Home سياسة إلّا القضية الكردية واقعها وتأثيرات الدول وسياساتها عليها..

القضية الكردية واقعها وتأثيرات الدول وسياساتها عليها..

by رئيس التحرير

تحقيق وتقديم / *سردار زنكنه

 

1960858_631902796863752_990542724_o

سردار زنكنه

    

 

    القضية الكوردية وإن برزت بشكل واسع بعد أحداث 1991 في العراق، الا أنها برزت بشكل أوسع بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وكان للكورد دور بارز في إعادة تأسيس هيكلة الدولة العراقية بشكل ملموس. وفي غضون ذلك دخلت المسألة الكوردية المحافل الدولية من أوسع أبوابها كون الكرد يشكلّون أكبر أمّة (حوالي 40 مليون) من دون دولة. فالكرد في العراق بات لهم حكومة اقليمية ضمن نظام فيدرالي عراقي وجيش وبرلمان منذ عام 1991 والحديث بين حين وآخر عن تأسيس الدولة الكردية مطلب شرعية من الوجهة الكردية. مجلة ( إلّا ) أرتأت أن تحاور بعض النخب المثقفة حول المسألة الكردية والأوضاع التي تحياها حالياَ في ظل المستجدات الأمنية في العراق وسوريا وهل ساهمت التدخلات التركية، والخليجية، في تأزيم الوضع الكردي الذي كان مستقراَ نسبياَ أم أنها تساهم في تعزيز دولته المستقلة ووطنه المنشود؟

11802069_888766771177352_436049240_n

ا.م.د. حبيب كركوكي جامعة صلاح الدين

    يمر اقليم كوردستان اليوم بمرحلة مصيرية جديدة نظرا للمتغيرات الاقليمية التي يمر بها الشرق الاوسط فالثورة المستمرة في سوريا والتحديات التي يواجهها العراق نتيجة احتلال داعش لبعض محافظاته ووصول ايران الى اتفاق مع الدول الكبرى بخصوص منشاتها النووية والمرونة التي تبديها تركيا على الصعيد الداخلي ومحاولة حكومة اردوغان لطرح دستور جديد يضمن حقوق الاقليات، كل هذه المستجدات ساهمت في طرح مشروع الدولة الكوردية بعد مرور ٩٩ عام على اجهاضها في اتفاقية سايكس بيكو، لكن التحديات التي يواجهها الكورد تأتي من سوريا وتركيا وايران، فهذه الدول لا ترغب بتأسيس دولة كوردية مجاورة لها في الوقت الذي تضم نسبة من الكورد على أراضيها، وفي الوقت الذي ينظر الكورد إلى أن كوردستان تم تجزئته الى أربعة أجزاء بين العراق وسوريا وإيران وتركيا، ويعيش حاليا جزئين فقط هما كوردستان العراق وكوردستان سوريا في ظلّ الحكم الكوردي ويتمتعان بحرية، أما الجزئين الاخرين فيحاولان التحرر من الدولتين الاكثر قوة في المنطقة هما تركيا وإيران. من الناحية الاقتصادية نجد ان الدول العظمى زادت من اهتمامها بكوردستان بعد اكتشاف النفط فيه، فهنالك عشرات الحقول النفطية في كوردستان، فهو يمتلك ثلث ما يمتلكه العراق من النفط فضلا عن أنّ كوردستان كان ولا يزال وجهة العراق السياحية نظرا لأنه يضم العديد من المناطق السياحية

11798157_888766877844008_1426023299_n

الكاتب والصحفي سامان بابان

    مايحدث في المنطقة عموما ومنذ أحداث مايسمى بالربيع العربي والذي كان الأجدر أن يسمى بالغدر الغربي مسنودا بنفاق داخلي من وسط المجتمعات الاسلامية، يمثل نكبة تأريخية في حياة الفرد المسلم، حيث شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة نزيفا حادا للدماء، وارتكبت مجازر وعمليات قتل همجية جماعية باسم الاسلام والاسلام منها براء، وفق خطة منهجية لأجهزة مخابرات دول معادية للاسلام، بالتنسيق مع متنفذين وعملاء في دول الشرق الأوسط، وبتسخير واستخدام جهلة وفساق وفشلة من داخل المجتمعات المسلمة لتنفيذ جرائم ابادة يندى لها جبين الانسانية جمعاء، ووقع الملايين من الأبرياء ضحية هذه المؤامرة التي هي تأتي مكملة لمؤامرات ودسائس معادية للاسلام منذ بداية بزوغ نجم هذا الدين السماوي الحنيف على يد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قبل ۱٤۳٦ سنة، ومن يشك في صحة هذا الكلام فليبحث وليمحص من هم الاغلبية المطلقة من بين ضحايا الارهاب الاعمى في المنطقة، أليس هم المسلمون؟! هذا الارهاب لم يترك أخضرا ولا يابسا هنا الا ومد يده الغاشمة اليه، فالعراق وسوريا باتا على رأس قائمة ضحاياه، وكأن هناك تمهيد لبسط الطريق أمام تحويل حلم انشاء دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل الى واقع، حيث تم القضاء على كل مايمت للحياة بصلة على امتداد الفرات على أمل اكمال المشروع لايصاله الى النيل.. ومما سهل مهمة الأعداء باعتقادي هو ابتعاد المسلمين عن تطبيق مبادئ شريعتهم السمحاء وغرقهم في عصيان خالقهم جل في علاه وارتماءهم في أحضان حب الدنيا وملذاتها حبا اعمى تاركين وراءهم واجباتهم وماوكلوا اليه من مهام وفق القرآن والسنة، فأصابهم الذل والضعف والهوان كونهم ابتغوا العزة في أمور دنيوية بحتة كالطائفة والعرق والمال والجاه والحسب والنسب وضربوا بعرض الحائط الأصل الذي يوصلهم الى العزة الحقيقية ألا وهو الدين الاسلام، وكما تنبأ بذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال:” نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله”.. هذا هو جوهر ما أصاب المسلمون في العراق والشام، وأسهم في معاناتهم عملاء الغرب من ذوي الجاه والسلطان في العوالم العربية والتركية والفارسية، وطبعا الكورد لم يسلموا من الأذى، بل أن الأطماع التأريخية لمن ذكرناهم في أرض الكورد زاد من آلام الكورد عندما تآمر الكل مرة أخرى على أبناء هذا الشعب وتم توجيه بوصلة الارهاب نحو المنطقة الكوردية سواء في العراق أو سوريا بالدرجة الأولى أو تركيا وايران، لم يبق لنا الا أن نذكر بأن عودة قوتنا ليست بالمستحيلة رغم صعوبة الأمر في الوقت الراهن على أقل تقدير، لكن بتوحدنا وتكاتفنا وتهميشنا لخلافاتنا الفكرية والمادية وعودتنا الى التمسك بتعاليم ديننا الحنيف قولا وعملا، ستعود بلا شك قوتنا وهيبتنا الى مكانتها السابقة، وسيرث الأرض مرة أخرى عباد الله الصالحين وكما وعدنا الخالق جل في علاه بقوله: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون، ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين)٠٠

الكاتب والصحفي طارق كاريزي

     بعد سقوط الدول والامارات الكردية نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، لم تستطع الدول المحتلة لأرض كردستان فرض سيادتها كاملة على بلاد الكورد، بل السيادة الاجنبية كانت طوال التأريخ اسمية أكثر مما هي فعلية على كردستان. فالجبال الكردية ظلت طوال التأريخ عصية على الاختراق. الارتباط الكوردي بجغرافيته شديد تعذر زحزحزته، فالتعريب الذي امتد مع زحف الفتوحات الاسلامية نحو الشرق الأدنى وشمال افريقا، لم يستطع خرق الجبال الكوردية وشكل الكورد بدأ من خليج الاسكندورنة حتى الخليج العربي سدا منيعا حال دون امتداد التعريب شرقا نحو فارس والهند وآسيا الوسطى. والثقافة الكوردية الراسخة والتراكم الحضاري للشعوب والأمم الكوردستانية القديمة كانت بمثابة الصخرة التي تحطمت فوقها عمليات الصهر الاثني (العفوية والقسرية) التي استهدفت الكورد طوال العقود الماضية. ولعل بروز القضية الكوردية وتحقيقها نتائج عسكرية باهرة في العراق وسوريا، تتناقلها وسائل الاعلام العالمية، هو استمرار للفروسية الكوردية والقدرات القتالية لشعب جبلي يمتلك استعدادا عاليا للدفاع عن النفس والأرض، وجاء وصفهم في القرآن الكريم بـ(قوم ذو بأس شديد)، فقد انخرط المحاربون الكورد في جيوش العديد من الدول والامبرطوريات الاسلامية وكذلك تلك التي ظهرت قبل الاسلام. ويشكل الكورد عنصر التوازن الاثني في الشرق الأوسط، فجغرافية كوردستان تحتل موقع القلب بالنسبة للشرقين الأدنى والأوسط. بعد انهيار السلطنة العثمانية حرّم الكورد من حق السيادة على الأرض، وكان الرد ثورات كوردية متتالية في أجزاء كوردستان الأربعة طوال القرن الماضي. ومع نهاية الألفية الثانية للميلاد وبدء الألفية الثالثة، شهدنا بروزا سياسيا جديدا للكورد، وبات الكورد يشكلون عنصرا فاعلا في المشهد السياسي الشرق الأوسطي ومتغيراته. عدد من النخب العربية طرحت فكرة التحالف والتآزر العربي الكوردي كمطلب ستراتيجي، الا ان الأنظمة العربية، خصوصا التي تقتسم الجغرافية الكوردية بالشراكة مع تركيا وايران تعاملت بفتور وأهملت الثقل الكوردي واعتبرت هذه الأمة العريقة المؤثرة في مجريات التأريخ حاضرا وماضيا، جزءا من الهامش لا المتن. الكورد حاربوا الأنظمة العربية ودافعوا عن الصداقة ومشاعر الود مع الأمة العربية وشعوبها. الرد العربي مازال باهتا. الكورد والعرب أمتان جارتان، الفرصة مؤاتية لكي تكونان أمتان متحالفتان، فالمصلحة المشتركة التي تجمعهما عريضة جداً ولا يجب أن يحلّ الخلاف بين الأكراد والعرب مهما اختلفت وجهات النظر.

 

*صحافي وإعلامي كوردي/ كركوك

You may also like