطيع النجاح دون المشاهير التي يصعد على أكتافها عادة الكثير من الإعلاميين، لاعتقادهم أنهم بالمشاهير يضمنون المتابعة من قِبَل الجمهور وهذا هو التحدي، أنا بالنسبة لي أفضّل ألف مرة أن أستضيف كاتب أو باحث قدّم لي على صعيد ثقافي الكثير مثلاَ أو خريج الجامعة الذي أخرج فيلماً مدته ثلاثة دقائق كفيلة بأن تجد من يتحدث عنه في الخارج أهم عندي من نجم معروف يظهر معي على الشاشة ويعيد جميع الأفكار التي حفظها عنه المُشاهد غيباً…وهذه هي رسالتي، وخاصّة أننا في زمن إعلام المال أي الصحافة الصفرا، وزمن مَنْ ينافس مَنْ، ولقد سئمنا من النجوم التي تحمل نفس الشخصيات، ونعرف عنها تماما متى يأكلون ومتى ينامون ومتى يستيقظون.

 

*من مثلك الأعلى من الإعلاميين؟

 

هناك كثر من الإعلاميين مثلا ريكاردو كرم، أحب رقيّه وحضوره مضموناً وحواراً، نتعلّم منه الكثير، وأنا أنتمي لمدرسة العفوية والبساطة وأكره التصنّع والأقنعة والتنميق، أحيانا ينتهي الحوار ويسألني الضيف إذا كان لا يزال على الهواء، هكذا هو الحال فأنا لا أتحسس الضوء برهبة الكاميرا، كما أنني أكره الكليشهات الجاهزة، في الأول كان صعب بعض الشيء لأنّ لهجتي كانت خليط من الجزائري واللبناني والفرنسي والانكليزي لكن الناس اعتادت علي كما أنا.

*برأيك هل تنافس المرأة الرجل إعلاميا وهل تأخذ مكانه؟

 

حسب المحطات وحسب البرامج، أستطيع القول بصراحة: نعم، لأنّها كأنثى مطلوبة أكثر، ويقولون: أنها تبيع إعلانات أكثر، والمشاهد للأسف غالباً ما ينتظر فتاة جميلة على الشاشة، وأنا أيضاً أحب أن أشاهد فتاة جميلة على الشاشة، لكن أحب أن أرى قبل جمالها حضورها، شخصيتها، وثقافتها أكثر، وعليها أن تضيف شيئا مميّزاً، وللكن للأسف يصعب أن نجد هذه التركيبة على الشاشة اليوم، وكثيرات منهنّ من تصل بطرقهنّ الخاصة وكلّنا يعلم تماماً كيف.

 

11778073_10155850847775615_611869149_n

 

*هل لديك عروض لبرامج، هل لديك أفكار جديدة، وهل تطمح لبرنامج خاص بك شخصيّاً؟

 

في السنة الفائتة، كان لي برنامج جديد اسمه “نجمة العرب”، مع الممثلة “نبيلة عبيد ” وهو يُقدّم مواهب في عالم التمثيل، بحثنا عن مواهب في العالم العربي، وصوّرنا الموسم الأول منه، وكان مخصّصاً للبنات فقط، وهذا البرنامج نجح لمن شاهده لكن لم يكن له دعايات كما يجب، وكانت ميزانيته محدودة، وبذلك انظلم البرنامج ولم ينل حظه الكامل، وأملي، وطموحي في الموسم الثاني القادم، إنشاء الله أن يعطى حقّه، ليصل أكثر للناس لأني أحب أن أرى الطموح والبريق والشغف، في عيون المتبارين، بكلّ ما فيهم من حب للوصول والشهرة والنجومية، وليتعلموا أنّ الشهرة لا تأتي من فراغ، لقد جُلنا العالم العربي بمعظمه واكتشفنا فنانين كثر، وبتقديري أنّ هذا البرنامج فكرة جديدة هائلة، وسأكمل العمل عليها.

 

 

 

You may also like