×

قبل فوات الأوان…

قبل فوات الأوان…

رلى-الحلوه-573x1024 قبل فوات الأوان...
رلّى الحلو/ كاتبة وإعلامية وناشطة ميدانية- إداريّة في الجامعة اللبنانية – بيروت- مرجعيون

هل تسقط قطعة من السماء على الأرض هكذا دون سابق انذار؟ نعم لبنان يا قطعة سما هذا ما ألمّ بك يا وطني الحبيب ودون سابق انذار بحرب ضروس اقتحمت كل أرجائك، قرار الحرب لم يتخذه الشعب بل اتخذه حزب الله بمفرده ليسند غزة فأنقلب السحر على الساحر وبتنا لا نعرف كيف نلملم جراحنا من الجنوب الى الضاحية والبقاع في كافة الأراضي اللبنانية ، مواجهة أمام وحش كاسر بدعى اسرائيل وحش لا يرحم ولا منطقة لبنانية ، وحش يريد أن يقتل الابتسامة على وجوه أطفالنا، يشرد عائلاتنا، يُحرِق قلب شيوخنا، يفترسنا على جميع الأصعدة، أينك يا لبنان تصرخ أنا تعبت من الحروب المتتالية التي وزعتني أشلاء متناثرة كلٌ ينادي بمصالحه الخاصة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
آهٍ عليك يا وطني حيث تقيدك الطوائف والأحزاب وتكاد تغلق علينا أبواب التطور والمعرفة، تضيق علينا سبل الانفتاح والحرية وانت وطن النجوم وطن المفكرين وطن الأرز والجمال والخلود.
هل تسمح لهم يا لبنان أن يبيعوك بثلاثين من الفضة من أجل أوامر خارجية ترأسها ايران واميركا وغيرهم.
متى أراك يا وطنى معافى ، متى أرى جيشك الوحيد الذي يدافع عن أرضك وشعبك وأنسى أن هناك ثمانية عشر طائفة تريد أن تكون مصلحتها فوق كل شي.
هل من يعمل من أجل لبنان وشعبه، كلٌ يدافع من أجل حزبه وطائفته وهذا ما يتيح للكيان الصهيوني التحكم بنا، وقد قدمنا لهم الوطن على طبق من فضة في هذه الحرب التي أودت لنا الى الهاوية وما مَن يخرجنا من الضحايا كُثر دمائهم هدرت دون أن يختاروا الموت … والشهداء كثير لحقوا عقيدتهم واختاروا الشهادة عنوانا للأنتصار.
ويحك اسرائيل من أرضنا لو تضامنا !
ويحك ايران من أرض لبنان وأرزه فقد آن الأوان للدور المسيحي أن يسجل موقفة بجانب أخيه المسلم في الوطن.
يا أبناء وطني نحن أمام مفترق طرق فعلينا أن نعي مصلحة الوطن ونترك جانبا مصالحنا الشخصية.. علّنا هذه المرة نُسقط من قاموسنا الاحتراب الداخلي بكل مافيه من خلافات واختلافات، لنستعيد حرّيتنا ونتّفق على انتخاب رئيسا للجمهورية، رئيسا توافقيّا له دوره ومواقفه دون الولوج الى دهاليز خطيره تسحقنا كما فعلنا سابقا والعبرة لمن اعتبر.
آن الأوان لنستثمر عقولنا نحو الخير وننفض عنا غبار الجهل والحرب والأمل ونقفل أمام مرآة الوطن الصاحي الناضج غير الطائفي، ونبتسم ونصرخ بأعلى صوتنا: كلنا للوطن.
عقارب الساعة تهرول يا أبناء وطني من مسؤولين احرارٍ وثوارٍ وأحزاب، وبرره، ان تباشروا بدرء الساعة التي يفلت زمامها من يد الجميع، وهي أصلا بالكاد تجد من يختار لها المسير، توحدوا جميعا بالحوار وبتقريب وجهات النظر، حتى وان اختلفتم.. لا بأس اختلفوا باسم الوطن الذي سيلهمكم للائتلاف مجددا، كونوا لبعض، قبل ان يكون الكل عليكم، وقبل أن تأتِ ساعة الوطن وندفن كل طاقاتنا بين حطام الحرب وتحت الركام..

خاصّ – إلّا

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed