×

إلّا وطني – يا بني أمّي حالفوا المنطق ولا تخالفوه..

إلّا وطني – يا بني أمّي حالفوا المنطق ولا تخالفوه..

طلال-أبو-غزالة إلّا وطني – يا بني أمّي حالفوا المنطق ولا تخالفوه..
طلال أبوغزاله/ مفكّر عربي فلسطيني أردني وخبير استراتيجي ومؤسس مجموعة أبوغزاله العالمية- عمّان

إن الأوضاع الخطيرة الحالية تختلف كليّاً عن ميولنا ورغباتنا وانحيازاتنا. المسألة تحتاج إلى قراءة
عميقة، إلى قراءة جيدة جداً، تحتاج إلى تعزيز للمنطق ودوره المثالي في سير الأحداث، تحتاج إلى تمتين
المعرفة، وإلى أدوات لا محدودة لصناعة الموضوعية، تحتاج إلى خبرة في الوعي الوجودي، تحتاج إلى
تأمّل حيوي، لا تأمّل بليدٍ كسول، تحتاج إلى تحييد العواطف والمشاعر والأحاسيس وتغليب العقل والإدراك
والتمييز، تحتاج إلى التبصّر والتبحّر والغوص، لا الغوغائيّة والشعارات الفضفاضة، تحتاج إلى الحكماء
والعقلاء والجهابذة، لا إلى التشويش والتهريج والتناحر..
طبعاً المقدمات التي سيقت أعلاه لم تأت من فراغ، بل جاءت كنتيجة حتميّة لما لمسته من تناقضات
بالمواقف، وتباينات بوجهات النظر، وتزاحمات في التنظير، وتفاوتات بالآراء، وصحيح أنني ممن يؤمن
جدّاً بحريّة التعبير، وممن يقتنع أنه لولا القبح لما عرفنا الجمال، ولولا السواد لما أحببنا الضوء، ولولا
الشر لما أسعدنا الخير ولما تمسّكنا بالغير..
لكن الإنشاء شيء والبناء شيء آخر، لهذا لا بد من التوضيح والحسم والجزم هنا، إذ أنه في أمر الوطن
الوضع يختلف جملة وتفصيلاً، لأنّ الوطن له مصير واحد غير قابل للإزدواجية، فليس من المعقول أن
أحبّ وطني وأن أكرهه في نفس الوقت، وليس من المعقول أن أنتمي للوطن وأن أفرّط بأرضه للطامعين
مهما بلغ الإنسان من الاستهتار، وليس من المعقول أن أحاول كسر من ينصرني، وليس من المعقول أن
أحبّ عدوّي، لهذا لا بدّ في تلك الحالات الاستثنائيّة المصيريّة المماثلة أن أرفض أنا وكل صاحب قضيّة
مثلي، الطعن في الوطن وتقويض عزيمة المدافعون عن الوطن، وأن أرتضي المطبلين والمطبّعين للسير
قُدما مع سرّاق الوطن..
إننا جميعاً في مركب صعب، وفي خضمّ إعصار هائل فإما أن ننجو ونستعيد السلام العادل الشامل للأرض
والإنسان، وإما نتقهقر ونستسلم ريثما تنهض الأجيال القادمة من جديد، تدرك قيمة توحيد الموقف،
وتوحيد الرؤى، وتوحيد القرار، وتوحيد المواجهات، مهما كان الثمن.. عشتم وعاشت بلادنا وأرضنا عزّنا
وفخرنا لنقف جميعاً وقفة فخر لرجل واحد لا يمكن أن تكسره المِحَن مهما استفحلت،

وستُفْرج كما فُرِجَ كل ما قبلها، وكل ما تعاقب علينا من أزمات.

خاصّ – إلّا

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed