×

دريان والعفيفي وأبو المُنى..

دريان والعفيفي وأبو المُنى..

إلّا – بيروت

أصداء
في زمن التباعد والانقسام، جاءت دعوة الصحافي العتيد بسام عفيفي في دارته الجبلية لتمنح المشهد اللبناني نَفَساً وحدوياً استثنائياً، و هو ليس اللقاء الاول من نوعه بل سبقته دعوة حافلة منذ مدة وجيزة في دارة السيد عفيفي – بيروت

IMG-20250902-WA26461-1024x683 دريان والعفيفي وأبو المُنى..

اللقاء الذي جمع بين سماحة المفتي عبد اللطيف دريان، والدكتور سامي أبو المنى، بحضور نخبة من الشخصيات الرسمية اللبنانية والعربية، حيث لم تكن المناسبة في صميمها مجرّد استقبال استعراضي جامع، بل بادرة وعي وطني متقدّم، يلتقط فيه لحظة الخطر ليصوغ منها جسراً نحو التفاهم وإتاحة الفرصة لاستعادة اواصر الانسجام، في ظل التوترات المذهبيّة والإقليميّة، يُثبت فيه لبنان مجدداً أنّ الحوار هو صمام أمانه، وأن التلاقي السني – الدرزي، حين ينطلق من بيت العارفين، يصبح رسالة وطنية لا بدّ أن تُقرأ بتأنٍ واهتمام، وقد أثرى هذا اللقاء الكثير من القامات الروحية والوطنية والسياسية، في لقاء جمع بين الحكمة والانفتاح، بحضور نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والفعّاليات الاجتماعية.

IMG-20250902-WA2621-768x606-1 دريان والعفيفي وأبو المُنى..


هذا التلاقي السني–الدرزي، في هذا التوقيت الحرج إقليمياً ومحلياً، لم يكن مجرّد لقاء مجاملة، بل محطة ذات دلالة عميقة على إمكانية ترميم العلاقة بين الطوائف بمسؤولية رفيعة ورؤية عاقلة، ولبنان لا يزال حياً ما دامت فيه مثل هذه المبادرات التي تُدار بالعقل لا بالغرائز، وبالنية الطيبة لا بالمصالح الضيقة، وبالوعي لا بالتعصّب، وبالتوازن لا بالانحياز..

IMG-20250902-WA2622-768x512-1 دريان والعفيفي وأبو المُنى..

يمكن القول أنّّ هذا اللقاء لم يكن من باب رفع العتب أو تبادل التحيات بين مرجعيتين دينيتين، بل خطوة نوعية في سياق وطني بالغ الحساسية. ففي الوقت الذي تتكاثر فيه عوامل الفرقة، وتشتد فيه الأزمات الاجتماعية والسياسيّة، جاءت هذه المبادرة لتُذكّر الجميع أنّ البناء يبدأ من ترميم العلاقات، لا من توسيع الفجوات.

IMG-20250902-WA2633-768x652-1 دريان والعفيفي وأبو المُنى..

ولا بد من الإشارة والإشادة معاً في أنّ لقاءاً كهذا، لم يكن الصوت الطائفي هو الحاضر فيه، بل صوت الحكمة، والحرص على السلم الأهلي، والوعي بأن لبنان – بجغرافيته، بتكوينه، بتاريخه – لا يحتمل صراع المذاهب، ولا رفاهية الانقسام، ولا غواية الاستقطاب الحاد. ما أحوجنا اليوم إلى عقلاء قادرين على كسر دوائر الشك، وإحياء ثقافة الحوار، وتقريب جميع الأطراف المتباينة من بعضها البعض، في أجواء تسبقها حسن النوايا، كما فعل الداعي للقاء صاحب مجلّة الهديل الحاضرة دائما بثقة وإبهار.

IMG-20250902-WA2614-768x512-1 دريان والعفيفي وأبو المُنى..

و يمكن ختام القول ربما لا تغيّر مثل هذه اللقاءات وجه الأزمة فوراً، لكنها بالتأكيد توقف الانحدار نحو هاوية لا رجوع منها، وتفتح نافذةً نحو أملٍ كان قد أُغلق طويلاً. ولعلّها تكون دعوة غير مباشرة لكل الغارقين في ضجيج الاصطفافات كي يصغوا قليلاً لصوت العقل، قبل أن ينهار السقف فوق رؤوس الجميع.

خاصّ – إلا

Share this content:

مجلّة - إلّا - الألكترونية/ مجلة هادفة ذات مستوى ومحتوى سواء بما يساهم به أقلام الكتاب العرب المعروفه والمنتشرة بأهم المنابر العربية، أو بما يتمّ اختياره أحياناً من الصحف الزميلة بتدقيق وعناية فائقة، وحرصاً من مجلّة - إلّا - بإسهام المزيد من الأقلام الواعدة يُرجى مراسلتها على البريد الألكتروني / ghada2samman@gmail.com

إرسال التعليق